يعتبر شهر رمضان أفضل شهور الله على الإطلاق لما فيه من أجواء روحانية مميزة، فهو شهر للعبادة وحصد أكبر قدر من الأجر والمغفرة، كما أنه شهر يقترن باكلات خاصة عند الجزائريين أين تعكف السيدات على طبخ كل ما لذ وطاب من أطباق للصائمين، لذلك يسعى الأزواج لاقتناء كل ما يلزم لذلك من خضر وفواكه، وعلى رأسها اللحوم التي تعد سيدة المائدة والتي صنعت الحدث في الأسواق. تعتبر اللحوم وبمختلف أنواعها من أساسيات المطبخ الجزائري لما فيها من لذة وبروتينات ضرورية للجسم، لذلك فإن الإقبال يكون كبيرا عليها خصوصا في المناسبات مثل هذه الأيام الرمضانية، فكل من يقف عند إحدى الجزارات بالعاصمة يندهش من التوافد الكبير للناس على هذه المادة الضرورية في مطابخهم وهو الأمر الذي دفع ببعض الجزارين إلى رفع الأسعار من أجل جني أكبر قدر من الربح. طوابير طويلة أمام القصابات كل من يدخل الأسواق العاصمية خلال هذه الأيام الرمضانية يلمح الإقبال الكبير للمواطنين على العديد من المواد الأساسية التي يحتاجونها خلال الشهر الكريم، ومن بين المواد التي تصنع الحدث اللحوم، التي تعد سيدة الموائد الجزائرية وعبر مختلف ولايات الوطن، وفي جولة قادتنا إلى سوق باب الوادي الشعبي بالعاصمة، ذهلنا من الطوابير الطويلة التي كان يقف فيها المواطنون من أجل شراء اللحم، وهو الأمر الذي جعلنا نصاب بالفضول فتقدمنا من أحد الطوابير التي كان يقف فيها الناس أمام قصابة خاصة ببيع الدواجن، وذلك من أجل مراقبة سلوكيات الناس عند الاقتناء وشد إنتباهنا شخص جاء دوره في الشراء حيث طلب من البائع أن يعطيه دجاجتين من الحجم الكبير بالإضافة إلى 2 كيلوغرام من الكبد، بعده جاء دور أحدى السيدات وطلبت من الجزار أن يعطيها 5 ازواج من فخد الدجاج، بالإضافة إلى 3 صدور ، و2 كلغ من الأجنحة التي تستعملها في طبخ الشربة على حد تعبيرها، وكان كلما يصل دور شخص في الطابور ويطلب كمية كبيرة من الدجاج من البائع وإلا ويبقى باقي الزبائن ينظرون إلى الدواجن إن بقيت وأنها ستنفذ ولكن يكون لهم نصيب فيها، وهو الأمر الذي جعل صاحب المحل يطمئنهم في كل مرة أن الدجاج متوفر وسيكفي للجميع. مواطنون مستاؤون من الاسعار بعد أن شهدنا الإقبال الكبير للمواطنين على الدواجن أردنا أن نعرف مدى إقبالهم على اللحوم الحمراء، فقصدنا إحدى القصابات المتواجدة بسوق باب الوادي أيضا، وحين وصولنا إلى هناك لمحنا عددا كبيرا من المواطنين وافين أمام إحدى القصابات ، وكان بذلك نفس المشهد الذي وجدناه أمام القصابة الخاصة ببيع الدواجن، فقد كان هناك طابور طويل من الناس كل منهم يشتري اللحوم التي يريدها للشهر الفضيل وقفنا قليلا بين أولئك الزبائن حتى نعرف مدى إقبالهم على اللحوم الحمراء، فشد انتباهنا أحد الزبائن الذي جاء دوره في الطابور طلب من البائع أن يعطيه كتفا من اللحم الخروف، و1كلغ من الكبد وبعض"الكوتليت"، بعد أن دفع الزبون ثمن ما أشترى جاء دور زبون ثاني هذا الأخير طلب من الجزار أن يعطيه نصف خروف بالإضافة إلى 2 كلغ من اللحم المفروم وبعض الكبد حتى تطبخها له زوجها حلال اليوم الأول من الصيام. وكان المواطنون يكتفون بكميات صغيرة، وهو حال عجوز طلبت من البائع رطلا من اللحم وحوالي 200 دينار من اللحم المفروم وحين طلب منها البائع أن يعطيها المزيد أخبرته أن ذلك يكفيها حسب قدرتها الشرائية أسعار خيالية فاقت التصورات من جهة أخرى وما شَد انتباهنا خلال جولتنا بين القصابات بسوق باب الوادي، أن أسعار اللحوم قد شهدت ارتفاعا كبيرا ، حيث بلغ سعر الدجاج 290 دينار لكلغ الواحد، أما سعر الأفخاذ فقد بلغ 270 كلغ فحين بلغ سعر الدجاج المفروم ب650 دينار للكلغ، أما الأجنحة فقد بلغت 200 دينار للكلغ. في يين أسعار اللحوم الحمراء فاقت كل التوقعات أين بلغ سعر لحم الخروف 1350 و1450 دينار جزائري للكلغ الواحد ووصل حتى الى 1500 دينار ببعض النواحي ، في حين بلغ سعر لحم البقري بين 1100 و1400 دينار أما الكبد فقد بلغ 3000 دينار كبد الخروف في حين بلغ سعر كبد البقري 1600 دينار، و "الكوتليت "ب1400 دينار للكلغ.