مدرسة جامع قصر تيوت في النعامة مصدر ثري للمخطوطات التاريخية الهامة تزخر المدرسة القرآنية لجامع القصر القديم بتيوت بعدد من المخطوطات التاريخية من التراث القديم جمعتها وصنفتها وعملت على صيانتها جمعيتا (تيطاوينس وستجماعت) اللتان تهتمان بحماية التراث المادي والأرشيف التاريخي وأنواع البقايا الأثرية التي خلفها سكان قصر تيوت والذي شيّد منذ أزيد من 3 قرون ونصف تقريبا حسب المصادر التاريخية التي عثر عليها بهذا المعلم. وتتنوع هذه المخطوطات حسب مؤلفيها أو من نقلوها بطريقة شفهية وتنوه عن أعلام ومشايخ القصر المذكور الذي يعود أصل تسميته إلى كلمة (تيتس) بالأمازيغية وتعني منبع الماء. ومن بين هذه المخطوطات هناك بعض من المراسلات تعود إلى سنة 1896 لقائد المقاومة الشعبية بالجنوب الغربي الشيخ بوعمامة الذي تفاوض معه الحاكم الفرنسي ليوتيس والجنرال طونارس إلى جانب مؤلف الاعتقاد لصاحبه الإمام أبو القاسم الجنيد خط سنة 1297 للهجرة ورسائل قضائية خاصة بالميراث بختم المحكمة التي وجدت بالعين الصفراء تعود إلى سنة 1895. وتتوفر هذه المخطوطات علي وثائق بيع وشراء أراضي فلاحية بمنطقة الفرارة وديوان للمرابط سيدي أمحمد بن ميلود بن سيد أحمد بن يوسف إلى جانب وثيقة تتضمن التفصيل الزمني لمواقيت توزيع المياه بواحة النخيل وأسماء البساتين ومنه أيضا مجلدات للأحكام الفقهية والمسائل المتعلقة بالصوم والصلاة تعود إلى العام 1251 للهجرة. جدير بالذكر أن قصر تيوت استفاد من عملية واسعة للترميم مست نحو 130 منزل كانت تقطنها قبائل سيدي أحمد بن يوسف وأولاد بونوة والخناقة المتميزة بثقافتها وفولكلورها وصناعتها التقليدية كما تمت تهيئة أسوار وأبراج ومداخل وأزقة ودكاكين وحمام وجامع هذا المعلم الذي يعد أحد ركائز التراث المعماري والحضاري وأوجه الحياة الإجتماعية بجبال الأطلس الصحراوي.