بقلم: سميرة بيطام* أطالع عن ذوي احتجاجات ثائر عبر مستشفيات جزائرنا الغالية أقول الغالية بل الغالية جدا لا أعرف هل كان يجب الخروج للمطالبة بالحقوق ولا اعرف ان كانت الجزائر تستحق كل هذا في ألفية متقدمة جدا لدى دول العالم الأخرى. طبيعة الاحتجاجات هذه المرة للمطالبة بتحسين ظروف العمل وهذا أمر لا نقاش فيه وهو حق بل مكسب قانوني وجب الفصل فيه بدون اللجوء الى الاحتجاجات والأمر الآخر هو مساندة القابلات المسجونات في قضية وفاة المرأة الحامل بولاية الجلفة ربما هذا الاحتجاج لو أخذ القانون والعدالة مجراها العادل لما اضطرت القابلات للاحتجاج وفيه امهات ينتظرن مد يعد العون لتوليدهن فيه أزمة حقيقية في نظام العمل وهذا شيء ملاحظ من قبل عمال قطاع الصحة أو المواطنين أو المرضى ولكن أن تحضر الاحتجاجات للمطالبة بتوفير عدالة اجتماعية وقد فصل الدستور في ذلك في مادته 32 من أن الحريات الأساسية وحقوق الانسان والمواطن مضمونة والمادة 55 نصت على لكل المواطنين الحق في العمل يضمن القانون في أثناء العمل الحق في الحماية والأمن والنظافة والحق في الراحة مضمون ويحدد القانون كيفيات ممارسته . اذا نصوص الدستور واضحة والحقوق محفوظة ومكفولة باسم اسمى قانون في الدولة والمشكل ليس في مواد قانون وانما في تطبيقها من طرف المسؤولين ومطبقي هذا القانون اذا على كل أمين على حقوق عمال قطاع الصحة من مسيرين ومدراء أن يلتزموا القدر الكافي من الصرامة في احترام القانون لتحقيق عدالة اجتماعية بين مختلف شرائح المجتمع وهذه الشرائح في الصحة متنوعة بين أطباء وشبه طبيين وقابلات وصيدليين وبيولوجيين وغيرهم اذا لا يحتاج الأمر لما يكون الدستور يكفل الحقوق في أن تنظم احتجاجات للمطالبة بما هو مكفول باسم القانون فلما يتقاعس المسؤولون نتيجة تخليهم عن أمانة الآداء حتى يخرج هؤلاء الى باحات المستشفيات للمطالبة بحقوقهم ؟ لما مع كل دخول اجتماعي تتلقى الجزائر فوضى وتذمر وغضب الجزائر كبيرة جدا على مثل هكذا سلوكات ثم القانون واضح وفاصل ومنظم فلما يتهاون المسؤولون عن آداء الأمانة والمسؤولية ؟ هؤلاء الموظفون لديهم حقوق كما عليهم واجبات و الجزائر تسمو فوق كل الحقوق لتتجاوز سيرة احتجاجات الجزائر اليوم تريد سواعد للبناء تريد كفاءاتها للنهوض بقطاع الصحة الى مصاف التطور الجزائر اليوم تطالب جميع ابنائها بالتوحد ولم الشمل حول البناء هي لا تريد غضبا وتذمرا هي تريد حضارة بناء وقوامة نهضة وأساس انبعاث حضاري يمدها بأكسجين تطور جديد وصاف ونقي فطبيعتها مولدة أصلا للهواء الصافي فهي اليوم غنية عن الاحتجاجات وتداول للغضب بين فئات كان من المفروض ان تنعم بعدالة وحقوق وظروف عمل راقية منها الأمن خاصة حتى لا تتعرض لا للعنف ولا للتهميش ولا للشعور بالدونية أبناء الجزائر اليوم مطالبون اليوم وأكثر من أي وقت مضى بالترزن والاحتكام للمواطنة وتذكر ما تنتظره الجزائر من أبنائها فيه حقوق مهمشة صحيح وفيه عدالة غائبة أو مغيبة صحيح وفيه نقص للموارد البشرية وظروف الأمن بداخل المؤسسات الصحيحة أكيد ولكن تغليب الحكمة والعقل هما من يسيطران على احتجاجات اليوم. الجزائر محاطة بأعداء من الخارج يترصدون انكسارها في أي لحظة وهي تعي جديا أنها لن تنكسر الجزائر اليوم تتخبط في مثل هكذا احتجاجات وهي تعي جيدا أنها لن تنكسر لذلك خطاب بلد مثل الجزائر للأطباء وللقابلات وللشبه طبيين سيكون صريحا وقويا في أنها تريد التحدي والصمود والاستماتة والعمل الجاد وسط كوم هذه الظروف لأن الجزائر تعلو وتسمو وترتقي وقت الأزمات فتبهر العالم من شموخ عال المستوى لتظل الجوهرة والقطب اللامع والمنارة المضيئة وسط ظلام الظلم وفي عمق جميع أشكال الرداءة لأنها كبيرة ورفيعة المقام هذه الجزائر. رسالة خاصة جدا فالى جميع العقلاء من ممارسي الصحة أن يلتحموا نحو البناء وعدم اليأس وأن يواصلوا جهود العمل والكد والنشاط رغم كل شيء لأنها في نهاية المطاف ومهما كان فجوابها لأبنائها: أنها لن تنكسر. و ما يحقق هذه القناعة هو أنتم أيها الأطباء أنتن أيتها القابلات أنتم من لكم قرار حب الوطن وقرار الحفاظ على الوطن وقرار العمل لأجل وطن يسمى الجزائر. ماذا لو غيرتم لغة الاحتجاجات بلغة العمل الجاد ؟ ماذا لو غيرتم لغة التذمر بلغة الصمود؟ ماذا لو غيرتم لغة اليأس بلغة التفاؤل والأمل؟ غيروا فربما في التغيير اهتداء لطريق الانفتاح نحو الفرج والخير والاستقرار. افعلوا ذلك لأجل كيان واحد يستحق التضحية منكم انها : الجزائر فافعلوها مثلما فعلها أسلافكم ابان ثورة التحرير والثورات الغاضبة للاستعمار الهمجي فعلوها وحققوا الهدف وانتصروا. اذا: نريد أمنا وهدوءا وعملا واخلاصا وصدقا في النوايا فبقدر المساعي تأتي المكارم ثم أساليب الاحتجاج والتذمر ما هي إلا مضيعة للوقت في حين كان لا بد ان يستثمر هذا الوقت في تعلم علم جديد أو معرفة تقنية علاج جديدة أو تقديم خلاصة أبحاث مطورة ارتقوا بأفكاركم ولو فيه مظالم فدوام الحال من المحال والمظالم لن تدوم لأن فيه عدالة الهية تعطي كل ذي حق حقه في الدنيا وفي الآخرة. مطلوب سعي حثيث لأجل الجزائر ومطلوب كسب الوقت واستمرارية في الخير والعطاء والله المستعان في كل شيء فالتغيير الحقيقي هو في تغيير قناعاتكم نحو الايجاب نحو البناء بحب الوطن والاخلاص له واتقان الآداء للمهمات مهما كانت صغيرة فمن صغائر الأمور تبنى قمم النجاح وأكيد بعد دفع ضريبة الصبر والاستماتة والاحتساب لله والتوكل عليه. في الختام أخاطب زملائي في قطاع الصحة أنه ان كنتم تطالبون بحقوقكم وهذا مكسب شرعي لكم فان الجزائر تطالبكم بحقها فيكم أن تبنوا على أرضها حضارة قوية الأساس راقية المكاسب شامخة الهمة تباهي نفسها بكم أنتم أبنائها أمام الدول الأخرى للجزائر حق في ذلك وهي تطالب هذا الحق من أبنائها فقط لأنها تملك قوامة المواطنة عليهم. أنقل لكم تحياتي عبر أبيات لشاعر الثورة مفدي زكرياء عن حب الجزائر: فيا أيها الناس هذي بلادي *** ومعبد حبي وحلم فؤادي وإيمان قلبي وخالص ديني *** ومبناه في ملتي واعتقادي بلا دي أحبك فوق الظنون***وأشدو بحبك في كل نادي عشقت لأجلك كل جميل*** وهمت لأجلك في كل وادي ومن هام فيك أحب الجمال*** وإن لامه الغشم قال:بلادي