ثقة جار زمان غابت اليوم قضايا الجيران تغزو المحاكم الجزائرية غزت المحاكم قضايا الجيران بمختلف أنواعها وصورها فمن السرقات إلى الضرب والجرح وحتى إزهاق الأرواح فمعاني جار الأمس غابت بين جيران اليوم بحيث كانت معاني تعكس الثقة وروح التعاون والتآزر والحرمة أما اليوم غابت تلك المعاني السامية وتحول بعض الجيران وكأنهم ذئابا ينهشون بعضهم البعض دون رحمة أو شفقة. نسيمة خباجة في الماضي كان الجار يوصي جاره على بيته وحتي على أولاده في غيابه خاصة وأن علاقة الجوار بالأمس كانت أشبه بعلاقة الأخوة بل أفضل من الأقارب البعيدين خاصة أن الجار هو اقرب شخص وهو أول من يُطرق بابه في الفرح والقرح لكن اليوم تحوّل بعض الجيران الى أعداء بعضهم البعض بدليل تلك المشاكل والصراعات التي تحدث لأتفه الأسباب ولمجرد قطرات من الماء سقطت على الملابس من غير تعمّد لتصل إلى أبواب المحاكم في قضايا يندى لها الجبين. قضايا الضرب والجرح تصنع الحدث تكثر قضايا الضرب والجرح بين الجيران بحكم السكن القريب والصراعات التي تحدث لأتفه الأسباب بسبب الغسيل أو حتى المناوشات التي تحدث بين الاطفال الأمر الذي سيؤدي الى تدخل الكبار وبدل إيقاف الصراع والمشكل يضاعفونه ويصبون الزيت على النار وينتقل العراك من الأطفال إلى الكبار ويتحول إلى حلبة تنتهي احداثها بالمحاكم بحيث تسجل المحاكم الكثير من القضايا من ذاك القبيل والغريب في الأمر أنها صارت تشمل حتي النسوة اللواتي يتدخلن في تلك العراكات ويمثلن كأطراف في تلك القضايا التي يندى لها الجبين وهو ما وقفنا عليه في إحدى القضايا التي مثلت فيها عائلتان تسكنان بمحاذاة بعضهما البعض ناقشتها محكمة عبان رمضان بالعاصمة بحيث مورست في تلك القضايا كافة أساليب العنف بين النسوة والرجال معا من عضي وقضبان وكأنها حرب ضروس والسبب مناوشة حدثت بين أطفال العائلتين أدت الى تدخل الكبار ووصلت الى ابواب المحاكم واحتار رئيس الجلسة من أمر العائلتين وذكّرهما بأن الرسول عليه الصلاة والسلام أوصى بالجار وأين هما من تلك الأمانة بعدها خفف في الأحكام وأمرهما بالكف عن تلك الممارسات التي تشوه سمعة الجار في مجتمعنا. ...والسرقات آفة أخرى بين الجيران بعد أن كان الجار حارسا وأمينا على منزل جاره وكان يحميه من أي يد متطفلة صار هو من يتطاول بيده ويسطو على ممتلكاته فحوادث السطو والسرقات بين الجيران هي أيضا صنعت الحدث عبر المحاكم الجزائرية بحيث يباغت البعض غياب جيرانهم وبدل أن يكونوا العين الحريصة على بيوتهم يسطون على ممتلكاتهم إلا أن التحريات الأمنية تصل إلى الفاعل لا محالة وهو ما تم معالجته مؤخرا على اثر شكوى تقدم بها مواطن أمام عناصر الشرطة التابعين للأمن الحضري الثاني بالجزائر مفادها تعرض منزله للسرقة حيث انه ولدى عودته إلى بيته وجد كل الأغراض مبعثرة وغياب مجوهرات زوجته التي كانت مخبأة بداخل صندوق مغلق في غرفة النوم وكذا جهاز إعلام آلي محمول وعليه تم التنقل إلى منزل الضحية أين تبين الفاعل (ين) دخل البيت عبر نافذة المرحاض بعد تحطيم الزجاج وعليه تم فتح تحقيق أسفر على تحديد هوية المشتكى منه الذي تبين أنه جار الضحية وأنه قام ببيع المسروقات في نفس اليوم خوفا من إيجادها بحوزته وعليه تم تقديمه أمام العدالة أين صدر في حقه أمر إيداع بحيث ان المجوهرات شكلت مطمعا في الكثير من المرات بين الجيران وزادت من تسجيل حوادث السطو. فرق شاسع بين جار زمان وجار اليوم يجمع الكثيرون أن جيران الأمس كانوا يحترمون حق الجوار والمعاملة الحسنة والوقوف والتضامن مع الجار القريب في السراء والضراء على خلاف اليوم الذي أصبحت تسجل فيه اخطر الجرائم فيما بين الجيران من حوادث السطو الى الاعنداءات وحتى إزهاق الأرواح لأجل اسباب تافهة لا ترقى إلى ارتكاب تلك الجرائم بين الجيران فجيران الأمس كانوا بيتا واحدة يأكلون في صحن واحد ويتقاسمون الاحزان والأفراح ولا مساحة لتلك المشاحنات والصراعات فيما بينهم وكان الجار يؤدب ابن جاره إن تعدى حدوده من باب مصلحته على خلاف اليوم بحيث يقيم البعض الدنيا ولا يقعدونها لأجل سوء تفاهم بسيط يلحق الى مراكز الأمن وبعدها الى أروقة المحاكم ولحسن الحظ أن بعض الجيران لازالوا يلتزمون ببعض الصفات الحميدة فيما بينهم كالتزاور وتبادل الأطباق وحراسة الأبناء في حال غياب الأبوين ومساندة جيرانهم في الأفراح والأحزان.