لم تمنع قدسية الشهر الفضيل، ولا أيامه العشر الأخيرة التي تعد لياليها الأفضل في العام كله، "شياطين الإنس" التي لم تُصفد من ارتكاب جرائم مروعة تقشعر لها أبدان السامعين، راح ضحيتها عدد من "الأبرياء" الذين بلغوا رمضان، لكنهم لن يبلغوا العيد، ومن البويرة التي عاد "سفاحها" ليرتكب جريمة جديدة، إلى تيبازة التي تبكي أستاذها الجامعي، إلى مناطق أخرى، أصبحت دماء الجزائريين تسيل على أيدي "إرهابيين جدد"، وقتلة بلا رحمة.. وبينما استيقظ الجزائريون، الثلاثاء،على وقع تداول خبر مقتل أستاذ جامعي على يد شخصين قيل أنهما طالبان "توأم"، فوجئ الرأي العام بخبر جريمة مروعة جديدة، راح ضحيتها شخص فقد زوجته وابنيه غدرا قبل أيام فقط، ولم يكن الجاني سوى شقيقه القاتل الهارب.. حدث ذلك بعد ساعات من العثور على امرأة مكبلة ومقتولة في منزلها العائلي بالولاية نفسها. توقيف قاتلي الأستاذ الجامعي تمكنت مصالح الشرطة بأمن ولاية تيبازة أمس الثلاثاء من توقيف المشتبه فيهما الرئيسان في جريمة القتل العمدي التي راح ضحيتها أستاذ جامعي، حسب ما أفاد به بيان للمديرية العامة للأمن الوطني، تلقت "أخبار اليوم" نسخة منه. وأوضح نفس المصدر انه تم العثور يوم الاثنين على الضحية جثة هامدة على مستوى حي 122 مسكن بنفس الولاية. وتعود حيثيات القضية --حسب البيان-- الى "تلقي نداء عبر الرقم الأخضر 48-15 مفاده تعرض شخص لاعتداء عنيف من قبل مجهولين مع تركه ملطخا بدمائه، حيث تنقلت الوحدات المختصة في التحليل الجنائي للأمن الوطني فورا إلى عين المكان وباشرت، بالتنسيق مع الجهات القضائية المختصة، معاينة أدنى الدلائل والقرائن المتواجدة بمسرح الجريمة باستعمال تقنيات علمية متطورة للكشف عن لغز هذه الجريمة". وأضاف نفس المصدر أنه "بعد حصر دائرة الأبحاث والأشخاص المشتبه بهم، تم التوصل إلى توقيف المشتبه فيهما الرئيسيان من مدينة تيبازة، المتورطان في قتل الأستاذ الجامعي"، مشيرا الى أن "التحقيقات متواصلة من طرف الأمن الوطني بالتنسيق مع النيابة المحلية المختصة لمعرفة ملابسات جريمة القتل". للإشارة، فإن الضحية متزوج وأب لطفل يدرس في كلية الحقوق بالمركز الجامعي بخميس مليانة بولاية عين الدفلى فيما يكون المتورطان أخوان توأم البالغين 23 سنة من العمر يدرسان أيضا بالجامعة أحدهما بالمركز الجامعي بتيبازة والثاني بالعفرون بولاية البليدة. استنكار واسع للجريمة الشنعاء لقيت الجريمة الشنعاء التي أودت بحياة الأستاذ قراوي سرحان من جامعة خميس مليانة استنكارا واسعا تعدى حدود الجامعة، وتناقل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات ساخطة، تتأسف لما آل إليه المجتمع الجزائري. وفي السياق نفسه، ندد نقابيو التعليم العالي اليوم الثلاثاء باغتيال الاستاذ قراوي، واصفين هذا العمل "بالدنيء" و"الجبان". وفي تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية قال عبد الحفيظ ملاط من نقابة اساتذة التعليم العالي "ان الوضع الذي وصلت اليه جامعتنا مؤسف. هذا العمل خطير جدا وجبان انه فعلا مؤسف". واكد ان "الوزارة انذرت في عديد المناسبات وتلقت تحذيرات بشأن العنف في الجامعات وتلقت نداءات للتدخل بصفة استعجالية لوضع حد لهذا الخطر المحدق والدائم". واوضح قائلا "سنقوم اليوم بإخطار الوزير الاول مباشرة حتى يجد حلا لهذا الوضع الخطير"، مضيفا ان الاسرة الجامعية قررت ان يكون الاربعاء يوم حداد وطني وتنظيم وقفات احتجاجية. من جهته أكد عزي عبد المالك وهو نقابي ايضا للتعليم العالي، انه عمل "شنيع"، مشيرا إلى ان الوزارة اعلمت دائما بشان "التدهور الدائم للأمن على مستوى الجامعات" مضيفا "لقد نددنا مرات عديدة بالعنف ومختلف الآفات التي تضرب الجامعة، دون ان نتمكن من ايجاد آذن صاغية من الوزارة". واسترسل يقول "سنتجند حتى لا يفلت مرتكبو هذه الجريمة من العقاب". كأنه فيلم.. "السفاح الهارب" يرتكب جريمة أخرى بالبويرة! على طريقة أفلام الرعب وأفلام الجريمة الهوليوودية، عاد مرتكب الجريمة الثلاثية بتاغزوت (شرق البويرة) والذي لا يزال في حالة فرار صباح الثلاثاء إلى قريته وقتل أخاه ببندقية صيد ليلوذ بالفرار ثانية نحو الغابة المجاورة حسب ما علم من مصالح الدرك الوطني. وأوضح المكلف بالإعلام لمجموعة الدرك الوطني بالبويرة بودرنة عبد المالك أن "المجرم عاد صباح اليوم وقتل أخاه ببندقية" صيد مضيفا أن الضحية الذي يبلغ من العمر 65 سنة لفظ أنفاسه على الفور. وتواصل عناصر الدرك الوطني بحثها منذ أزيد من أسبوع لتوقيف المجرم ب. أ الذي قام بقتل زوجة أخيه (60 سنة) وابنة أخيه (22 سنة) وابن أخيه (32 سنة). وتعود حيثيات هذه القضية إلى شجار عائلي نشب منذ أيام بين الجاني وعائلة الضحايا بسبب طريق محاذي لمنزل هؤلاء يؤدي إلى منزل القاتل. البويرة دائما.. جريمة أخرى تم العثور على امرأة مكبلة ومقتولة ليلة الأحد إلى الاثنين في منزلها العائلي الكائن بدوار زمالة التابع لبلدية ريدان (غرب البويرة) فيما تم توقيف المتهم المشتبه فيه بارتكاب الجريمة عقبها حسب ما عُلم من مصالح الدرك الوطني. وأوضح المصدر أن الضحية البالغة من العمر 32 سنة عثر عليها في منزلها العائلي الكائن بدوار زمالة في ريدان مكبلة ومقتولة. وذكر المكلف بالإعلام لدى مجموعة الدرك الوطني بالبويرة بودرنة عبد المالك في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن الضحية تعرضت للضرب حيث تظهر عليها آثار الضرب والدماء في رأسها. وحسب الشروحات التي قدمها المصدر فقد وقعت الجريمة مساء أمس الأحد عقب صلاة التراويح عندما اكتشف زوج الضحية جثة زوجته المكبلة داخل المنزل. وفور التبليغ عن الجريمة فتحت مصالح الدرك الوطني تحقيقا مما سمح بتوقيف المشتبه فيه بارتكاب الجريمة (شاب في العشرينيات من عمره) في وقت قياسي. ولا زال التحقيق متواصلا لفك خيوط الجريمة الشنعاء والثانية من نوعها خلال شهر رمضان عقب الجريمة الثلاثية التي هزت مؤخرا قرية تاوريرت الجبلية ببلدية تاغزوت (شرق البويرة).