انضم الشيخ الدكتور عبد الرحمن البراك أستاذ العقيدة في جامعة الإمام محمد بن سعود سابقا إلى قائمة علماء البلاط السعوديين الذين يناصرون بقاء الاستبداد والقهر ويحرمون تظاهر الشعب من أجل نيل حقوقه السياسية وفي مقدمتها إقامة نظام شوري ديمقراطي خال من احتكار الحكم، وقال البراك في بيان صدر عنه أنه "لا يجوز الاشتراك في هذه المظاهرات، بل يجب اعتزالُها؛ لأن المملكة مستقرة والخير فيها كثير، والمظاهرات باب شر على هذا البلد؟"، وزعم أن المظاهرات الشعبية هي "مطلب أعداء الإسلام من الكفار، من الدول الغربية الكافرة، من أجل صهر هذه البلاد وتحويلها؟". وبكلام فضفاض مبهم، اضاف البراك إن "الواجب سلوك الطرق المشروعة الممكنة في الإصلاح، ومن فعل ما يستطيع؛ فقد برئت ذمته؟"، والله تعالى يقول: "فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ "، وقال "إن المظاهرات لا أصل لها عند المسلمين"، وزعم أنها "ليست طريقا من طرق العلاج والاصلاح؟"، وإنما دخلت على المسلمين في مجتمعاتهم من "جملة التبعية للكفار"؛ لأن هذه عادة متبعة عندهم، لكن الكفار يتخذونها في بعض مطالب الدنيا، وتكون مظاهرات محدودة إذا غلا السعر مثلا قاموا بمظاهرة لتخفيضه، فمطالبهم من هذا النوع. وبحسب جريدة "أنباؤكم" السعودية، قسَّم البراك المظاهرات إلى نوعين الأول نوع فيه عنف وتخريب، لافتا أنه هذا النوع وقع في بعض البلاد، تخريب، وإفساد، وعدوان على أموال الناس وممتلكاتهم، وعلى الممتلكات العامة أيضاً، وهو لا شك حرام بكل المقاييس، ولا أحد يقرها. والثاني بحسب الشيخ البراك: هو المظاهرة السلمية يعني: كلام بدون أفعال، فيتكلمون بمطلوبهم ومقصودهم ويتجمعون على هذا، وينادون ويرفعون الأصوات، وفيها أيضًا لغط وصياح، ويختلط فيها أنواع من الناس، بما في ذلك النساء، فيحصل اختلاط بين الرجال والنساء فيها. وبرغم ميله لاستنكار هذا النوع السلمي من المظاهرات بذريعة أن فيها "اختلاطاً بين الرجال والنساء" إلا أن البراك أبدى ميلاً إلى تشجيعها في باقي البلدان العربية حيث قال: "هذا النوع من المظاهرات جرى في تونس ومصر، ونرجو أن تكون العاقبة حميدة، وقد سُرَّ المسلمون بالنسبة للنتائج التي حصلت من إبعاد بعض المتسلطين المحاربين للإسلام كحاكم تونس، وفي مصر جرى استنكارات حتى اضطر الرئيس للتنازل، ونرجو أن يكون ما بعد ذلك خيرٌ لتلك البلاد، ثم وقعت المظاهرات في ليبيا وتعلمون حالها الآن، فتنة قائمة، ونار مستعرة، وحرب بين الحكومة والشعب، ولا ريب أننا ننتصر لما يسمونه بالمعارضة على حاكم ليبيا لما هو معروفٌ عنه" وهو ما يعني أن البراك يبيح المظاهرات الشعبية في مختلف الدول العربية ويحرمها في المملكة السعودية فقط.