هو نُفَيْع بنُ الحارث. وقيل: نُفَيْعُ بن مَسرُوح أبو بكرة الثقفي الطائفي مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - تدلى في حصار الطائف ببكرة وفرَّ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأسلم على يده وأعلمه أنه عبد فأعتقه. وقد كُنيَّ بأبي بكرة لأنه تدلى من الحصن ببكرة فمن يومئذ كني بأبي بكرة. بعض أحباره ومناقبه: روى جملة أحاديث. حدث عنه بنوه الأربعة عبيد الله وعبد الرحمن وعبد العزيز ومسلم وأبو عثمان النهدي والحسن البصري ومحمد بن سيرين وعقبة بن صهبان وربعي بن حراش والأحنف بن قيس وغيرهم. سكن البصرة وكان من فقهاء الصحابة ووفد على معاوية. وكان أبو بكرة ينكر أنه ولد الحارث ويقول أنا أبو بكرة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإن أبى الناس إلا أن ينسبوني فأنا نفيع بن مسروح. وقصة عمر مشهورة في جلده أبا بكرة ونافعاً وشبل بن معبد لشهادتهم على المغيرة بالزنى ثم استتابهم فأبى أبو بكرة أن يتوب وتاب الآخران فكان إذا جاءه من يشهده يقول: قد فسقوني!. قال البيهقي: إن صح هذا فلأنه امتنع من التوبة من قذفه وأقام على ذلك. قال الذهبي: قلت: كأنه يقول: لم أقذف المغيرة وإنما أنا شاهد فجنح إلى الفرق بين القاذف والشاهد إذ نصاب الشهادة لو تم بالرابع لتعين الرجم ولما سموا قاذفين. وعن عبد العزيز بن أبي بكرة أن أباه تزوج امرأة فماتت فحال إخوتها بينه وبين الصلاة عليها فقال: أنا أحق بالصلاة عليها قالوا: صدق صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ثم إنه دخل القبر فدفعوه بعنف فغشي عليه فحمل إلى أهله فصرخ عليه عشرون من ابن وبنت وأنا أصغرهم فأفاق فقال: لا تصرخوا فو الله ما من نفس تخرج أحب إلي من نفسي ففزع القوم وقالوا: لم يا أبانا قال: إني أخشى أن أدرك زماناً لا أستطيع أن آمر بمعروف ولا أنهى عن منكر وما خير يومئذ. أخرجه الطبراني في المعجم. وعن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه قال: لما اشتكى أبو بكرة عرض عليه بنوه أن يأتوه بطبيب فأبى فلما نزل به الموت قال: أين طبيبكم ليردها إن كان صادقاً!!. وفاته: قال ابن سعد: مات أبو بكرة في خلافة معاوية بن أبي سفيان بالبصرة. فقيل: مات سنة إحدى وخمسين. وقيل: مات سنة اثنتين وخمسين. وصلى عليه أبو برزة الأسلمي الصحابي.