الصبر ضياء كما أخبرنا المصطفى _ صلوات الله عليه - ويقول المولى _ عز وجل _ في كتابه العزيز: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} سورة البقرة (من آية 155إلى 157). نتحدث في السطور القليلة القادمة عن أمهات ذكرن في القرآن الكريم ضربن مثالا رائعا في الصبر ولكل منهن والدة سيدنا موسى ضربت والدة _ سيدنا موسى _ عليه السلام _ أروع مثال في الصبر على فراق ابنها عندما ألقت به في اليم يقول الله تعالى في سورة القصص (آية: 7): { وَأَوْحَيْنَا إِلَى_ أُمِّ مُوسَى_ أَنْ أَرْضِعِيهِ _ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي _ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ}. السيدة مريم صبرت السيدة مريم على اتهام قومها لها عندما جاءت بسيدنا عيسى _ عليه السلام _ تحمله فقالوا لها: { قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا}. جاء في تفسير السعدي لهذه الآية الكريمة: فلما تعلت مريم من نفاسها أتت بعيسى قومها تحمله وذلك لعلمها ببراءة نفسها وطهارتها فأتت غير مبالية ولا مكترثة فقالوا: { لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فًريًّا ْ} أي: عظيما وخيما وأرادوا بذلك البغاء حاشاها من ذلك. يقول الله تعالى في سورة مريم (من الآية 19 إلى 28): {قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا كُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْء وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا}. 3- امرأة سيدنا زكريا كانت امرأة سيدنا زكريا عليه السلام صابرة على كونها لم ترزق بالذرية حتى دعا زكريا ربه بأن يهبه ذرية طيبة فاستجاب له ربه وبشرته الملائكة بيحيى عليه السلام. يقول الله تعالى في سورة آل عمران (من الآية 38 إلى 40): {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَة مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء}. 4- السيدة هاجر زوجة نبي الله إبراهيم - عليه السلام _ كانت السيدة هاجر زوجة نبي الله إبراهيم _ عليه السلام _ من النماذج العظيمة في الصبر والثقة بالله عندما تركها سيدنا إبراهيم _ عليه السلام _ في مكان لايوجد فيه زرع فصبرت وأطاعت ونفذت ما طلبه منها إبراهيم عليه السلام. يقول الله تعالى في سورة إبراهيم (آية: 37): {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَاد غَيْرِ ذِي زَرْع عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُون}. 5- السيدة سارة زوجة نبي الله إبراهيم _ عليه السلام _ كانت السيدة سارة زوجة نبي الله إبراهيم _ عليه السلام _ صابرة على قضاء الله فُبشرت بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب عليهما السلام فرزقها الله _ عز وجل _ بهما بعد أن صارت عجوزا. يقول الله تعالى في سورة هود (من آية 71 إلى 73): {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ * قَالَتْ يَا وَيْلَتَى_ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ}.