أكثر من 800 طالب صحراوي في جامعات الجزائر وقّع الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين صبيحة أمس بمقره الوطني بالعاصمة، بروتوكول اتفاق تعاون مع اتحاد الطلبة الصحراويين، بحضور أمناء الاتحاد لكلا البلدين والسفير الصحراوي بالجزائر السيد إبراهيم غالي، إلى جانب رئيس اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي السيد حاج محرز العماري. ويهدف هذا البروتوكول، بأكبر درجة، إلى العمل على تنسيق مواقف الاتحادات من أجل دعم قضية الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، إلى جانب فرض التبادل فيما بينهم، وذلك على صعيد كافة الأنشطة، على أن يسيَّر هذا الاتفاق مدة سنتين قابلة للتجديد. وحسب الأمين العام للاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين السيد إبراهيم بولقان، فإن اتفاق البروتوكول هذا يهدف إلى خلق التواصل أكثر بفئة الطلبة الذين يُعتبرون من أكثر الجوانب المؤثرة على الرأي العام الدولي في تحقيق الحريات والانتفاضة بشتى الوسائل مثلما سار عليه طلبة الجزائر أثناء الثورة التحريرية؛ حيث انتفضوا ضد الاستعمار بشتى الطرق والوسائل. كما اعتبر أن التضامن مع الصحراويين أكثر من واجب على الشعب الجزائري للدفاع عن مثل تلك القضايا العادلة. من جهته، أكد حاج محرز العماري رئيس اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي، على الوفاء الذي تقره الجزائر للشعب الصحراوي، خاصة وأن قيم أخلاقيات ثورة نوفمبر المجيدة وتاريخ 19 من ماي 54 شاهد على ذلك، وهي المناسبة المتزامنة وأحداث 20 ماي للبوليزاريو، والتي تحمل في طياتها مبادئ التحرر، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الاتفاقية المبرمة بين الطرفين جاءت في ظروف خاصة جدا، إذ يستمر المغرب في تعنته للشرعية الدولية لهيئة الأممالمتحدة. والدليل على ذلك استمرار القمع من طرفها، والذي يوازيه صمود الشعب الصحراوي بغية فرض رسالته على الأممالمتحدة، التي لم تأخذ بدعوات العالم لقرار تحرير الصحراء الغربية. وعبّر بالمناسبة عن ارتياحه للرسالة التي تقدمها الجزائر للمجتمع الدولي، والتي تحمل في طياتها التآزر مع الدول المحتلة. المناسبة كانت فرصة لسعادة السفير الصحراوي بالجزائر السيد إبراهيم غالي، لتقديم كلمته، التي عبّر من خلالها عن فرحته لمثل هذه المبادرات بعدما أكد أنها خطوة عملاقة بين اتحاد البلدين؛ خدمة للعلاقات الوطيدة بين شبيبة الجزائر والبوليزاريو، كما ثمّن بالمناسبة الكفاح والصمود الذي يبديه الصحراويون تجاه قضيتهم العادلة، مشيدا في الوقت ذاته بالوقفة التي يبديها الشعب الجزائري مع نظيره الصحراوي في دفاعه عن حق تقرير الشعوب لمصيرهم، وبصفة خاصة الشعب الصحراوي، بعدما أبرز الموقف الثابت للثورة الجزائرية، التي لا بد من الاقتداء بها. الأمين العام للاتحاد العام الطلابي الحر السيد مصطفى نواسة، تحدّث عن فائدة مثل هذه الوقفات التضامنية بين الاتحادين، مؤكدا أن الجزائر ستظل واقفة لمساندة الشعب الصحراوي إلى غاية حصوله على استقلاله. كما أشار إلى بعض الظروف وتآمر بعض الدول التي طالما تغنت بالحرية وبحقوق الإنسان غير أنها تمنح قرارات مغايرة إذا ما تعلق الأمر بالصحراء الغربية. كما دعا عبر المنبر ذاته المنظمات غير الحكومية إلى التحرك لما يحدث في الصحراء الغربية وفلسطين. وثمّن من جهته أحمد لحبيب رئيس اتحاد الطلبة الصحراويين مثل هذه الوقفات التضامنية بين الاتحادين، معتبرا الجامعة الجزائرية تظل محل النبل محافظة على مبادئ ثورة نوفمبر، التي تبقى حاضرة بين الطلبة من أجل التقدم إلى الأمام، مشيرا إلى أن مثل هذه الاتفاقيات تهدف إلى تعميق أواصر الصداقة والأخوة بين الاتحادين وبعض التنظيمات الطلابية الأخرى، مطالبا في الوقت ذاته بضرورة تجنيد كل المساحات الطلابية من أجل القول إن اللحظة قد حانت لكي تعود الحرية المسلوبة إلى الصحراويين. نص بروتوكول اتفاق التعاون في إطار علاقات الأخوة القائمة بين الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين واتحاد الطلبة الصحراويين وسعيا من الجانبين لتعزيز وتعميق هذه العلاقات بين الطرفين؛ حيث يركز فحوى هذا البروتوكول على العمل لتنسيق مواقف الاتحادات من أجل دعم الشعب الصحراوي في حقه الثابت في تقرير مصيره والاستغلال في كل المنتديات الوطنية والدولية، والتمثيل المتبادَل في هذه المناسبات، إلى جانب العمل على إقامة أسابيع الأخوة بين طلاب القطرين دوريا، وتبادل الفرق الطلابية للمشاركة في الجامعات الصيفية والمخيمات التي تقام في الجزائر والصحراء الغربية. كما أعرب الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين عن استعداده لدعوة وفد من الطلاب الصحراويين للمشاركة في كل أنشطة الاتحاد، في حين يعرب اتحاد الطلاب الصحراويين عن دعوة مجموعات من الطلبة الجزائريين للمشاركة في أنشطة الطلاب الصحراويين. ويهدف البروتوكول إلى تبادل الوفود على مستوى القيادات والقواعد الطلابية من المنظمتين بشكل دوري، إلى جانب تبادل الفرق المسرحية والفنون الشعبية لإقامة أنشطة وفعاليات فنية ومسرحية في كل من البلدين، وتبادل بعض الكوادر الطلابية القيادية، والعمل على إقامة نواد للصداقة مشتركة تضم أفرادا وطلبة من الاتحادين، والعمل على التنسيق والتشاور في مختلف القضايا الطلابية العربية والإفريقية والدولية بما يخدم وحدة الحركة الطلابية، وكذا التنسيق المشترك في مجال الإعلام لتبادل كل المواضيع والأخبار عن أنشطة وفعاليات الطلاب في البلدين، إلى جانب العمل المشترك على تنشيط وتفعيل الاتحاد العام للطلبة العرب، حيث يبقى هذا البروتوكول ساري المفعول لمدة سنتين قابلة للتجديد، حسب بيان الاتحاد الذي تحصلت »أخبار اليوم« على نسخة منه. أكثر من 800 طالب صحراوي يدرسون بالجامعات الجزائرية نظرا للظروف الصعبة التي يعيشها المواطن الصحراوي على أراضيه المحتلة من طرف المملكة المغربية وبسبب البطش والترهيب الممارَس ضده بشكل عام وعلى الطلبة بشكل خاص، أكد علي محمد سالم رئيس فرع الوسط لاتحاد الطلبة الصحراويين بالجزائر، أن واقع الطلبة الصحراويين الدارسين بالجزائر والبالغ عددهم أكثر من 800 طالب صحراوي منهم 288 وسط العاصمة، يعبّر عن نفس واقع الطلبة الجزائريين سواء تعلق الأمر بالواجبات أو الحقوق في الوقت الذي تُفرض عليهم ذات قوانين الجامعة، مضيفا أن معظم الطلبة الصحراويين من أصل 800 تحصلوا على شهادة البكالوريا بالجزائر، في حين يؤكد أن الطلبة المتواجدين في المناطق المحتلة لازالوا يواجهون صعوبات كبيرة في الوقت الذي يتلقى أغلبهم انتهاكات حقوقية شأن في ذلك الضغط عليهم لاختيار الشعب الأدبية دون العلمية، التي تُعتبر محظورة بالنسبة إليهم، إلى جانب الحقوق المهضومة داخل الجامعات، حيث أشار سالم إلى قضية التشويش التي يفتعلها المحتل بشأن قضية الصحراويين الوطنية لكي يتنازل هؤلاء عن الدراسة. الطالب الجزائري يعاني.. عبّر العديد من الطلبة الجزائريين عن تذمرهم للمشاكل التي لاتزال تلاحقهم بالرغم من الشكاوي العديدة المرفوعة إلى الجهات الوصية، غير أنها لن تُحمل محمل الجد رغم أننا في 2010، إذ إن بعض النقائص البيداغوجية والاجتماعية لاتزال تطفو على السطح في الوقت الذي يرى الطالب أنه يمكن أن يجتازها إذا تضافرت جهود العديد من الجهات. وفي هذا الشأن يؤكد أحد مناضلي الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين »جلال«، أن الطالب الجزائري لازال يعاني من مجموعة من المشاكل البيداغوجية والاجتماعية، أهمها الخلط القائم ما بين النظام الكلاسيكي والجديد للأل أم دي، إلى جانب مشكل المكتبات ونقص الكتب وضيقها في بعض الأحيان، ناهيك عن الشق الاجتماعي، والمتمثل في الإيواء والإطعام، اللذين لم يرتقيا إلى الدور المنوط بهما دون ذكر النشاطات الثقافية المنعدمة، حيث شدد المتحدث ذاته على مشكل انعدام شبكة الأنترنيت في العديد من الإقامات الجامعية، وهذا ما اعتبره من الأمور المخجلة، خاصة ونحن في سنة 2010!