التمس أمس ممثل النيابة العامّة لدى محكمة الجنايات بمجلس قضاء تيزي وزو إنزال عقوبة السجن المؤبّد في حقّ المدعو "ب· سومي" البالغ من العمر 26 سنة، والمتابع قضائيا بجناية القتل العمدي إضرارا بالضحّية المدعو "أ· إسماعيل " البالغ من العمر 33 سنة· تفاصيل القضية المفصول فيها تعود حسب ما جاء في جلسة المحاكمة إلى 31 ماي من السنة المنصرمة، أين تقدّم والد الضحّية أمام مصالح فرقة الدرك الوطني بسيدي نعمان قصد الإبلاغ عن تعرّض ابنه للضرب والجرح العمدي بواسطة سلاح أبيض من طرف المتّهم المذكور، وبعد 4 أيّام عاد نفس الشخص للإبلاغ عن وفاة ابنه في مصلحة الاستعجالات الجراحية بالمركز الاستشفائي الجامعي "محمد النذير" بتيزي وزو متأثّرا بالجروح الخطيرة التي تعرّض لها في مختلف أنحاء جسمه وعلى وجه الخصوص الرّأس والرقبة· وأفاد تقرير التشريح الطبّي بأن الضحّية أصيب بصدمة دماغية حادّة إثر نزيف دموي داخلي ورضوض على مستوى الجمجمة، مشيرا إلى وجود أثار الخنق على رقبة الضحّية وكدمات في أنحاء جسده· المتّهم ولدى سماعه خلال جميع مراحل التحقيق لم ينكر الوقائع المنسوبة إليه، مصرّحا بعدم قصده لإحداث الوفاة، حيث كان في حالة دفاع شرعي عن نفسه، ذاكرا أنه ليلة الوقائع وفي حدود العاشرة ليلا كان عائدا من عمله الذي يزاوله كموزّع للخضار، حيث أنزله سائق شاحنة بالقرب من قرية أشتوان التي ينحدر منها هو والضحّية، قبل أن يتفاجأ بهذا الأّخير يناديه من ورشة للبناء بالقرب من الطريق المؤدي إلى القرية ولمّا دنا منه المتّهم طلب منه الضحّية الرّضوخ لرغبته المتمثّلة في ممارسة الفعل المخلّ بالحياء عليه، إلاّ أنه رفض ونهره· فتعقّبه الضحّية وضربه على مستوى الكتف آمرا إيّاه بالتوجّه نحو الأحراش، فاتجه المتّهم مسرعا نحو منزله العائلي، إلاّ أن الضحّية تبعه وبدأ في السبّ والشتم ما دفع به إلى الخروج مجدّدا والطلب منه الابتعاد عن المنزل العائلي كونه كبير العائلة، والده غائب وأمّه مريضة· ولمّا تشابكا سقط الضحّية على كومة من الحجارة فأصيب بنزيف حادّ نقل على إثره إلى القطاع الصحّي بتيقوبعين من طرف عمّ المتّهم، وبعدها إلى مستشفى تيزي وزو نظرا للوضعية الحرجة التي تواجد بها، إلاّ أنه وتأثّرا بالجروح الخطير لفظ أنفاسه الأخيرة في ذات المستشفى· شقيق الضحّية وكذا أحد أصدقائه أدليا بتصريحات ووقائع منافية لما صرّح به المتّهم الذي أكّد تقرير البحث الاجتماعي أنه يمتاز بسلوك وسيرة حسنة، حيث أكّد أنه اعتدى على الضحّية بواسطة قضيب حديدي ومقبض سكّين، كما قام بسحبه إلى مقبرة المنطقة مهدّدا كلّ من تقدّموا لإنقاذه بالويل·وبعد المداولة القانونية قضت المحكمة بعشر سنوات سجنا نافذا في حقّ المتّهم وحرمانه من حقوق السياسية خلال السنوات الخمس الموالية لانقضاء العقوبة·