بقلم: إسماعيل بوزيدة* رجال صنعوا تاريخ الجزائر - الشهيد البطل تومي أحمد بن لهويدي - تاريخ الجزائر ناصع ومشرف صنعه أبناؤها الأوفياء بالتضحيات الجسام حيث طوال التاريخ كانت قوافل الشهداء لا تتوقف وكلما كانت الجزائر في مواجهة المحن والأزمات كان أبناؤها يسارعون إلى الصفوف الأولى للوقوف في وجه الخطر القادم ولا يدخرون جهدهم وأرواحهم وأموالهم في سبيل ذلك والثورة التحريرية الجزائرية خير دليل على ذلك وهي فخر لكل جزائري حيث كانت ولا زالت أعظم ثورة في القرن العشرين. ومن بين الشهداء الذين شاركوا في صنع تاريخ الجزائر ووهبوا أنفسهم فداء للوطن وثمنا لاستقلاله شهيد لا يعرفه الكثيرون على مستوى الوطن وبالمناسبة أردت تقديم نبذة بسيطة عنه رغم أن بطولاته كبيرة ومواقعه جليلة ولا تكفي بضع كلمات لسردها إنه الشهيد تومي أحمد بن لهويدي رحمه الله ومنذ الاستقلال وإلى يومنا هذا لم تكلف أي وسيلة إعلامية نفسها عناء التعريف بهذا الرجل البطل والتذكير بخصاله والترحم عليه الشهيد ولد سنة 1929 في منطقة ثليجان بولاية تبسة أبوه استشهد في سجون الاحتلال الفرنسي لينضم الشهيد أحمد بن لهويدي إلى صفوف جيش التحرير الوطني في أوائل 1955 وبعد مدة قصيرة من النضال والعمل والمثابرة وبفضل براعته وشجاعته في مختلف المعارك رقي إلى رتب عليا في منطقة الشريعة وثليجان وقد شارك في معارك كثيرة على رأسها معركة الجرف الكبرى دوخ خلالها القوات الاستدمارية حيث كان قناصا بارعا لا يخطئ هدفه ومن هذه المعارك أيضا معركة جبل الدكان بتبسة التي ابتدأت من وقت العصر إلى غاية وقت العشاء والتي هزم فيها العدو شر هزيمة ومعركة رأس جبل كملال والهجوم على الثكنة الفرنسية ببلدية ثليجان ومعارك أخرى كثيرة أما معركة لبطين ببلدية المزرعة فهي المعركة الأخيرة له سنة 1961 قبيل الاستقلال بقليل والتي قادها لوحده في مواجهة مئات العسكريين الفرنسيين وقد استشهد فيها البطل رافضا الاستسلام والخضوع ومفضلا الشهادة (مِنَ المُؤمِنينَ رِجَال صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيه فَمِنهُم مَن قَضَى نَحبَهُ وَمِنْهُم مَنْ يَنتَظِر ومَا بَدلُوا تَبدِيلاً) صدق الله العظيم. استشهد أحمد بن لهويدي القناص في ساحة الوغى في يوم 08 ديسمبر 1961 يوم حمى فيه وطيس المعركة جنود الاستدمار لم ينالوا منه فقد أسقط منهم العشرات بطلقات سلاحه البسيط المرفقة بالتكبير وطوال يومين كاملين من القتال دون انقطاع استشهد البطل عطشا بعد أن تمت محاصرته وقد نفذت منه الذخيرة والمؤونة نعم إنه من الرجال الذين صدقوا في يوم من أيام الله فيه قذف الله بالحق على الباطل فأزهقه إنه صقر من صقور الجزائر وأحد أسود أوراس النمامشة إنه القناص تومي أحمد بن لهويدي سيرته مازالت على كل لسان في منطقة تبسة ولم يحظ خلال فترة الاستقلال سوى بنصب تذكاري في منطقة البطين ببلدية المزرعة وهو في الحقيقة يستحق أكثر من ذلك ونضاله يستحق أن يدون في الكتب والمراجع لأنه بحق بطل من أبطال الجزائر رحمه الله. تومي أحمد بن لهويدي الشهيد ابن منطقة تبسة رحمه الله رجل من رجال الجزائر ورموزها الذين صنعوا تاريخها المجيد ضحى بالغالي والنفيس لأجل أن تتخلص الجزائر من أغلال الاستعمار والتبعية وهو قدوة لكل الأجيال في التضحية والنضال من أجل الوطن وكم هي محتاجة الجزائر اليوم لرجال من طينة هذا الرجل لخدمة الجزائر وبنائها نسأل الله أن يرحمه وجميع الشهداء الأبرار وأن يجازيهم خير الجزاء على ما قدموه.