قالت الأممالمتحدة إن أكثر من مليون شخص فروا من ليبيا أو موجودين داخلها بحاجة لمساعدات إنسانية. وأعلنت فاليري آموس منسقة المساعدات في المنظمة الدولية هذا الرقم مع تفاقم أزمة اللاجئين على حدود ليبيا التي تشهد انتفاضة شعبية مطالبة بإنهاء حكم الزعيم الليبي معمر القذافي الممتد منذ أكثر من 41 عاما. لكن آموس أوضحت أن بلدة مصراتة الليبية التي يسيطر عليها المحتجون ويعيش فيها 300 ألف شخص في مقدمة أولوياتها. وقال سكان مصراتة إن بلدتهم تعرضت لهجوم في مطلع الاسبوع من قوات حكومية مزودة بالدبابات والصواريخ التي تمزق المحتجين. وقالت آموس التي زارت مناطق تونسية على امتداد الحدود الليبية مطلع هذا الاسبوع "هناك حاجة ملحة لدخول المنظمات الانسانية إلى ليبيا الآن.. الناس مصابون ويموتون وبحاجة لمساعدة فورية". وتسيطر القوات المناهضة للقذافي على مصراتة منذ بدء الاحتجاجات لكن البلدة معزولة عن معاقل المحتجين حول مدينة بنغازي في شرق البلاد وهي المنطقة التي كانت تتقدم قوات القذافي تجاهها يوم الاثنين. ولم تتضح على الفور نتيجة هجوم شنته قوات القذافي على البلدة مطلع الاسبوع. وقال مكتب الامين العام للامم المتحدة بان جي مون في نيويورك يوم الأحد إنه اتفق مع وزير الخارجية الليبي موسى كوسا في اتصال هاتفي على أن تبدأ المنظمة الدولية على الفور إرسال فريق إنساني إلى طرابلس. لكن مسؤولين في الاممالمتحدة في جنيف أشاروا إلى أنه ليس هناك تحرك فوري في هذا الاتجاه. وقال بيان صادر عن آموس "أدعو السلطات للسماح بالدخول دون تأخير حتى يتسنى للعاملين في مجال المساعدات المساعدة في إنقاذ الأرواح ... أود أيضا تذكير كل المعنيين بضمان حماية المدنيين." وقال مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في تقرير عن الوضع صدر من مكتبه في جنيف إن بان عين عبد الآله الخطيب وزير الخارجية الاردني السابق مبعوثا خاصا له في طرابلس. وقال البيان إن الخطيب "سيتولى إجراء مشاورات فورية مع السلطات في طرابلس وفي المنطقة بشأن الوضع الانساني الفوري والابعاد الاكبر للأزمة". وقال المكتب إنه يسعى للحصول على مبلغ 160 مليون دولار من مانحين دوليين لتمويل عمليات لمساعدة اللاجئين والليبيين خلال الشهور الثلاثة المقبلة. ويستند هذا المبلغ لتوقعات بأن ما يصل إلى 400 ألف شخص يغادرون ليبيا بينهم 200 ألف فروا بالفعل من البلاد ولمساعدة "600 ألف آخرين في ليبيا يعتقد أنهم بحاجة لمساعدات إنسانية". وقالت المنظمة الدولية للهجرة ومقرها جنيف مطلع الاسبوع إن ما يصل إلى 207756 شخصا عبروا الحدود الليبية إلى مصر وتونس والنيجر. ومن بين هؤلاء 110331 فروا إلى تونس و90306 إلى مصر و3119 إلى النيجر وهي واحدة من أفقر الدول في العالم. وذكرت المنظمة أن ما يصل إلى مئة ألف قد يعبرون حدود ليبيا مع النيجر في نهاية المطاف. وقال مسؤولو الاغاثة ان تدفق العمال المهاجرين الى خارج ليبيا قد يتحول إلى ازمة لاجئين واسعة النطاق إذا بدأ الليبيون انفسهم الفرار بأعداد كبيرة. وقال انتونيو جوتيريس المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الاممالمتحدة في مؤتمر صحفي "إذا حدث نزوح واسع لليبيين فإن هذا سيخلق ازمة لاجئين ولذا فإننا ندعو كل البلدان إلى ابقاء أبوابها مفتوحة والاستعداد لتقديم مساعدات كما يقضي القانون الانساني". وردت الدول الاوروبية بحذر وانزعاج على احتمال ان تضطر الى استقبال اعداد كبيرة من الفارين من المعارك التي مضى عليها ثلاثة اسابيع في ليبيا.