إلى متى الغفلة والملاهي وملك الموت يطلبك وأنت ساهي وإلام تروح في طلب المال وتغدو وسائق الردى وراءك يحدو. ألا وإن بذل الاستطاعة واستقصاء الجد في الطاعة هو أنفع عمل لمن سيدخل القبر بعد ساعة. عملك عملك... صلاتك صلاتك...صلاحك صلاحك سيصحبك على التخت مغسولا...ويرافقك على النعش محمولا... ويكون معك وهم يصلون عليك في المصلى.. ويلازمك وأنت في الحفرة مدلى.. فإذا أيقظتك نفخة النشر وفاجأتك أهوال الحشر.. وفر منك أمك وأبوك وأختك وأخوك.. وجدت عملك الصالح يذهب معك حيثما ذهبت.. ويرد معك أينما وردت.. في القبر ..يؤنس وحشتك.. ويلقي عليك السكينة حال دهشتك.. ويسرج لك النور في ظلمتك ويوم القيامة.. يظلك في ظل عرش الرحمن ويهون عليك طول القيام للملك الديان.. يا أخي... أو ألهاك الرزق عن الرزاق أو شغلتك النعم عن المنعم أو أخذك الخلق عن الخالق..ما تهتز فيك ذرة والموت يناديك كل يوم مائة مرة والله لو كان للخشب قلوب لصاحت ولو إن للحجارة أرواح لناحت يحن الجزع لرسول الله وأنت لا تحن. قل لي بربك.. إذا وقعت الواقعة..ونودي فيك بالرحيل ..وما نفعك من مالك كثير أو قليل.. ونادى المغسل بسرعة تسخين المياه والكل في شغل عنك وملهاة.. الطبيب يقلب كفيه والعائد يغمز بعينيه!!والورثة ينتظرون إعلان الوفاة.. حتى إذا انقطع نفسك وخفت صوتك أينفعك حينئذ حلال أصبته أو حرام غصبته أو ولد حضنته أو زرع غرسته أو زوجة أحببتها أو دنيا جمعتها؟! كلا..كلا.. كلا والله لا يفيدك إلا خير أمضيته أو رحم وصلته أو خصم أرضيته أو ركعة في ظلام الليل ركعتها أو دمعة من خشية الله ذرفتها أو صدقة ابتغاء وجه ربك بذلتها. وماذا بعد الكلام.