وساطتها للمصالحة بين فرقاء الأزمة تتعرض للعرقلة ** وفد ليبي هام يزور الجزائر يبدو أن جهود الجزائر لحل الأزمة الليبية أو على الأقل التخفيف من حدتها تُزعج بعض الأطراف الإقليمية والدولية ولذلك تتعرض وساطتها للمصالحة بين فرقاء الأزمة إلى عراقيل مختلفة ما يشير إلى أن هناك من يسعى في السر والعلن لكسر الجهود الجزائرية وإطالة عمر الأزمة الليبية التي تشكل خطرا كبيرا ليس على الليبيين وحدهم بل أيضا على جيرانهم وفي مقدمتهم الجزائريين.. ولم تتردد الجزائر هذه المرة في التعبير صراحة على لسان وزير خارجيتها رمطان لعمامرة عن استيائها من تشويش أطراف إقليمية ودولية على مساع تقوم بها للوساطة بين فرقاء الأزمة الليبية وطالبت المجتمع الدولي ب(مراجعة الضمير) بشأن الوضع في ليبيا ثم اتخاذ الإجراءات اللازمة لإفساح المجال أمام (حل ليبي). وأظهر لعمامرة انزعاجًا رسميًا مما وصفه بمحاولات (عزل بلاده لصالح مسار دولي) لم يكشف عن تفاصيله لكنّه شدّد على حتمية أن يراجع المجتمع الدولي ضميره ويدرك مدى مساهمة بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي في تفاقم الوضع عوض اتخاذهم إجراءات تهدئة وشمول كفيلة بالتوصل إلى تسوية نهائية للأزمة. ولم يتردد وزير الخارجية خلال مشاركته في مؤتمر دولي بالعاصمة البلجيكية بروكسل حول الوساطة لحل الأزمات في اتهام المجموعة الدولية بتفويت الفرصة على تحقيق انتقال سلمي وشامل في ليبيا كما أوصى به الاتحاد الإفريقي العام 2011 محذّرًا من أن مكافحة الإرهاب في ليبيا بواسطة التدخل العسكري (لن تزيد الطينَ إلا بلّةَ). ومضى لعمامرة بالقول: (للأسف لم يتم الإصغاء لنا وتم عزلنا لصالح مسار دولي ) متابعًا أن (الصعوبات مستمرة اليوم بسبب غياب أجندة واحدة لفائدة الشعب الليبي وللمجموعة الدولية قاطبة). وأشار إلى ضرورة إيجاد طريقة لتنسيق جميع المقاربات مذكّرًا أن دبلوماسية بلاده في ليبيا تهدف إلى تشجيع حل ليبي للأزمة آملاً أن تكون هناك أجندة واحدة لليبيين دون سواهم وأن تحظى بدعم المجتمع الدولي. وشدد على أن التسهيل الذي تأمله الجزائر يتمثل في تعزيز الاتفاق الموقع في 17 ديسمبر من العام 2015 والسعي إلى أن يكون أي تعديل محتمل للاتفاق بالإجماع. ورافع الوزير الجزائري لتوجيه جهود المجتمع الدولي نحو المصالحة الوطنية حتى يتسنى لليبيين الاتفاق سويًا حول مستقبلهم ومؤسّساتهم وجيشهم الوطني وقواتهم الأمنية. وأبرز الوزير أنه يتعيّن على الليبيين التوجّه بجديّة نحو نقلة شاملة ثم نحو انتخابات ديمقراطية على أساس الدستور الجديد الجاري إعداده داعيًا إلى إعطاء الأولوية لإعادة بناء الدولة الليبية التي تمثل لا محالة وسيلة لمكافحة شرعية للإرهاب في إطار احترام سيادتها ووحدتها الترابية - على حد تعبيره-. وأوضح وزير الخارجية الجزائري في تصريحاته ببروكسل أن الدبلوماسية الجزائرية لها خبرة معتبرة وهي ذات مصداقية وواقعية وتتحرك برصانة وتدرج عملها في سياق المبادئ والمُثل وليس ضمن أجندات وطنية ضيقة. مساهل يستقبل وفدا ليبيا هاما استقبل وزير الشؤون المغاربية والإتحاد الإفريقي والجامعة العربية عبد القادر مساهل أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة وفدا ليبيا هاما يمثل تنسيقية قوات الغرب والجنوب برئاسة العقيد سالم محمد جحا حسب بيان لوزارة الشؤون الخارجية. ويأتي هذا اللقاء -يضيف- البيان عقب الزيارات العديدة لممثلين سياسيين ومسؤولين سامين وشخصيات وبرلمانين من ليبيا إلى الجزائر. كما يندرج في إطار الجهود التي تبذلها الجزائر من أجل التقريب أكثر فأكثر بين مواقف الأطراف الليبية. وتناولت المحادثات آفاق الإسراع في مسار التسوية السياسية للأزمة الليبية بما يحفظ وحدة ليبيا وسلامتها الترابية وتماسك شعبها وتغليب المصالحة الوطنية. وقدم أعضاء الوفد عرضا عن الوضع السائد في ليبيا على المستويين العسكري والأمني وذكروا في هذا الشأن بالإمكانيات التي تتوفر عليها القوات الليبية تحسبا لإنشاء (مؤسسة عسكرية موحدة) وبالنجاحات المحققة في إطار مكافحة الإرهاب خاصة في مدينة سرت. ومن جهته أبرز السيد مساهل -يضيف- البيان مساهمة الجزائر الهامة في التقريب بين الأطراف الليبية وعملها الدؤوب في سبيل حل سياسي دائم من خلال الحوار الشامل والمصالحة الوطنية بعيدا عن أي تدخل أجنبي. كما ركز على ضرورة توحيد جهود الليبيين لبناء مؤسسات قوية وشرعية لاسيما جيش وطني موحد. وحيّى السيد مساهل بالفوز الذي حققته وحدات (البنيان المرصوص) في تحرير مدينة سرت وفي مكافحتها للإرهاب. ومن جهتهم أشاد الممثلون الليبيون بالجهود المتواصلة للجزائر من أجل حل سياسي في إطار الإتفاق الليبي المبرم في 17 ديسمبر 2015 ودعمها للشعب الليبي من أجل إرساء السلام والإستقرار والأمن في هذا البلد الشقيق والجار بشكل نهائي .