ما من شك أن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بات نسخة طبق الأصل من المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب حيث يشبهه في كل شيء من تعصب وكره المسلمين ما أسهم في تدني شعبيته بعدما أصيبت سياسته الرافضة لقبول اللاجئين بنكسة بهزيمته في الاستفتاء حول خطة الاتحاد الأوروبي لاستقبال المهاجرين بسبب تدني المشاركة فيه عن نسبة 50 في المئة المطلوبة لكي يمكن البناء على نتيجته قانونياً لكنه حريص على تعديل الدستور لمواجهة مخطط الاتحاد الأوروبي. أوربان يبرر سياسته التعصبية بأنه يريد حماية أوروبا المسيحية من موجات المسلمين وأنه يجب على المجريين بذل جهودهم للدفاع عن حريتهم وثقافتهم وعاداتهم ومعارضته أيضاً وجود اللاجئين المسلمين على أي أرض أوروبية. ويؤكد البعض أن حكومة أوربان تفكر بعقلية استبدادية على خلفية إطلاق قواتها القنابل المسيلة للدموع على جموع اللاجئين على حدودها مع صربيا وسنّها قوانين تجرم عبور اللاجئين لأراضيها بما يخالف القانون الدولي فضلاً عن رفضها الاتساق مع خطة الاتحاد الأوروبي بإعادة توزيع 160 ألف لاجئ في دول الاتحاد والتي يمكن أن تسحب منها نحو 50 ألف لاجئ. الدكتاتور مرحباً أيها الدكتاتور.. بهذه العبارة حيّا رئيس المفوضية الأوروبية جان - كلود يونكر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان خلال قمة الاتحاد الأوروبي مع الشركاء من دول أوروبا الشرقية الأعضاء التي عقدت في ريغا عاصمة لاتفيا في مايو العام الماضي. وهي عبارة تداولتها جميع وسائل الإعلام. إنها صورة تعكس بشكل مباشر واقع العنصرية والهجرة في المجر. أوربان بدعم خفي من بعض دول أوروبا يجهّز لحالة طوارئ على حدود بلاده مع صربيا بصفتها بوابة الاتحاد الأوروبي لمنع طوفان اللاجئين من المرور عبر بلاده إلى النمسا ثم إلى ألمانيا تحديداً. ورغم التحذير الألماني من أن الإجراءات المجرية قد تخل باتفاقية شينغن إلا أن أوربان يعتمد على بنود في الاتفاقية تسمح لدول الاتحاد باتخاذ إجراءات للرقابة على الحدود في حالات طارئة. تأييد ترامب وفي إطار دعمه للتعصب أعلن رئيس الوزراء المجري تأييده للمرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية معتبراً أنه خيار أفضل من منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. وقال في أحد تصريحات إنه بين الخيارات المتاحة سيكون (ترامب) الأفضل بالنسبة إلى أوروبا والمجر على اعتبار أنه قدم اقتراحات لوضع حد للإرهاب وبوصفي أوروبياً لن أتمكن من قول أفضل من ذلك. واعتبرت هذه التصريحات دلالة واضحة على سير أوربان على خطى ترامب حيث أدخل بلاده في دوامة من المشاكل مع الاتحاد الأوروبي على غرار المرشح الجمهوري للانتخابات الأميركية حيث دعت لوكسمبورغ إلى تجميد عضوية المجر أو طردها من الاتحاد الأوروبي بسبب انتهاكها الواسع لقيم الاتحاد الأساسية. واستشهدت بتعامل حكومة بودابست مع قضايا اللاجئين واستقلال القضاء وحرية الصحافة. ووجدت المجر نفسها في خضم تدفق هائل من المهاجرين واللاجئين منذ العام الماضي بسبب مرور ما يربو على مليون شخص عبر وسط أوروبا قادمين من شواطئ اليونان إلى ألمانيا وبعض دول أوروبا الغربية. وفي نهاية المطاف أغلقت حدودها وشيدت سياجاً لمنع مواصلة المهاجرين واللاجئين رحلتهم نحو النمسا.