ما أروع أن يَهَبَ اللهُ عز وجل العافيةَ لإنسان! فالذي عافاه اللهُ عز وجل نجا وأفلح ومفهوم العافية مفهومٌ واسع يشمل الدنيا والآخرة وكان من سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يسأل اللهَ العافية فقد روى الترمذي _وقال الألباني: صحيح- عن رفاعة بن رافع رضي الله عنه قَالَ: قَامَ أَبُو بَكْر الصِّدِّيقُ عَلَى المِنْبَرِ ثُمَّ بَكَى فَقَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الأَوَّلِ عَلَى المِنْبَرِ ثُمَّ بَكَى فَقَالَ: (اسْأَلُوا اللَّهَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ فَإِنَّ أَحَدًا لَمْ يُعْطَ بَعْدَ اليَقِينِ خَيْرًا مِنَ العَافِيَةِ). وكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم سُنَّة ثابتة كل يوم وليلة في طلب العافية من الله فقد روى أبو داود -وقال الألباني: صحيح- عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَعُ هَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي). فلْنحفظ هذا الدعاء العظيم الذي لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتركه قطُّ ولْنُرَدِّده مرَّة واحدة في الصباح ومثلها في المساء عسى الله أن يُحَقِّق لنا العفو والعافية والستر والأمن والحفظ.