بقلم: الشيخ أبو اسماعيل خليفة إن المتأمل في الشريعة الإلهية وكيف عالجت المشكلات الزوجية بين المرء وزوجه لَينبهر بدقة التشريع الإسلامي في هذا الشأن فلقد أغلقت جميع المنافذ التي تؤدي للطلاق وتأخيرها وإعطاء أكثر من فرصة للزوجين ليراجعا نفسيهما قبل الإقدام على مثل هذه الخطوة.. ولكن للأسف ..تهاونَ كثير من الناس في أمر الطّلاق وجعلوه أمرًا ميسورًا حتى قال بعض المختصين في قضايا شؤون الأسرة: إن بلوغ المجتمعِ أرقاما مخيفة في الطلاق قد يخلطُ الأوراق لإعادة النظر في حلول مجدية. فهلّا تساءلنا لماذا كثر الطلاق في أيامنا هذه؟ نعم.. كثر الطلاق في أيامنا هذه.. وذلك لما كثر الحسّاد والوشاة فنكّسوا الطّباع وعكسوا الأوضاع وصيروا أسباب المودة والإلتئام عللا للتباغض والإنقسام.. ولربما كان لأهل الزوجين مواقف ظاهرة بدت سببا مباشرا في كثير من الخلافات فقد يتدخل الأب أو الأم أو الأخ فيحتار الزوج من يقدّم والديه وقد عرفاه وليدا وربياه صغيرا أم زوجته التي هجرت أهلها وفارقت عشّها من أجله؟. إن هذه المرتقات صعبة أهونها أصعب الصعاب وأحلاها أمرّ من المرّ . لقد سئل الإمام أحمد رحمة الله عليه عن ذلك قال له رجل: إن أبي يأمرني بطلاق امرأتي؟ قال: لا تطلقها قال: أليس عمر _ رضي الله عنه أمر ابنه عبد الله أن يطلق امرأته؟ قال: حتى يكون أبوك مثل عمر رضي الله عنه ! نعم .. إن مثل هذه التدخلات في الحياة الزوجية لهي مكمن الخطر لدى كثير من الأسر ما بالهم يهجمون على البيوت فيأتونها من ظهورها ويمزقون ستارها؟. إنه لا يغيب عن فهم عاقل إن شرّ هؤلاء مستطير وإن ما يفعلونه فتنة وفساد كبير!. كثر الطلاق!.. وكثرت أسبابه كما هي في الجدول المرافق وذلك لأن معظم الشرور والنكبات التي أصابت الأسر. والبلايا التي حلت بها كانت بسبب ضعف التدين لأنه متى كان الدّين بين كل زوج زوجته فمهما اختلفا وتدابرا وتعقدت نفساهما فإن كل عقدة لا تجيء إلا ومعها الحل: ولن يشادّ الدين أحد إلا غلبه . وهو اليسر والمساهلة والرحمة والمودة.. اللهم إنا نسألك أن تهب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين اللهم ألف بين كل أخ وأخيه وكل زوج وزوجته وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب .