تزور مصلحة التوليد بمستشفى بارني: ظروف ملائمة لاستقبال الحوامل ...وطواقم طبية متخصصة تسهر على رعايتهن كثيرا ما يتردد على مسامعنا عبارة (قطاع الصحة في الجزائر مريض) وهي العبارة التي تتداولها العديد من وسائل الإعلام الوطنية وذلك على إثر الربورتاجات والتحقيقات التي يتم إنجازها حول الأقطاب الاستشفائية عبر كامل ربوع الوطن حتى يخيل لنا أنه من المستحيل إيجاد مستشفيات تعمل وفق الأطر المعمول بها دوليا وهو ما جعلنا نقف على مصلحة التوليد لمستشفى نفيسة حمود بالجزائر العاصمة من أجل معرفة أوضاع المرضى فيها. عتيقة مغوفل يعتبر مستشفى(نفيسة حمود) المعروف بارني سابقا والواقع ببلدية حسين داي بالجزائر العاصمة واحدا من أكبر الأقطاب الاستشفائية وهو يعرف عبور المئات من المرضى يوميا وبمختلف مصالحه ومن بين أهم أقسامه قسم طب النساء والتوليد الذي يشهد وعلى مدار 24 ساعة ميلاد أطفال جدد وقد بلغت مسامعنا أن هذه المصلحة تعاني الكثير من النقائص وهو ما دفعنا إلى زيارتها. المصلحة مجهزة لاستقبال الحوامل كانت الساعة تشير إلى حدود العاشرة والنصف صباحا عندما تنقلنا إلى مستشفى نفيسة حمود وبالضبط إلى مصلحة التوليد وقد حاولنا أن نتسلل إلى المكان حتى نتمكن من إنجاز تحقيقنا إلا أننا لم نستطع فعل ذلك والسبب أن المدخل الرئيسي للمصلحة كان مغلقا ولا يفتح فقط إلا في أوقات الزيارة ما بين 13.30 و15.00 بعد الزوال وهو ما اضطرنا إلى البقاء خارجا والانتظار حتى الوقت المناسب وحين كانت الساعة تشير إلى حوالي الواحدة والنصف بدأ المكان يعرف إقبالا كبيرا للزوار وبعد دقائق فتح الباب الرئيسي فدخلنا معهم وبدأنا نتجول في المصلحة فتم إخبارنا أن الطابق الأول منها خصص فقط للنساء اللائي لم يلدن بعد وقد تم إبقاؤهن في المستشفى من أجل رعايتهن لأن البعض منهن كن يعانين من ارتفاع نسبة السكري في الدم في حين فإن الأخريات يعانين من ارتفاع الضغط الدموي أما الطابق الثاني فقد خصص للنساء اللائي وضعنا أطفالهن دخلنا أول غرفة في الطابق فوجدناها غرفة كبيرة متكونة من ثلاثة أسرة وقد كانت جميعها فيها مريضات اللائي كن برفقة أهاليهن في حين هناك غرف أخرى متكونة من أربعة أسرة وفي الاتجاه الأيسر من الرواق هناك بعض الغرف المكونة من سرير واحد. ظروف جيّدة بمختلف الأقسام اقتربنا من إحدى السيدات لسؤالها عن الأوضاع في المصلحة فردت علينا تلك السيدة أنها وضعت في تلك المصلحة ثلاثة أطفال وهي هناك لتضع مولودها الرابع إلا أن هذه الأخيرة تعاني من ارتفاع نسبة السكري في الدم لذلك فقد بقيت في المصلحة لأزيد من شهر حتى يعتني بها الأطباء ثم واصلت الحديث إلينا قائلة إن الأمور في القسم تسير بشكل عادي فالممرضات فيه يسهرن على راحة المريضات وهن يقمن بزيارتهن في كل وقت وفي مختلف الفترات في الليل والنهار من أجل الاطمئنان عليهن كما أن القسم نظيف وليس كما كان في السابق وحسب السيدة فإن المحسنين أيضا كان لهم نصيب في الاعتناء بالحوامل المقبلات على الولادة من خلال توفير أجهزة التلفاز في كل غرفة وذلك حتى تتمكن النسوة من تمضية بعض الوقت. والجدير بالذكر أن معظم شاشات التلفزيون بالقسم كانت كلها موضوعة على محطة خاصة بالأفلام التركية أردنا أن نعرف آراء أخرى فخرجنا من غرفة تلك السيدة وإذا بنا نصادف سيدة أخرى في الرواق لم تضع مولودها بعد وقد كانت فرصة لنا حتى نتكلم معها أخبرتنا هذه الأخيرة أنها مرتاحة في القسم وذلك بالنظر إلى الرعاية الصحية التي تلقاها من الفريق الطبي الساهر عليها خصوصا وأن هذا هو طفلها الأول وقد كانت خائفة بعد الشيء وهو ما جعل الطاقم الطبي يوليها بعناية خاصة. طواقم طبية تسهر على راحة المريضات بعد أن استمعنا إلى آراء المريضات في القسم السفلي أردنا أن نعرف رأي الأخريات اللائي كنا موجودات في القسم الثاني فتسللنا إلى هناك رفقة الزوار الذين جاءوا لزيارة المريضات والجدير بالذكر أن ذلك القسم قد خصص للنساء اللائي وضعن أطفالهن ولم يغادرن المكان بعد من أجل العناية بالأطفال الذين كان البعض منهم مريضا وقد كان ذاك الطابق مثل سابقه يضم العديد من الغرف منها ما يحوي ثلاثة أسرة وغرف أخرى فيها أربعة في حين هناك غرف صغيرة فيها سرير واحد فقط دخلنا إحدى الغرف فوجدنا سيدة مستلقية على سريرها بجانبها ابنتها الصغيرة حديثة الولادة والتي تبلغ من العمر يومين فقط سألناها عن رأيها في ظروف الاستشفاء فأخبرتنا أن الأمور على ما يرام وأن الطاقم الطبي ساهر على راحتها وراحة طفلتها سألناها إن كان فعلا هناك بعض الأسرة التي فيها سيدتان فأخبرتنا أنه لا يوجد ذلك ويمكننا التأكد بمفردنا من ذلك ثم سألناها عن الأكل المقدم فردت علينا أن نوعية الأكل رديئة نوعا ما وهو حال أكل المستشفيات لكن إدارة المستشفى تسمح لأقارب المريضات بجلب الأكل لهن وهو الأمر الذي يجعل الكثيرات لا يأخذن الأكل من الممرضات وياخذن فقط الفواكه خرجنا من تلك الغرفة ودخلنا غرفة ثانية كانت فيها أربع نساء تقدمنا من إحداهن حتى نعرف رأيها في ظروف الاستشفاء على مستوى المصلحة فردت علينا أن الظروف عادية جدا فهي ليست بمثابة فندق من خمسة نجوم لكن الخدمات الطبية لابأس بها وأثنت السيدة على الجهود التي تقدمها كل الطواقم الطبية العاملة بالمصلحة.