انطلقت بقصر الثقافة "عبد الكريم دالي" بحي إمامة في تلمسان، الطبعة الثالث عشرة للمهرجان الثقافي الوطني لموسيقى الحوزي تحت شعار "الحوزي.. رحلة ميراث وتراث" ؛ حيث أشار الوالي عند افتتاحه التظاهرة، إلى الدور المهم لهذه الطبعة في إبراز التنوع الثقافي والفني المتميّز لمدينة تلمسان، والتعريف بغناها التراثي، وبدورها الرائد في الحفاظ على هذا الطرب الأصيل، إلى جانب تعزيز مكانة الطرب الأندلسي. كما شهد اليومُ الافتتاحي عرض شريط فيديو بعنوان "روح الحوزي"، إلى جانب عرض "رحلة ميراث وتراث" لفنانين من المدارس الثلاث؛ قسنطينة، والجزائروتلمسان. الطبعة الجديدة للمهرجان تضم برنامجا فنيا ثقافيا متنوعا، يشمل معرض النوبة الأندلسية عن تاريخ الموسيقى الأندلسية للمدارس الثلاث التي تتقن هذا النوع من الفن؛ مدرسة الغرناطي بحاضنة الحوزي عاصمة الزيانيين تلمسان، ومدرسة الصنعة بالجزائر العاصمة، ومدرسة المالوف بالشرق الجزائري، إلى جانب ندوات ومحاضرات بعنوان "الحوزي أسفار وأوتار"، بالإضافة إلى "أقسام التراث" (ماستر كلاس). كما ستنظَّم على هامش هذه الطبعة، سهرات فنية في الطرب الأندلسي والحوزي، سيتمتع بها الجمهور التلمساني وجمهور بلديات الولاية؛ على غرار مدينة ندرومة العريقة؛ حيث سيحتضن مقر الجمعية الموحدية لندرومة، أمسية فنية في الطرب الحوزي، سينشطها فنانون محترفون و13 جمعية موسيقية في هذا الطابع الموسيقي، بمجموع يزيد عن 240 مشارك بين موسيقيِّين ومغنين يمثلون مدارس مختلفة من ربوع الوطن الجزائري؛ على غرار الجمعية الموسيقية المغديرية من ولاية معسكر، والجمعية الموسيقية مزغنة من الجزائر العاصمة، والجمعية الموسيقية النهضة من ولاية وهران، والجمعية الموسيقية أوتار وغرناطة، وأحباب الشيخ العربي بن صاري من تلمسان، والجمعية الموسيقية الفن الأصيل من ولاية الشلف، وجمعية النور للموسيقى الأندلسية من ولاية ميلة، في حين سينشط السهرة الختامية لهذا المهرجان، الجمعية الموسيقية ابن باجة من ولاية مستغانم، والجمعية الثقافية والفنية الشيخ محمد بوعلي، مع تقديم أوبيرات بعنوان "يا ضو عياني". برنامج التظاهرة سيشمل، أيضا، تنظيم ورشات مختلفة لتعليم العزف على الآلات الموسيقية المستعملة في الحوزي؛ كالكمان، والعود، وورشة عمل ثقافي ونظرية الموسيقى، وورشة النص والشعر، إلى جانب تلقين بعض التقنيات الجديدة في هذا الطابع للشباب الناشطين بهذه الجمعيات من طرف فنانين تألقوا في موسيقى الحوزي، وكذا أبواب مفتوحة على جمعيات الموسيقى الأندلسية لتلمسان؛ للتعريف بهذا الفن الأصيل، وبهذا التراث، مع فسح المجال للانخراط، وتحفيز المنخرطين بها على ابتكار نصوص جديدة في موسيقى الحوزي، الذي يُعد طبعا موسيقيا تقليديا، قائما بذاته، ينتمي إلى أسرة الموسيقى الكلاسيكية للتراث الوطني. وتتزامن الطبعة الثالث عشرة للمهرجان الثقافي الوطني لموسيقى الحوزي هذه، مع الذكرى الستين لوفاة الفنان الشيخ العربي بن صاري، الذي يُعد رمزا من رموز تاريخ تلمسان الفني والموسيقي، وعميد أغنيتها الأندلسية، ومن أبرز رواد مدرسة "الغرناطية" . كما يُعد موحّد التراث الموسيقي للمدرسة التلمسانية الذي يحتوي على بصماته إلى يومنا هذا؛ حيث شغل لما يقارب ثمانين سنة، ساحة الموسيقى الأندلسية بها. وذاع صيته في مختلف أنحاء الجزائر، والمغرب العربي.