نصف قرن من الانتظار والترقب 300 عائلة تنتظر النجاة من بيوت الموت بالقصبة تنتظر أزيد من 300 عائلة قاطنة بأسطح وأقبية عمارات بلدية القصبة من السلطات المحلية على رأسها الوالي زوخ بالإفراج عنهم بسكنات اجتماعية تنهي متاعبهم مع حياة الشقاء والذل فضلا عن الخوف والهلع المتربص بهم ويترقبون بشغف إخراجهم من تلك الوضعية الكارثية والمميتة التي يعيشونها آملين تجسيد الوعود التي اطلقها المسؤولون المحليون بالمنطقة منذ أن بدأت السكنات تتهاوي وتنهار جزئيا يوم بعد يوم لتصل إلى حالة متقدمة من الخطورة والتي تنبئ بانهيارها فوق رؤوس قاطنيها وهم يعلقون كل آمالهم على والي العاصمة عبد القادر زوخ الذي أثلجت تصريحاته صدورهم ومنحتهم الطمأنينة بالفرج القريب والمرتقب ايام معدودات بعد رمضان. مليكة حراث التصريحات التي أدلى بها والي العاصمة زوخ في آخر ندوة له فتحت آمال كبيرة لدى سكان الأقبية والأسطح بالقصبة والقاضية بأنه خلال عملية إعادة الإسكان المقبلة سيكون لقاطني هذه المواقع نصيب في عملية الترحيل ال 21 المتواصلة الى غاية ال 25 الأمر الذي بعث الطمأنينة في نفوس سكان القصبة الذين يعانون سيناريو الانهيارات الجزئية للجدران والأسقف إضافة الى الضيق الشديد الذي يتخبط فيه هؤلاء منذ أزيد من 60 سنة. وفي السياق ذاته أعرب هؤلاء السكان خلال حديثهم مع أخبار اليوم عن سخطهم إزاء الحالة الصعبة والمأساوية التي يتخبطون فيها والتي أرقت حياتهم ونغصت عليهم طعم الحياة منددين بمعاناتهم التي تتضاعف وتتفاقم بصفة يومية نتيجة الأوضاع الكارثية التي يتكبدونها بسبب تصدع الأسقف والجدران التي تشهد اهتراءات وثقوب بليغة لدرجة تناثر الأتربة بمجرد تحرك السكان أو مرور المركبات والأمر الذي أثار استياءهم خصوصا أنهم قاموا بإيداع ملفات السكن على مستوى مصالح البلدية منذ عقود الا انها لم تر النور لحد كتابة هذه الأسطر ضاربين الخطر المتربص بالسكان عرض الحائط. وأضاف هؤلاء خلال شكاويهم المرفوعة عبر صفحات أخبار اليوم إلى السلطات المعنية أنه لم يعد في مقدورهم المزيد من التحمل ومسايرة الوضع والمعاناة حيث أوضحوا أن ظروف العيش أصبحت لا تطاق وحياتهم على المحك بعدما ألحقت بسكناتهم أضرارا بليغة ناهيك عن ارتفاع نسبة الرطوبة التي أدت إلى إصابة العديد من السكان بالحساسية وضيق التنفس والربو خصوصا وسط الاطفال وأضاف محدثونا أن الصحة العمومية للمقيمين بالأسطح والاقبية تدق ناقوس الخطر الأمر الذي يستوجب تدخل السلطات المعنية بترحيلهم في اقرب وقت قبل أن تحفهم الأمراض من جهة وخطر الانهيار من جهة اخرى وستزداد اوضاعهم ترديا في فصل الصيف حيث تنتشر الأوساخ والروائح والحشرات الضارة كالبعوض والجرذان ناهيك عن درجة الحرارة المرتفعة المنبعثة من قنوات الصرف الصحي التي تشهد تسرب المياه القذرة وهو ما يشكل خطرا حقيقيا على صحتهم مهددين بالامراض المعدية والوباء وعليه واستنكر بعض القاطنين سياسة التهميش التي يتعرضون لها من طرف السلطات المحلية التي تتجاهل معاناتهم مؤكدين أن هذه الأخيرة اكتفت بتقديم الوعود الزائفة في وقت سابق واليوم حسب أحد القاطنين ينتظروا ترحيلهم بشغف إلى سكنات لائقة بعد الوعود التي أطلقتها المصالح الولائية في الآونة الأخيرة. وأوضح ممثل السكان الى أنه قد تم تنصيب لجنة قامت بإحصاء هذه البيوت التي وصل عددها إلى أكثر من 300 مسكن مهدد للانهيار وأن لهم الأولوية في الاستفادة من سكنات لائقة استعجاليا نظرا لتقدمها في الاهتراء والتدهور. كما أكد هؤلاء أنهم قاموا بالتوجه في العديد من المرات إلى مقر البلدية والدائرة من أجل الاستفسار عن وضعيتهم وأكد لهم المسؤولون بالبلدية أن وضعيتهم محل دراسة وهناك مشروع لترحيل هذه العائلات إلى سكنات اجتماعية جديدة ولكن السكان ملّوا من الوعود دون أن يحدد لهم موعد الرحلة وانهم في كل مناسبة إعادة الاسكان ينتظرون الإعلان عن قائمة المستفدين. وفي اتصالنا مع أحد المسؤولين ببلدية القصبة أكد لنا أن قائمة ملفات هؤلاء السكان مطروحة لدى المصالح الولائية لتقوم بدراسة ملفاتهم والتحقيق للفصل فيها.