تتكرر بعض التصرفات والمظاهر السلبية لدى عدد من التجار، الذين لا يولون أدنى اهتمام لما يريده زبائنهم، ويجبرونهم أحيانا كثيرة، على اقتناء أشياء لا تنال إعجابهم ولا رضاهم، كما ن البعض منهم ومثلما هو معلوم، يقوم بخداع وغش زبائنه، رغم أن الغش أكثر ما حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قائلا "من غشنا فليس منا"، ومع ذلك، فان مظاهر الغش و التدليس في بعض المنتجات ظاهرة شائعة جدا، ويمكن ملاحظتها عبر كافة أسواقنا ومحلاتنا تقريبا. ويعد الغش وعرض سلع منقوصة الجودة، في مجال بيع الخضر والفواكه، أكثر الأنواع انتشارا، ومن ذلك تحديدا أن يقوم بعض الباعة بعض السلع الجيدة الجميلة المنظر التي تسيل لعاب الزبون، وتجعله مقبلا على اقتنائها في الواجهة الأمامية، في حين أنهم يقومون بعرض السلع الرديئة في الخلف، وعندما يقومون بوزن الكمية التي يطلبها الزبون، يقومون بوزنها من الكمية المتواجدة في الخلف، أي على عكس ما رآه الزبون، وما أراده وما اختاره ودفع ماله لأجله، الأمر الذي يجعل البعض راضخا للأمر الواقع، فيما يجعل الآخرين معترضين بشدة، ويصل بهم الأمر إلى درجة رفض اخذ الكمية، حتى وان قام البائع بوزنها ووضعها داخل الكيس. يقول احد المواطنين، انه قام مرة باقتناء البطاطا، والتي عرضت ب30 دج، ولكنها مثلما لمحته عيناه للمرة الأولى، جيدة جدا، وذات نوعية عالية، مثلما رآها، ما جعله يختارها عوضا عن كثير من الباعة الآخرين الذين نصبوا طاولاتهم على مستوى سوق السمار، ولكنه عندما طلب من البائع أن يزن، 5 كيلوغرامات، قام هذا الأخير باختيار حبات البطاطا الصغيرة والرديئة، على عكس ما كان يريده كلية، ولكنه لم يقم لا بالتعليق ولا بالاعتراض، بل ترك البائع ومضى، حتى بعد أن نادى عليه هذا الأخير لتسليمه سلعته، أجابه بان يحتفظ بها لنفسه. في نفس الإطار تقريبا قالت إحدى المواطنات أنها اتجهت مرة لاقتناء كيلوغرامين من البرتقال، وبالفعال فقد توجهت إلى إحدى الطاولات التي عرضت برتقالا جميلا وجيدا، بسوق عين النعجة، وعندما سألت عن الثمن اخبرها انه 70 دج، فطلبت ما تريده، ولكن البائع لما بدأ يزن البرتقال، كان يزن من البرتقال الصغير الحجم الموجود خلف الطاولة، ولكنها أوقفته، واعترضت طالبة منه أن يزن لها من الموجود في المقدمة، لان من سيقتني ذلك ومن سيأكله ليس أحسن منها، غير أن البائع فاجأها بأن البرتقال الذي تريده هو ب80 دج، رغم أن النوعين موجودان وموضوعان على نفس الطاولة، وهو غش وخداعٌ واضح لأنه كان بإمكانه أن يفصل بين النوعين ماداما مختلفين في الثمن، وللمواطن أو الزبون أن يقتني ما يراه مناسبا لجيبه وقدرته الشرائية.