الكراهية تتمدد عبر العالم رياح الإسلاموفوبيا تصل إلى الصين لم يخف كثير من الصينيين قلقهم من تنامي المظاهر الإسلامية في عدد من المدن الصينية الرئيسية بعد أن كان ذلك مقتصرا فقط على المقاطعات التي توجد فيها أقليات مسلمة مثل إقليمي شينغيانغ ونينغشيا حيث وصل الأمر إلى مطالبة البعض بطرد مسلمي الصين خارج البلاد وترحيلهم إلى الدول العربية. وقد أغلقت جامعة (آن خوي) الصينية منطقة مخصصة لاستحمام الطلبة المسلمين (حمامات الاستحمام الصينية مشتركة ومكشوفة) بعد ضغط شديد على إدارة الجامعة من طلبة صينيين اعتبروا ذلك تمييزا وحقا غير مشروع لمن يجب -حسب قولهم- أن يلتزموا بالقواعد والقوانين المعمول بها داخل الحرم الجامعي. وبررت الإدارة اتخاذها هذا القرار بأنها لا تريد أن تثير أزمة بين الطلاب. وكان جدل أثير في بعض الجامعات الصينية حول تخصيص مطاعم حلال للطلبة المسلمين كما كان مشهد أداء مسلمي شنغهاي لصلاة عيد الفطر في أحد شوارع المدينة قد أثار حملة شرسة وموجة جدل واسعة لم تخل من هلع وعداء واضح للمسلمين انتشرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الصينية. صورة مغلوطة الباحث في العلاقات الصينية العربية ليو تشن أرجع ارتفاع أصوات مناهضة للإسلام في الصين إلى الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين لدى شريحة كبيرة من المجتمع الصيني. وقال ليو في حديثه للجزيرة نت إن بعض الصينيين يربطون الإسلام بالإرهاب والتطرف لذلك يشعرون بأن وجود المسلمين في بلادهم يشكل تهديدا لأمنهم واستقرارهم. وأوضح أن مثل هذه الأصوات لا تمثل توجه الحكومة الصينية التي تقف على قدم المساواة بين كافة الأديان مشيرا إلى الدعم الذي تقدمه الحكومة للمسلمين الصينيين في موسم الحج والأعياد ومساهمتها في بناء وتوسعة المساجد في عدد من المقاطعات والمدن. من جهته قال رئيس الجاليات العربية في الصين أحمد اليافعي إن الأصوات المتطرفة التي تنادي بطرد المسلمين لا تمثل غالبية الصينيين الذين تجمعهم بالعرب علاقات صداقة متينة وقوية منذ طريق الحرير. وأكد اليافعي أنه بالإضافة إلى الحكومات المحلية ودوائر الشؤون الدينية فإن عددا كبيرا من الصينيين يحرصون على تهنئة الجاليات العربية المسلمة في الأعياد والمناسبات الوطنية. وأضاف في حديث للجزيرة نت (لم نلمس خلال العقدين الماضيين أي انتقاص من حقوقنا وكرامتنا بل أكثر من ذلك نشعر أن الصين وطن ثان لنا ولأبنائنا في ظل الأزمات التي تعصف بوطننا العربي). طلاب يتحدثون خلود طالبة تدرس في جامعة اللغات الأجنبية بالعاصمة بكين أبدت انزعاجها من تعليقات الطالبات الصينيات على حجابها واعتبار بعضهن أنه رمز للتطرف الديني خصوصا في الفترات التي تشهد تصاعد أعمال عنف أو هجمات انتحارية تنفذ باسم الإسلام في عواصم أجنبية. وقالت خلود (أحيانا تتولد لدي رغبة في العودة إلى بلدي بسبب كثرة التعليقات والنظرات الدونية التي تشعرني بأنني المسؤولة الأولى عن كل عمليات القتل وسفك الدماء في العالم). أما أحمد -وهو طالب أردني يدرس في جامعة جينان- فقال إن الأمر بات اعتياديا بالنسبة لنا ففي كل مرة يشهد فيها إقليم شينغيانغ ذو الأغلبية المسلمة صدامات بين السلطات الصينية والإيغور لابد أن ندفع ثمن ذلك ازدراء واحتقارا من طلاب متعصبين لقوميتهم. وفي حديثه أرجع أحمد ذلك إلى أزمة الوعي التي يعيشها الطالب الصيني بسبب ضيق الأفق وشح مصادر المعلومات في ظل الرقابة الشديدة التي تمارس عليه من سلطات بلاده. ويرى مراقبون أن غياب وسائل إعلام عربية تخاطب الصينيين في الوقت الذي تشهد فيه الصين حضورا وحراكا مكثفا لإسرائيل على منصات التواصل الاجتماعي الصينية أدى إلى خلق اتجاهات جديدة في الرأي العام الصيني تعادي الإسلام والعرب. وقد عمدت المواقع والصفحات الإسرائيلية التي تخاطب الصينيين بلغتهم على ربط الإسلام بالإرهاب والتطرف وتوظيف حوادث العنف التي يشهدها إقليم شينغيانغ في تكريس هذه الصورة.