تكوين ذوي الاحتياجات الخاصة في مهارات الإسعافات الأولية لتقديم العون عند وقوع حوادث، واحدةٌ من التجارب الهامة التي استفادت منها هذه الشريحة بولاية البليدة، في إطار الاستراتيجية الرامية إلى إدماجهم في المجتمع. وهي التجربة التي لقيت ترحيبا كبيرا منهم؛ ما جعلهم يطالبون بدورات تكوينية أخرى في مجال الإسعافات الأولية؛ للحدّ من الحوادث التي تؤدي إلى الإعاقة. تعود الإصابة بالإعاقة في بعض الحالات، إلى التأخر المسجَّل في تقديم الإسعافات الأولية للشخص المصاب؛ سواء كان الحادث سقوطا، أو حادث مرور أو غيرهما. ونتيجة ذلك تحدث بعض التعقيدات الصحية التي تؤدي إلى إصابة الضحية بإعاقة مستدامة. وانطلاقا من هذا المفهوم ارتأت الجمعية الولائية الثقافية "التحدي" بولاية البليدة، إدراج الدورات التكوينية في مجال الإسعافات الأولية لفائدة ذوي الإعاقة على اختلاف إعاقاتهم. وأوضحت رئيسة الجمعية السيدة ليلى بلبولة في حديثها مع "المساء" على هامش تنظيم رحلة استكشافية لفائدة ذوي الهمم في يومهم العالمي، أنّ هذا اليوم التدريبي جاء بعدما أكّد عدد منهم، أن السبب الرئيس للإعاقة، هو تعرّضهم لحادث، ونتيجة التأخر في تقديم الإسعافات الأولية لهم، فتعقدت حالتهم الصحية، وبُترت بعض أعضائهم. وقالت المتحدثة: "كل هذا دفعنا إلى تمكينهم من دورات تكوينية، ترمي إلى اكتساب مهارات الإسعافات الأولية، وتجعلهم قادرين على التدخّل لإسعاف غيرهم ولو بتقديم معلومة صحيحة" . وتابعت أنّ من الخطأ الاعتقاد أنّ المعاق لا يمكنه تقديم الإسعافات الأولية، بل هناك بعض التصرفات البسيطة التي يمكنه القيام بها؛ كطلب النجدة، ووصف الحالة، أو ضمان بعض التصرفات؛ كقياس النبض، وغيرها من الإسعافات، لافتة إلى أن الهدف الأساس هو إعطاء المعاق أكبر الفرص للاندماج حتى وإن كان ذلك من باب تقديم النصيحة عند وقوع حادث. وعن الانطباعات المسجلة وسط المستفيدين من دورة الإسعافات الأولية التي تُعد الأولى من نوعها بولاية البليدة لفائدة ذوي الهمم، أشارت المتحدثة إلى أنّ الدورة لقيت ترحيبا كبيرا من كل المشاركين، الذين طالبوا بتنظيم دورات مماثلة لتعميم الفائدة على كل المنخرطين بالجمعية؛ حتى يساهموا، من جهتهم، في التقليل من عدد المعاقين. ومن جهته، قال المسعف بالهلال الأحمر الجزائري (لجنة ولاية البليدة) زهير بن دوي، بناء على الدعوى التي تلقّاها من جمعية "التحدي"، أشرف على الدورة التكوينية؛ حيث اطّلع المشاركين على بعض المفاهيم الخاصة بالإنقاذ، والإسعافات الأولية، التي من حقهم، أيضا، أن يكتسبوها؛ لأنهم، كذلك، معنيون بتقديم العون؛ فكونهم معاقين ومن ذوي الاحتياجات الخاصة لا يعني أنّهم غير قادرين على تقديم الإسعافات الأولية، مشيرا إلى أنّ من بين المفاهيم التي قدّمها كيفية تقديم الحماية والنجدة، وكيفية الإبلاغ عن الحادث، وكذا التدخّل للإسعاف عند وقوع الاختناق عند البالغين والرضّع، وكيفية إجراء التنفس، وكيفية إيقاف النزيف وتقديم العون عند وقوع حريق. وفي السياق، أوضح المتحدث أن الدورة التدريبية الموجّهة لفئة ذوي الهمم، من أنجح الدورات بالنظر إلى التجاوب والتفاعل الكبير منهم، مشيرا إلى أنّ هذه الشريحة من الفئات القادرة على تقديم الإسعافات الأولية، يكفي، فقط، أن تكتسب ثقافة الإسعاف. وأكد أن الإبلاغ، فقط، يعني أنّها قدّمت 50 ٪ من الإسعاف. وتتوقف باقي التدخلات على نوعية الإعاقة، وما يمكنه القيام به وتقديمه من مساعدة. ويبقى الأهم أن يكتسب مهارات الإسعاف.