تغطي صورة ضبابية المشهد الليبي، فهناك سيناريوهات عديدة لما قد تشهده الأيام المقبلة وما قد تؤول إليه الأوضاع، فبعض الفرضيات تقول إن سلسلة الإصلاحات التي تحدثت عنها الحكومة قد تنجح في امتصاص النقمة الشعبية لينتهي السيناريو بالحوار الوطني، بينما هناك روايات أخرى تتحدث عن حمام دم سيغرق الجميع فيه، بعد تلويحات رسمية تتوعد بالاحتكام إلى السلاح وتعبئة الجيش والقبائل الموالية للنظام ضد المحتجين. وثمة سيناريو مخيف أشار إليه سيف الإسلام نجل معمر القذافي عندما لوح بحرب أهلية طويلة وفوضى عارمة تقضي على ثروات البلاد، وربما يؤدي إلى تدخل أوروبي بسبب موقع ليبيا الجغرافي القريب من البر الأوروبي. وثمة سيناريو آخر يرجح كفة الميزان لصالح المتظاهرين بسبب سقوط العديد من المدن والبلدات في أيدي المحتجين ووصفها ببداية الطريق لسقوط النظام، فيما اعتبر البعض أن ما يحدث في ليبيا سيكون التحدي الأكبر، بالنظر إلى اتساع رقعة الاحتجاجات التي يقودها شباب لا يقبل بحلول وسطية. السيناريوهات اختلفت والأوضاع بين مد وجزر خاصة مع بروز انقسامات في صفوف النخبة الحاكمة وتخلي بعض القبائل وعلماء الدين المسلمين عن تأييد القذافي واستقالة عدد من الدبلوماسيين الليبيين في الخارج.. الأيام القليلة المقبلة كفيلة بإماطة اللثام عن المجهول.