المتحجبات الصغيرات يملأن الابتدائيات أسر تجبر الفتيات على التحجب في سن مبكرة الشيخ ناصري: لا يجوز فرض الحجاب على الفتاة الصغيرة جبرا يعتبر الدين الإسلامي من أكثر الديانات التي أعطت للمرأة الكثير من الحقوق التي تحفظ لها كرامتها وعزتها أمام شقيقتها الرجل وقد أولى ديننا الحنيف أهمية كبيرة لحياء المرأة وحشمتها فأمرنا الله عزوجل النساء بارتداء الحجاب ولكن هناك من الآباء من أصبحوا في السنوات الأخيرة يرغمون بناتهم على التحجب وهن في سن مبكرة وهو الأمر الذي ترفضه الكثيرات إلا أن تسلط الوالد يجعل الفتاة الصغيرة تتحجب رغما عنها. عتيقة مغوفل من يقف اليوم أمام أبواب العديد من المدارس الجزائرية وخصوصا في الطور الابتدائي والإكمالي يشد انتباهه أن الكثير من الفتيات يرتدين الحجاب أو على الأقل يضعن الخمار على رؤوسهن والغريب في الأمر عندما تشاهد بنتا تدرس في السنة الأولى ابتدائي وهي ترتدي حجابا شرعيا أو أنها تضع خمارا على رأسها وما يزيد من الدهشة حين يعلم الفرد منا أن البنت حجبها والدها وهي في سن صغيرة رغما عنها وعن أمها. مروة ألبسها والدها الحجاب وهي في السادسة من بين الفتيات اللائي أرغمهن والدهن على التحجب وهن في سن صغيرة (مروة) التي تبلغ من العمر9 سنوات هذه الأخيرة تلميذة في السنة الثالثة من التعليم الابتدائي شاهدناها صدفة تمشي في الشارع متجهة إلى البيت رفقة بنت الجيران بعدما خرجتا من المدرسة ولكن ما شد انتباهنا أنها كانت ترتدي حجابا شرعيا بخمار طويل وقد كان وجهها يكاد لا يظهر من الخمار بسبب نزوله وبشكل مكثف على عينيها طريقة تحجبها تلك لا تخص طفلة صغيرة بل إنها طريقة لتحجب سيدة كبيرة وبالغة تقربنا من الفتاة شيئا فشيئا وفي حديث جميل جمعنا بها عرفنا أن والدها هو من طلب من والدتها أن تقوم بإلباسها الحجاب بتلك الطريقة وطلب منها أن تضع لها الذقن وتنزل الخمار على جبينها حتى تكون مستورة للغاية كما أنها أخبرتنا أنها تتعلم شيئا فشيئا طريقة لبس الحجاب بمفردها وذلك حتى تعتمد على نفسها مستقبلا عدنا وسألنا الطفلة مرة أخرى منذ متى وهي تلبس الحجاب بتلك الطريقة فردت علينا أنها محجبة منذ أول يوم دخلت فيه للمدرسة ثم أردنا أن نستفسر إن كانت راضية عن تحجبها بتلك الطريقة فردت علينا قائلة: (أبي يريد هكذا إذن علي أن أرتديه هكذا حتى لا يغضب علي وعلى أمي).
يدخل في صراع مع زوجته بسبب تحجب البنت ولكن وعلى ما يبدو هناك الكثير من الآباء في زماننا هذا يرغمون بناتهم على التحجب رغم صغر سنهم ورغم معارضة الزوجات لهن ومن بين النساء التي عارضت بشدة تحجب ابنتها وهي في سن الثامنة السيدة حورية هذه الأخيرة متزوجة وأم لثلاثة أطفال التقيناها صدفة في أحد شوارع العاصمة كانت على عجالة وهي في طريقها إلى للمدرسة الابتدائية التي يدرس بها أبناؤها وذلك حتى تصطحبهم إلى البيت وقد كانت برفقة بنت تبلغ من العمر 8 سنوات كانت تضع الخمار على رأسها بالرغم من أنها كانت ترتدي سروال جينز وكنزة إلا أنها كانت تضع الخمار على رأسها سألنا الأم إن كان تحجب ابنتها بتلك الطريقة باختيارها أم أنها أجبرت عليه فردت علينا الأم أنها تحجبت بتلك الطريقة بعد مفاوضات عسيرة مع والدها فلم نفهم رد الأم ثم استرسلت في الكلام وأخبرتنا أن والد الطفلة طلب منها أن تتحجب عندما انتقلت إلى السنة الثانية من التعليم الابتدائي وقد اشترط عليها أن يكون حجابها شرعيا مثل حجاب والدتها إلا أن الأم رفضت أن تتحجب البنت وهي صغيرة في السن ولكن الزوج تعنت وألح على أن تتحجب ابنته وأرغمها على ذلك فدخلت أمها في صراع عسير مع زوجها لدرجة أنها قامت بالذهاب إلى بيت والدها وبقيت عند أهلها لمدة من الزمن بعدما ثار غضبها على القرار التعسفي الذي اتخذه الأب في حق ابنته وبعد أخذ ورد وتدخل بعض العقلاء من العائلتين توصل الزوجان إلى أن تكتفي الفتاة بوضع الخمار فقط على رأسها وترتدي حجابا شرعيا عندما تنتقل إلى الطور الإكمالي في الدراسة. لا يجوز شرعا إجبار الفتيات الصغيرات على التحجب من جهة أخرى وحتى نعرف ما حكم الدين في إرغام الفتيات الصغيرات على ارتداء الحجاب ربطت (أخبار اليوم) اتصالا هاتفيا بالإمام (أمين ناصري) إمام مسجد الفتح بالشراقة وقد أخبرنا هذا الأخير أنه لا يوجد حرج في أن ترتديه الفتاة غير البالغة متى اقتنعت به وهو ما يعني ترويضها على التحجب والذي يكون بطريقة مستحبة وليس إجبارا وهو ما دعت إليه السنة المحمدية من خلال قوله صلى الله عليه وسلّم (مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع). بالإضافة إلى ما سبق ذكره حث الشيخ على عدم إجبار الأهل لبناتهم غير البالغات على ارتداء الحجاب ولكن لا حرج في أن الحث على التزام اللباس المحتشم لأن الدين الإسلامي يحث دائما على العمل بمبدأ (لا إكراه في الدين).