جمع غفير في وداع نهال والآلاف يهتفون: ** الرئيس بوتفليقة يعزي عائلة الفقيدة مصدر رسمي: التحقيقات متواصلة لكشف الحقيقية هند فرحاوي شدّت مراسيم تشييع جنازة الطفلة المغدورة (نهال) نحو مقبرة عين البيضاء (وهران) أنظار ملايين الجزائريين الذين تابعوها عبر القنوات التلفزيونية الخاصة ومواقع التواصل الاجتماعي فيما دوت هتافات (الشعب يريد تطبيق القصاص) التي رددها آلاف المشاركين في الجنازة الشعبية الكبيرة إذ أبى كثير من الجزائريين إلا أن يحضروها لتوديع نهال ومواساة أهلها. ورافق جمع غفير من المواطنين أمس الأحد جثمان الطفلة نهال إلى مثواها الأخير بمقبرة عين البيضاءبوهران في موكب جنائزي مهيب حسب ما لوحظ. فمنذ الصباح الباكر توافدت أعداد كبيرة من المواطنين على المنزل الجنائزي الكائن بحي الأمير خالد (الكميل سابقا) بوهران لمؤازرة عائلة الفقيدة وتشييع الجنازة. وتدريجيا تشكل موكب ضخم وراء سيارة الحماية المدنية التي كان على متنها نعش الفقيدة ملفوف بالراية الوطنية. وتوالت الجموع من الرجال والنساء والأطفال في حلقة لا متناهية إلى غاية المقبرة الكائنة بالمدخل الغربي لمدينة وهران. وبعد أداء صلاة الجنازة ألقى إمام مسجد المقبرة كلمة تأبينية بلغ فيها لعائلة سي محند تعازي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وأعضائها والسلطات المحلية وكافة الشعب الجزائري. كما تضرع الإمام إلى الله سبحانه وتعالى بأن يتغمد الفقيدة برحمته الواسعة وأن يلهم ذويها الصبر والسلوان قائلا (إن ما حدث غريب عن ديننا وتقاليدنا الأصيلة والعميقة). الشعب والحكومة يتضامنان مع عائلة نهال وبعد دفن الفقيدة نهال بمشاركة والدها المكلوم ألقيت كلمة نقلت تعازي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وطاقم الحكومة والسلطات العليا في البلاد لعائلة المغدورة. وفي سياق ذي صلة وحسب ما ذكره مصدر رسمي فإن التحقيقات متواصلة لكشف حقيقة ما جرى وبينما ترددت إشاعات هنا وهناك بأن القاتل قد تم التعرف عليه أكدت الجهات الرسمية أنه على الأقل حتى كتابة هذه الأسطر فإن الجاني مايزال مجهولا.. للإشارة فقد استقبل جثمان الطفلة نهال مساء السبت بمنزلها العائلي بوهران أين أقيم مأتم قبل الدفن. وكان قد سلم لذويها بعد ظهر أمس من طرف السلطات المعنية بتيزي وزو وسط جو من الحزن والألم. يُذكر أن المعهد الوطني للأدلة الجنائية وعلم الإجرام لبوشاوي كان قد أكد الخميس الفارط أن الأعضاء التي عثر عليها بمكان الفاجعة تعود للطفلة نهال سي محند صاحبة الأربعة ربيعا. وقد اختفت الطفلة نهال في ظروف غامضة غداة وصولها رفقة والديها من وهران لحضور زفاف في قرية آث علي ولاية تيزي وزو ورغم جهود رجال الدرك ومساهمة أهالي القرية في البحث إلا أن أثر الطفلة لم يظهر إلا بداية هذا الأسبوع ولم تظهر إلى حد الآن هوية الخاطف أو القاتل أو أي معلومات حول طريقة اختفاء الطفلة وموتها وقد كان الأمل يحذو أسرتها بالعثور عليها حية بعدما أكد والدها أن فستانا عثر عليه مع بقايا الجثة لا يعود لابنته. وزادت قصة نهال من خوف الأسر الجزائرية من تكرار حالات اختطاف الأطفال إذ انتشرت عدة قصص لاختطاف الأطفال بالجزائر خلال الأشهر الماضية بعضهم تم العثور عليه ميتا والبعض الآخر حيا كما تتباين دوافع الاختطاف من ابتزاز الوالدين لأجل دفع الفدية أو الاغتصاب أو تجارة الأعضاء ووضع المجتمع الجزائري عموما والحكومة خاصة أمام مأزق حقيقي ضحيته البراءة. وقد كشف تقرير لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة اليونيسف في آخر إحصائيات عن تسجيل ما لا يقل عن 1100 حالة اختطاف للأطفال في الجزائر في الفترة الممتدة مابين 2001 و2016 سجلت سنة 2015 أعلى نسبة ب287 حالة عثر على 29 طفلا جثة هامدة. ووفقا لتقرير منظمة اليونيسف فقد أحصى مكتب حماية الطفولة بالمديرية العامة للأمن الجزائري فإن عدد الأطفال الذين اختفوا قسرا في سنة 2012 يقدر ب276 طفلا في حين أن عدد الملفات التي طرحت سنة 2011 والمتعلقة بالاعتداء واختطاف الأطفال القصر بلغ 609 ملفا. القصاص.. القصاص إضافة إلى النداءات التي أطلقها مشيّعو جثمان نهال فقد تواصل اشتعال مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفايسبوك بحملات تطالب السلطات الجزائرية بتطبيق حكم الإعدام ضد مرتكبي جرائم الاختطاف التي راحت ضحيتها البراءة باعتباره الحكم العادل ضد من أسموهم بالوحوش البشرية بعدما تفننوا في اغتيال أطفال ذنبهم الوحيد أنهم أرادوا اللعب مع أقرانهم والعيش في بلد آمن حيث عجت المواقع بصورة الطفلة نهال سي محند وانتشرت عبارات التعازي والمواساة لذويها وعائلتها والتوعد بالقصاص من القاتل لأنه أسكت ضحكة بريئة بوحشية لا تغتفر فيما تساءل آخرون عن الدافع وراء ارتكاب جريمة بشعة كهاته. ولم تنحصر التعليقات في عبارات الرثاء والمطالبة بتنفيذ حكم الإعدام بل حمّل الفايسبوكيون الدولة الجزائرية ذنب هؤلاء الأبرياء مؤكدين أن دولة بحجم الجزائر لها جميع الإمكانيات المادية والبشرية في مواجهة الجريمة المنظمة نجحت في اجتثاث الإرهاب من جذوره كيف تصمت في كبح ظاهرة اختطاف الأطفال وتحديد الجهة التي تقف وراءها هل هي مافيا المتاجرة بالأعضاء البشرية أم نفوس مريضة تتحكم فيها غرائزها الوحشية؟. كما عمد خطباء الجمعة الماضية في كثير من المساجد إلى التحذير من مختطفي الأطفال لغايات مختلفة حيث دعوا الآباء والأمهات على السواء إلى عدم إهمال أبنائهم وتركهم عرضة للغرباء كما طالبوا بتفعيل عقوبة الإعدام حتى تكون رادعة للمجرمين الذين يختطفون ويقتلون الأطفال. ورفع خطباء شعار جمعة القصاص والتي من خلالها قاموا بتوعية المصلين وحثهم على ضرورة المطالبة بعودة تطبيق الأحكام الشرعية على قتلة البراءة وأكدوا أن عدم تفعيل عقوبة الإعدام ساهم بقوة في تفشي الإجرام . وشدد في هذا الصدد جلول حجيمي رئيس نقابة الأئمة بالمساجد على ضرورة تفعيل القصاص الشرعي حتى نضع حدا لاستغلال الطفولة في قضايا الثأر والابتزاز وذلك بتفعيل القانون الرباني وليس الانصياع إلى دعاوى المنظمات الحقوقية التي تدعو إلى التسامح مع القتلى بتعطيل الإعدام. يُذكر أن منظمات حقوق الإنسان العالمية ترفض تطبيق حكم الإعدام وقد نسخت المنظمات الجزائرية مبادئها منها ما يدل على عجزها عن صياغة مشروع قانون حقوق الإنسان الجزائري يستمد مبادئه من الشريعة الإسلامية التي تنص على القصاص وعملا بقوله تعالى في الآية 179 من سورة البقرة {ولكم في القصاصِ حياة يا أُولي الألباب لعلكم تتقون}.