❊ المخزن كلب حراسة لفرنسا وأداتها لتنفيذ المخطّطات التوسّعية ❊ المحلل بودهان: المناورات لا تمت بصلة للسياسات الخارجية للدول ❊ الجزائر قوية بجيشها وشعبها وتعرف كيف تردّ على الاستفزازات ❊ التهديدات الفرنسية لن تجدي أمام النهضة الإفريقية في كل الميادين صعّدت السلطة في فرنسا استفزازاتها تجاه الجزائر، من خلال الاستعانة هذه المرة بالمخزن الوفي في تنفيذ مخططاتها الاستعمارية، حيث اختارت هذه المرة تنفيذ مناورات عسكرية شهر سبتمبر القادم على مقربة من حدود الجزائر التي تعد بوابة إفريقيا، بالتنسيق مع المخزن كرسالة تهديد لدول القارة التي طردت فرنسا التلميذ الغبي وألغت اتفاقاتها العسكرية معها، ما جعلها تعيش على وقع صدمة خسارة نفوذها في القارة السمراء. كثيرا ما نفذت فرنسا اعتداءاتها خلال الفترة الاستعمارية على الجزائر والدول الإفريقية المجاورة انطلاقا من المغرب الذي يؤدي مهمته بامتياز ككلب حراسة، ظل وفيا للعقيدة التوسّعية التي يتقاسمها مع باريس والكيان الصهيوني، حيث كانت طائراتها تنطلق من الأراضي المغربية لقصف المداشر الجزائرية دون رحمة وشفقة. كما كان لفرنسا دور كبير في دعم نظام المخزن لاحتلال الصحراء الغربية، عبر تزويده بالأسلحة والطائرات، مقابل رضوخه لمساومات باريس من أجل الاستحواذ على خيرات وثروات الأراضي المحتلة المصنفة أمميا ضمن قضايا تصفية الاستعمار، واستعمال أراضيه لتنفيذ مخططاته تجاه الدول الإفريقية الأخرى. ويبدو أن باريس التي تتمسّك بسياستها الاستعلائية تجاه مستعمراتها السابقة لم تجد سبيلا للتعبير عن خيبات الأمل المتلاحقة، سوى بتكثيف حملاتها العدائية تجاه الجزائر التي لم تنصع لضغوطات باريس، من منطلق أن الندية التي أبدتها الجزائر في التعامل مع كافة الشركاء وليس فقط فرنسا لم تعجب هذه الأخيرة .لكن ظهر جليا أن إرهاصات سحب القوات الفرنسية من إفريقيا بشكل متلاحق منذ 2022 وإلى غاية اليوم ككرة الثلج التي لم تتوقف عن التدحرج، قد قلّل من هيبة باريس التي خسرت الرهان في منطقة الساحل لتتساقط فيما بعد أوراقها الواحدة تلو الأخرى. فبعد أن كان الحضور العسكري الفرنسي في القارة السمراء يتجاوز 60 ألف جندي في ستينيات القرن الماضي، تقلّص هذا العدد في السنوات الأخيرة ولم يعد يتجاوز بضع المئات، كما ساد في إفريقيا قناعة بأن فرنسا لم تحارب الإرهاب، بل بالعكس أدى تدخّلها في ليبيا إلى انتشار الأسلحة ووصولها إلى الجماعات الإرهابية بدول جنوب الصحراء. في السياق، وصف المحلل السياسي موسى بودهان في اتصال ل"المساء" مشروع هذه المناورات بالأمر بالغ الخطورة، كونه يدخل في إطار الحملات الاستفزازية التي تمارسها فرنسا ضد الجزائر، مضيفا أنها لا تمت بأي صلة للعلاقات الدبلوماسية والسياسات الخارجية للدول عموما. وأشار إلى أن هذه التصرّفات لن تزيد العلاقات الثنائية إلا سوءا، مضيفا أن الغريب في الأمر أن هذه المناورات تتم بالتنسيق مع كيان يشبهه مثلما يشبه الكيان الصهيوني الذي يتقاسم معهما سياسات توسعية واستفزازية والدوس على القوانين الدولية. ورغم جهل المتتبعين مضمون هذه المناورات، إلا أن المحلل بودهان يستند إلى التحاليل التي تشير إلى إمكانية توظيف القوات العسكرية البرية على أوسع نطاق لتجريبها بالتنسيق بين الجيشين الفرنسي والمغربي من أجل استفزاز دول الجوار وعلى وجه الخصوص الجزائر المتشبثة بمواقفها وكذا مالي والنيجر وبقية الدول الإفريقية التي طردت فرنسا من أراضيها. وأكد بودهان أن الاستفزازات الفرنسية المغربية لن تنال من الجزائر القوية بجيشها المتمرس الذي يجري مناورات حتى في الليل بالذخيرة الحية، فضلا عن كون بلادنا قوية أيضا بشعبها وجبهتها الداخلية واقتصادها النامي المتطوّر وكذا شراكاتها مع أكبر القوى العالمية على غرار الولاياتالمتحدة وروسيا والصين. ويرى المتحدث رسالة المخزن من خلال مشروع المناورات واضحة مفادها الاستقواء بفرنسا مثلما يستقوى بالكيان الصهيوني، في الوقت الذي تبقى الجزائر عصية عليه بجيشها القوي المسنود بشعبه الأبي.