فرّ آلاف السجناء ليل السبت إلى الأحد بعد تمرد في سجن وادى النطرون على الطريق الصحراوي بين القاهرة والإسكندرية على بعد مئة كلم شمال العاصمة المصرية، حسب ما أفاد مصدر أمني، لوكالة الأنباء الفرنسية. وأوضح المصدر أن السجناء البالغ عددهم عدة آلاف قاموا بتمرد، وتمكنوا جميعا من الفرار بعد أن استولوا على أسلحة رجال الأمن. ويضم هذا السجن عددا كبيرا من الإسلاميين المحتجزين فيه منذ سنوات، إضافة الى بعض السجناء الجنائيين. وذكرت المصادر أن 8 سجناء قتلوا وفر عددٌ كبير آخر إثر تمرد في أبو زعبل، أحد السجون الكبيرة في شرق القاهرة. وأضافت أن عشرات السجناء فروا من سجن الفيوم مساء السبت إثر تمرد مماثل قتل خلاله ضابط شرطة. كما تمكن العديد من السجناء من الفرار في السجون الصغيرة في عدة محافظات مصرية. وجاء فرار السجناء بعد أن خرجت الأوضاع عن السيطرة الأمنية إثر الانتفاضة غير المسبوقة للمصريين المطالبة بإسقاط نظام الرئيس حسني مبارك الذي يتولى السلطة في البلاد منذ 30 عاما. وفي تطورات أخرى، ذكرت مصادر أن الجيش اعتقل حوالي 450 شخصا في مختلف أنحاء البلاد في محاولة لفرض الأمن. ويتولى الجيشُ المصري الآن حراسة وزارة الداخلية في وسط القاهرة. وكان محتجون حاولوا الهجوم على مبنى الوزارة خلال الاحتجاجات الأخيرة. مائة قتيل وألفا جريح إلى ذلك، أشار إحصاء لرويترز، استناداً لتقارير من مصادر طبية ومستشفيات وشهود عيان، إلى أن أكثر من 100 شخص قتلوا في احتجاجات عمت مصر للمطالبة بإنهاء حكم الرئيس حسني مبارك، بحسب تقرير إخباري أمس الأحد. ولم تتوفر أرقام رسمية، وربما تكون الأرقام الحقيقية مختلفة للغاية في ظل الفوضى في الشارع. وفي بني سويف الواقعة جنوبي القاهرة قتلت الشرطة بالرصاص 17 شخصا أثناء محاولتهم مهاجمة مركز شرطة، وقُتل 8 أشخاص أثناء الاحتجاجات. وذكرت مصادر طبية أن نحو 2000 شخص أصيبوا في أنحاء البلاد، ومن المؤكد أن يرتفع العدد مع اندلاع المزيد من الاحتجاجات. إلى ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى "ضبط النفس ووقف العنف واحترام حقوق الانسان" في مصر. ونصحت السفارة الأمريكية في القاهرة رعاياها بسرعة مغادرة البلاد خوفا على حياتهم.