تتنوع موائد الجزائريين، ولا يحدد هذا التنوع حبا في الاستفادة من فوائد تلك الماكولات، ولكن السعر هو الذي يحدد ما يشتريه بعض المواطنين، ففي كل مرة يرتفع سعر سلع، وينخفض سعر أخرى، وبعض المواطنين، يذهبون صباحا إلى الأسواق، ويختارون المواد التي تكون أقل سعرا· مصطفى مهدي ومن بين المواد التي عرفت ارتفاعا محسوسا في الآونة الأخيرة بل في الأسبوع الأخير، السردين الذي بلغ سعره السقف، حيث صار لا يقل عن أربعمائة دينار، وهو السعر الذي أثار استغراب بعض المواطنين، حتى سيدة كانت ستشتري كمية، لولا أنها تفاجأت بالسعر الذي صرح به البائع، حتى أنها تراجعت عن الشراء، وقالت لنا إن سعره كان قبل أسبوع أقل بكثير، لم يكن يتجاوز المائتي دينار، وأنه قد ارتفع بشكل رهيب، وهو الأمر الذي أجاب عنه البائع قائلا إنه ليس مسؤولا ولا أحد الباعة الذين اشتروه بذات السعر من عند باعة الجملة، وأن الأمر يتعلق بحركة الملاحة، وأضافت السيدة قائلة إنها صارت تدخل إلى السوق، ولا تدري حتى ما ستشتريه، إن كان لحما، أو سردينا، أو بطاطا، أو لوبيا أو غيرها من المواد التي ينزل سعرها ويعود ويرتفع باستمرار، وأنه في كل مرة تسأل عن سعر كل شيء، قبل أن تشتري، وتضيف أنه لا بد من تسقيف الأسعار حتى لا يحدث هذا، ولا بد أن تكون رقابة على كل المواد، وفي كل الأسواق، حتى لا يتلاعب الباعة بالأسعار كيفما شاؤوا· نفس الرأي كان لمواطنة أخرى كانت ستشتري خضرا وفواكه، تقول إنها غيرت كل ما فكرت في شرائه لأن الأسعار تتغير بين الأسبوع والآخر، وهي كذلك أرادت أن تشتري كيلو سردين، ولكنها اكتفت بشراء نصف كيلو، ولم تفعل إلا لأن لها أختاً مريضة أرادت أن تأكل السردين، فاشترته لها، وإلا فهي، تقول، عادة ما تقاطع كل المواد التي ترتفع أسعارها، وذلك حتى تنخفض، ودعت المواطنين إلى أن يفعلوا نفس الشيء أي أن يقاطعوا كل المواد غالية الثمن، بما في ذلك الخضر والفواكه واللحوم، وهو ما من شأنه أن يجعل التجار يفكرون مليا قبل أن يتلاعبوا بالأسعار بذلك الشكل، وقالت إن هؤلاء الباعة ليس ذنبهم بأكبر من ذنب المواطنين الذين يشترون منهم، والذين بتلك الطريقة يشجعونهم على أن يواصلوا في سياستهم، خاصة بالنسبة للمواد التي لا يحتاجها المواطن بشكل يومي، والتي يمكن أن يستغني عنها، إن أراد ذلك، بل إنك تجد بعض المواطنين يقبلون على المواد مرتفعة السعر، وهو ما أكده لنا بائع آخر سألناه فيما إذا كان الإقبال على السردين قلّ مع ارتفاع سعره، فأجاب بالنفي، وقال إن المواطنين يشترون في كل الأحوال، وإنه لذلك قبل أن يشتري السردين من باعة الجملة وبذلك السعر المرتفع، لأنه يدرك جيدا أن سلعته ستباع في كل الأحوال·