تسعى منظمة الصحة العالمية إلى تعزيز مكافحة سرطان الثدي في إطار البرامج الشاملة لمكافحة السرطان المندرجة في برامج مكافحة الأمراض غير السارية. وأوضحت أن مكافحة السرطان الشاملة تتضمن الوقاية والكشف المبكّر والتشخيص والعلاج والتأهيل والرعاية. وأضافت أن (من أهمّ الاستراتيجيات السكانية لمكافحة المرض هي تنمية الوعي العام بسرطان الثدي وآليات مكافحته إضافة إلى الدعوة إلى وضع السياسات والبرامج المناسبة). وأكدت المنظمة أن الكثير من البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط تواجه حالياً عبئاً مزدوجاً متمثّلاً في سرطاني الثدي وعنق الرحم اللّذين يأتيان في مقدمة أنواع السرطانات التي تفتك بالنساء اللواتي تجاوزن سنّ الثلاثين. وشددت على أنه لا بدّ لتلك البلدان من وضع استراتيجيات تمكّن من التصدي للمرضين بفاعلية وكفاءة. وأشارت إلى أن مكافحة بعض عوامل الخطر المحدّدة القابلة للتغيير واتباع استراتيجية فاعلة في مجال الوقاية المتكاملة من الأمراض غير السارية تسعى إلى تعزيز النظام الغذائي الصحي والنشاط البدني والتحكّم في فرط الوزن والسمنة وهي من الأمور التي يمكنها المساهمة في الحدّ من معدلات الإصابة بسرطان الثدي على المدى البعيد. ضرورة الكشف المبكّر عن المرض وعلى الرغم من أن الاستراتيجيات الوقائية يمكنها الحد من بعض أخطار الإصابة بسرطان الثدي لكنها لا تقضي على غالبية الإصابات في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط إذ لا يشخص المرض إلاّ في مراحل متأخّرة وقالت منظمة الصحة العالمية إن الكشف المبكّر عن الإصابة بسرطان الثدي يظلّ حجر الزاوية في مكافحته. وأكدت أن من العوامل الأساسية لنجاح الاستراتيجية السكانية للكشف المبكّر عن الإصابات وضع خطط دقيقة وتنفيذ برنامج مستدام يستهدف الفئة السكانية المناسبة ويضمن تنسيق الإجراءات واستدامتها وجودتها على كل مستويات الرعاية. وأوضحت أن هناك أسلوبين للكشف المبكّر عن المرض هما: - التشخيص المبكّر أو التفطّن المبكّر إلى علامات المرض لدى الفئات التي تظهر عليها الأعراض لتيسير التشخيص والعلاج في المراحل المبكّرة والذي يظل أحد أهمّ استراتيجيات الكشف المبكّر عن المرض لا سيما في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط حيث تشحّ الموارد ولا يُشخص المرض إلاّ في المراحل المتأخّرة. - الفحص المتمثّل في تطبيق اختبار منهجي على فئة يُفترض أنّها عديمة الأعراض لتحديد الحاملين لشذوذ يوحي بإصابتهم بالمرض. وينقسم الفحص إلى نوعين: وهو الأسلوب الوحيد الذي أثبت فاعليته إذ يخفض معدلات الوفيات الناجمة عن المرض بنحو 20 إلى 30 في المائة لدى النساء اللواتي تجاوزن سن الخمسين في البلدان مرتفعة الدخل أوصت منظمة الصحة العالمية بانتهاج هذه الأسلوب لتنمية وعي النساء بالمرض بدلاً من اعتماده كأحد أساليب الفحص خصوصاً أنه لا توجد أي نتائج عن أثره لكن البعض يرى أنه يساهم في تمكين المرأة من الاعتناء بصحتها. تحسن أساليب العلاج وخلصت دراسة كندية نشرت مؤخرا إلى أن معدلات عودة الإصابة بسرطان الثدي انخفضت إلى النصف أو أكثر بين ثمانينات القرن الماضي والسنوات العشر الأولى من القرن الحالي بفضل تحسن أساليب العلاج. وكانت دراسة سابقة نشرت في التسعينات واستندت إلى بيانات تعود إلى عامَي 1978 و1988 توصلت إلى أن المصابات بسرطانات الثدي التي تتغذى على هرمون الأستروجين (وتعرف بسرطان مستقبلات الأستروجين) يواجهن خطر عودة المرض مع الوقت. وحلل فريق جليمون في الدراسة التي نشرتها دورية علم الأورام الإكلينيكي بيانات 7178 امرأة تلقين العلاج بعد إصابتهن بحالات متوسطة من سرطان الثدي خلال فترتين. وأظهر التحليل الجديد أن هناك احتمالاً كبيراً لعودة السرطان في غضون السنوات الخمس الأولى بين المصابات بأورام سرطانية لم يسببها هرمون الأستروجين لكن أخطار عودة المرض بين من تلقين العلاج في العقد الأول من القرن الحالي كانت أقل ولم تحدد الدراسة سبب تراجع احتمالات عودة المرض لكنّ الباحثين يقولون إن هذا يرجع إلى الفحوص التي تنجح في رصد المرض في مراحله المبكرة إضافة إلى علاجات فعالة وشاملة تستهدف أنواعاً محددة من السرطان.