استعاد وفاق سطيف تاج بطولة الجزائر، سنة فقط بعد أن فقده لصالح اتحاد الجزائر، في الوقت الذي لم يكن كثيرون يتوقعون تتويجه باللقب الثامن (والسادس والعشرين في كل المنافسات الوطنية والدولية)، بالنظر لبدايته الصعبة هذا الموسم والتي تميزت بإقصاء "النسر الأسود" من منافسة رابطة الأبطال الإفريقية. هذا الإقصاء المبكر شكل ضربة قوية لرئيس الوفاق حسان حمّار الذي كان يعول كثيرا على المنافسة القارية وكله أمل في تكرار إنجاز موسم 2014، لما علق أبناء عين الفوارة النجمة الثانية على قمصانهم. وسرعان ما تأثر الوفاق بهذا الإقصاء الناتج عن الأحداث التي صاحبت مباراة ماميلودي سانداونز الجنوب إفريقي الذي سيتوج فيما بعد باللقب القاري-2016، حيث وجد الفريق الذي كان يدربه عبد القادر عمراني صعوبات كبيرة لاستعادة توازنه، قبل ان يتدارك الأمور ويتوج بلقب موسم 2016-2017. وعاد وفاق سطيف المعروف بنفسه الثاني للواجهة منذ بداية مرحلة الإياب، حيث كانت الهزيمة التي تلقاها على ميدان اتحاد الجزائر (3-1) خلال الجولة ال14 وما قبل الأخيرة لمرحلة الذهاب، القطرة التي أفاضت الكأس وعجلت برحيل المدرب عمراني، وفي نفس الوقت دفعت برفاق عبد المؤمن جابو إلى الانتفاضة. وفي نفس السياق، سجل مهندس إنجاز 2014 في منافسة رابطة الأبطال، خير الدين ماضوي، عودته إلى أحضان فريقه الدائم بعد تجربة بنادي الوحدة السعودي دامت سنة واحدة، حيث ساهم رجوع التقني الشاب (39 سنة) للعارضة الفنية في احداث "الدكليك" لأصحاب اللونين "الأبيض والأسود" الذين لم يتأخروا في تحقيق انطلاقة جديدة وتسلق هرم الترتيب على مر الجولات. وشكل الانتصار الذي عاد به الوفاق من ملعب 5 جويلية على حساب مولودية الجزائر (2-1) يوم 24 فبراير لحساب الجولة ال21 للبطولة، المنعرج الحاسم في السباق نحو اللقب. فبهذا الفوز نجح أشبال المدرب ماضوي في التغلب على أكبر منافس لهم، وهو الانتصار الذي تبعته سلسلة ناجحة بعشر مباريات دون هزيمة. و مكن هذا الصعود المظفر في سلم الترتيب، وفاق سطيف من ضمان اللقب الوطني الثامن وذلك قبل جولتين من إسدال الستار على الموسم الكروي 2016-2017 والذي سيحفزهم أكثر على استهداف منافسة كأس الجزائر. وانطلقت الأفراح بكامل أنحاء مدينة سطيف مساء أمس الاربعاء بعد عودة التشكيلة من بجاية حيث حسمت مصير البطولة على حساب مولودية بجاية (3-0)، على أن تبلغ دروتها اليوم لاسبت لدى استقبال الوفاق لبطل الموسم الماضي اتحاد الجزائر لحساب الجولة ال29 للمنافسة، ليتفرغ بعدها لمنافسة كأس الجزائر لما يتنقل يوم 24 جوان لملعب عمر حمادي (بولوغين) لمواجهة مولودية الجزائر على أمل تكرار انجاز البطولة واستهداف الثنائية. ماضوي: "التتويج مستحق.. والوفاق فريق الألقاب" اعتبر مدرب وفاق سطيف خير الدين مضوي أن تتويج فريقه بلقب البطولة الثامن في تاريخه قبل جولتين من نهاية الموسم بمثابة تأكيدا على أن الوفاق فريق الألقاب و قال التقني السطايفي في تصريح لوكالة الانباء الجزائرية "إن تتويجنا بلقب البطولة الثامن في تاريخ الوفاق جاء في ظروف جد صعبة وفي بطولة شاقة استطعنا بفضل تكاثف جهود الجميع تحدي جميع الصعاب والعقبات خاصة أن الفريق دخل بطولة 2016/ 2017 بعد إقصاء مر من رابطة أبطال إفريقيا" مضيفا بأن ذلك أوحى للجميع بأن الوفاق دخل في مرحلة من الصعب جدا تجاوز آثارها . و أشار خير الدين مضوي إلى أن هذا التتويج جد مستحق بالنظر للتنافس الشديد الذي شهدته البطولة وبالإضافة إلى المستوى الفني الذي أبانه وفاق سطيف خلال هذا الموسم خاصة في مرحلة العودة حيث كانت سلسلة الانتصارات التي حققها بالأداء والنتيجة . كما أرجع مدرب بطل الجزائر لموسم 2016 - 2017 فضل تتويج وفاق سطيف بهذا اللقب إلى السند المعنوي الكبير الذي منحه الأنصار للفريق ووقوفهم معه في الأوقات الصعبة وإلى مجهودات اللاعبين والطاقم الفني والإداري لوفاق سطيف. و بخصوص مقابلة نصف النهائي لكأس الجزائر امام مولودية الجزائر أكد خير الدين مضوي بالقول "صحيح أن الفوز بالبطولة سيمنحنا دفعا معنويا إضافيا في منافسة الكأس إلا أن منافستي البطولة والكأس مختلفتين لأن الكأس تختار من يفوز بها ولنا الوقت الكافي للتحضير لهذه المقابلة ولم لا الحصول على الثنائية". ملولي: "لم يكن أحد يتصور أننا سنفوز" استبعد الكثير من الملاحظين في مستهل الموسم الكروي الذى يشرف على نهايته فريق وفاق سطيف من سباق التنافس على لقب البطولة بعد خروجه المبكر من منافسة رابطة أبطال إفريقيا بالنظر إلى وقع الصدمة وصعوبة تجاوزها على حد تعبير المدافع المخضرم للنادي فريد ملولي . و أوضح ذات المتحدث في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية بأن خروج وفاق سطيف من الباب الضيق ومبكرا من منافسة رابطة أبطال إفريقيا بإقصاء عقابي من طرف "الكاف" بعد الذي حدث في أول مقابلة للفريق في دوري المجموعات ضد فريق صن داونز الجنوب إفريقي بملعب الثامن ماي 1945 بسطيف رسخ أطروحة أن وفاق سطيف لن يكون موجودا ضمن كوكبة الفرق التي ستتنافس على لقب البطولة الوطنية خلال هذا الموسم . أضاف مدافع وفاق سطيف بأن الطرح المتمثل في استبعاد الوفاق من التنافس على اللقب جاء بالنظر إلى وقع الصدمة بعد أن كان المختصون يتوقعون أن يصل وفاق سطيف على الأقل إلى المربع الذهبي في أغلى منافسة إفريقية باعتباره حامل اللقب الإفريقي الأخير في ذلك الحين وأن المنطق يفرض على الوفاق اللعب لأجل تجاوز تبعات هذا الإقصاء والخروج بأخف الأضرار وفقط دون التفكير في أي لقب . وقال ملولي في ذات السياق: "إن شخصية البطل الراسخة في ذهنية الأنصار واللاعبين والأطقم الفنية والإدارية ساهمت في رجوع الفريق سريعا إلى السكة وجعلته يتجاوز بسرعة نكسة الإقصاء من المنافسة الإفريقية خاصة بعد سلسلة الستة (6) انتصارات التي حققها الفريق في مرحلة العودة وتحصل بفضلها على 18 نقطة حيث أبان الفريق على ملامح بطل الموسم الجاري" . وعن منافسة كأس الجمهورية أكد فريد ملولي أن الوقت الحالي مخصص لفرحة الفوز والاسترجاع وأن الوقت لا زال مبكرا للحديث عن مقابلة النصف نهائي أمام مولودية الجزائر لكن الأمر المؤكد أننا سنلعب هذه المنافسة التي يحبذها أنصار الوفاق كثيرا من أجل إثراء سجل الفريق بالكأس التاسعة.