أيد أغلب الجزائريين قرار امتناع سلطات ولاية الجزائر عن منح الترخيص لإجراء مسيرة في العاصمة في يوم 12 من فيفري، وتعويضها بالقاعة البيضوية للمركب الاولمبي محمد بوضياف خاصة بعد تبيان تخوفهم من تطور الأوضاع إلى ما لا يحمد عقباه، وكان حديث الشارع لا يخلو في هذه الأيام عن آخر المستجدات، ولو أن البعض لم يولوا الأمر أهمية بعد أن تيقنوا أن الفوضى لا تأتي بالحلول، ومن شانها تهديم البناء وهو ما لا يتقبله معظم الجزائريين الذي اكتووا طويلاً بنار الأزمة ودفعوا ثمناً غالياً في سبيل عودة الاستقرار والهدوء. في هذا الصدد اقتربنا من بعض المواطنين من مختلف الشرائح العمرية الذين بينوا موقفهم المناهض لما تسطره بعض الأيادي الخفية من اجل خدمة مصالحها الشخصية وجعل الشعب لقمة سائغة لخدمة تلك المصالح. إسماعيل طالب جامعي قال أن أوضاع الجزائر تختلف بكثير عما آل إليه الوضع في تونس ومصر ولا وجه للمقارنة خاصة وان الديمقراطية وحرية التعبير عن الآراء الشخصية هي حقوق مكفولة في الجزائر، ولا يسع الكل إنكارها، كما أن الجزائر انطلقت في معركة النمو والتشييد والبناء لتأتي أطراف من هنا وهناك وتشكك في ركبها نحو الرقي والتقدم، وأضاف انه شخصيا يعارض ما يسطر له البعض من اجل زرع البلبلة وإعادة إحياء أحداث سنوات الجمر في العشرية السوداء، ووجب على الكل التجنّد من اجل الحث على التعقل والروية وعدم إشعال فتيل الفتنة في البلاد فكل من موقعه الأستاذ في المدرسة، والإمام في المسجد والطالب بالجامعة والموظف في مؤسسته المستخدمة، وحتى البطالون في أحيائهم بالنظر إلى كونهم شريحة قائمة بذاتها لا يجب حذفها من البنية الاجتماعية. نفس ما راحت إليه إحدى السيدات والتي قالت أنها لا تريد أبدا أن تعود سنوات الفوضى وعدم الاستقرار، فعلى الرغم من بعض الظروف الاجتماعية القاهرة التي تمر بها الكثير من الأسر على غرار البطالة وانخفاض القدرة الشرائية وأزمة السكن، إلا أننا لا ننكر الجهود الواسعة التي تسعى إليها الحكومة من اجل التخفيف من حدة تلك الأزمات، ذلك ما افرزه الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء مع فخامة رئيس الجمهورية، وبالتالي فالمساعي الحثيثة من اجل تحسين أوضاع المعيشية والتي تخوضها السلطات لا ينكرها إلا الجاحدون. أما مروان فقال انه يحتار من عدوى المظاهرات التي يدّعي البعض من أنها سلمية لكن سرعان ما تأخذ مجرى سلبيا، والتي نراها تنتقل من دولة عربية إلى أخرى مع مطلع العام الجديد، وقال انه لا يتقبل ولا يرضى أبدا أن تعود الجزائر إلى عهد الفتنة العمياء والتناحر والفوضى، فالجزائريون معروفون منذ القدم بأنفتهم وشجاعتهم ولا يرضون أبدا تضييع أمانة الشهداء.