رغم الزيادات التي شهدتها ** تراجع طفيف في الازدحام المروري بعد زيادات أسعار الوقود بالجزائر رغم الزيادات المحسوسة التي شهدتها تبقى أسعار الوقود في الجزائر بين الأرخص في العالم وفق ما تكشفه أحدث الأرقام الصادرة عن مراكز مختصة ومع ذلك يشعر المواطنون بعبئها لاسيما أنها شهدت زيادات في سعرها لسنتين متتاليتين الأمر الذي انعكس بشكل أو آخر على استخدام عموم الجزائريين لمركباتهم إذ يشير متتبعون إلى أن هناك تراجعا ولو طفيفا في الزحمة المرورية منذ بدء العام الجديد ولو أن المواطنين المقيمين بالمدن الكبرى لا يشعرون بتغيير كبير لاسيما في ظل سوء أحوال الطقس التي تعتبر عامل إضافيا في الازدحام المروري.. وتقول مراكز عالمية متخصصة إلى أن الجزائر تبقى تحتفظ بموقعها في قائمة البلدان العشرة التي يباع فيها الوقود بأقل الأثمان حيث تأتي في المركز الرابع عالميا.. وعلى الرغم من أهمية النفط كإحدى وسائل العولمة إلا أنه يعد مسألة شديدة الحساسية من الناحية السياسية في جميع أرجاء العالم. وبالنظر إلى الاحتجاجات في المكسيك بسبب زيادة أسعار السولار بنسبة 20 بالمائة يمكننا أن نرى بوضوح شديد التداعيات السياسية وتبعات رفع أسعار الوقود التي تخضع لجميع الاعتبارات القانونية التي تُترجم إلى إعانات أو ضرائب وهذا يتوقف على حالة كل بلد بحسب تقرير النسخة الإسبانية من شبكة BBC. بمعنى أن هذا قد يجعل سعر الوقود في دولة ما يساوي حوالي مائتي ضعف سعره في دولة أخرى وأيضاً دون إغفال القوة الشرائية للأشخاص. نجد على سبيل المثال أن تكلفة السولار في هولندا مرتفعة للغاية بينما تنخفض بشدة في بوليفيا والإكوادور اللتين تعدان من أقل 20 دولة في أسعار النفط حول العالم وهذا لا يعني ارتفاع أو انخفاض سعره بالنسبة لمواطني هذه الدول لأن الأمر يعتمد في النهاية على عامل القوة الشرائية. أقل أسعار للوقود وبحسب الإحصائية الصادرة عن موقع Globalpetrolprices.com لعام 2017 فإن الدول التي يوجد بها أقل أسعار الوقود هي: 1- فنزويلا 2- المملكة العربية السعودية 3- تركمنستان 4- الجزائر 5- الكويت وليس غريباً أن تتمتع فنزويلا بأقل سعر للوقود في العالم إذ تشكل فئة منفصلة في أي تحليل مقارن يتعلق بأسعار الوقود. وبتكلفة سنت للتر الواحد وفقاً لموقع globalpetrolprices.com لا تزال أسعار السولار في هذه الدولة -الواقعة في أميركا الجنوبية- رخيصة للغاية على الرغم من التضخم الحاد الذي تعاني منه هذا البلد الذي يفتخر بامتلاك أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم. وفي خضم الانهيار الاقتصادي الذي تمر به البلاد لا تزال الحكومة الفنزويلية ملتزمة بتقديم دعم كبير للوقود. أما الدول الأربع الأخرى فليس من الغريب أيضاً أن تتمتع بأرخص الأسعار باعتبارها من كبار منتجي النفط في العالم. يبلغ سعر السولار في المملكة العربية السعودية 24 ضعف سعره في فنزويلا ولكنه في النهاية يكلف المواطن 0.24 دولاراً للتر الواحد. كما أن تكلفة الوقود رخيصة في تركمنستان والجزائروالكويت المنتجين الرئيسيين للنفط في آسيا الوسطى وشمال إفريقيا والشرق الأوسط. تجدر الإشارة إلى أن هذه الدول تحتاج إلى تخصيص موارد مالية كبيرة لتمويل البنزين الرخيص لمواطنيها إذ يُنفق ما يقارب قيمة الإيرادات التي تم الحصول عليها من تصدير النفط بالأسعار العالمية من أجل بيع الوقود بهذه الأسعار المنخفضة داخلياً. في العام الماضي كان السعر العالمي للنفط الخام منخفضاً نسبياً. ولكن كما يعتقد البعض فإنه سيتعافى بشكل كبير هذا العام وذلك سوف يُزيد من تكلفة دعم الأسعار المنخفضة في هذه الدول. ولعل الأكثر غرابة هي الدول التي يُباع فيها الوقود بتكلفة عالية. أعلى أسعار للوقود وبحسب الإحصائية الصادرة عن موقع Globalpetrolprices.com لعام 2017 فإن الدول التي يوجد بها أغلى أسعار الوقود هي: 1- هونغ كونغ 2- النرويج 3- أيسلندا 4- موناكو 5- اليونان تعتبر الضرائب واحدة من الأسباب المُقدمة لتبرير ارتفاع تكلفة الوقود في هونغ كونغ - التي يصل فيها سعر لتر الوقود الواحد لحوالي 1.93 دولار أمريكي أي ما يعادل 200 مرة ضعف سعره في فنزويلا. وهناك أيضاً بعض الأسباب الأخرى مثل ارتفاع تكلفة الممتلكات وغيرها من النفقات التشغيلية وفقاً لتقرير نشر في صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست. الأكثر غرابة هي الدولة التي احتلت المرتبة الثانية في القائمة النرويج إذ ينبغي على مواطنيها دفع 1.87 دولار للتر الواحد. المثير للدهشة في هذا الأمر هو وقوع هذه الدولة الإسكندنافية ضمن الدول ال20 الأكبر في إنتاج وتصدير النفط في العالم وذلك بفضل حقول النفط في بحر الشمال. ولكن على الرغم من هذا فإن حكومة النرويج لم تتجه لسياسة دعم الوقود وذلك لجعل قيادة السيارات الخاصة أمراً مكلفاً والاتجاه لوسائل النقل العام الآمنة بيئياً. أما بالنسبة لصادرات النفط فهي تغذي الصندوق السيادي النرويجي - وهو بنك مالي ضخم يمثل أماناً وتنوعاً اقتصادياً سوف تعتمد عليه البلاد حين توشك الموارد البترولية على النفاد. الدولتان التاليتان على القائمة هما أيسلندا وموناكو وهما دولتان صغيرتان وتعتبر الضرائب وسياسات التوعية البيئية هما السببان الكامنان وراء أن مسألة ملء خزان الوقود أمر مكلف للغاية. أما الدولة المثيرة للجدل والتي جاءت في المرتبة الخامسة في قائمة globalpetrolprices.com للدول الأغلى في أسعار الوقود فهي اليونان. فبعد الأزمة المالية التي تمر بها الدولة الواقعة على البحر الأبيض المتوسط تتعرض اليونان لضغوط كبيرة من دائنيها دفعت حكومتها إلى فرض زيادة كبيرة في الضرائب بغية تصويب الأوضاع المالية وتلبية المتطلبات الثقيلة للبلاد. أما المكسيك فلم يأتِ ذكرها في أي من القائمتين فهي ليست من أغلى أو أرخص الدول عند تقدير أسعار الوقود لكن لا يمكن إنكار أن تغيير أسعار هذا المنتج الهام للمستهلكين قد أثار انقسامات سياسية عميقة. تجدر الإشارة إلى أنه تم القبض على 250 شخصاً أثناء عمليات الاحتجاج والسرقة والنهب وإغلاق المؤسسات وقطع الطرق.