الذكرى ال12 لإقرار ميثاق السلم والمصالحة الوطنية ** * تجربة تصدرها الجزائر بفخر لتسوية الأزمات الأمنية ع. صلاح الدين حلت أمس الجمعة الذكرى الثانية عشرة لإقرار ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي أهداه الرئيس بوتفليقة للمواطنين آنذاك لإنهاء عهد العشرية السوداء التي تلطخت بالدماء والخراب فالتف الشعب الجزائري حول المشروع وتبناه في استفتاء شعبي بنسبة فاقت ال97 بالمائة وهكذا بدأ نزيف الدم يتوقف في الجزائر التي دفعت فاتورة باهظة قدرتها بعض الأوساط شبه الرسمية بنحو ربع مليون قتيل وملايير الدولارات من الخسائر المادية. وبمبادرة رئيس الجمهورية فتحت صفحة جديدة في تاريخ الجزائر مع الأمن والاستقرار والانطلاق في مسيرة البناء والتشييد إذ بدأت الاستثمارات الاجنبية تتوافد على الجزائر وتحركت آلة التنمية بعد سنين من الركود. وقال الخبير الأمني بن عمر بن جانة في تصريح للقناة الإذاعية الأولى أن الرئيس بوتفليقة اتخذ قرارا هاما سمح لبلادنا من أن تنعم بالأمن والاستقرار كما جعل من هذا الميثاق مثالا تقتدي به الدول المتضررة أمنيا ونموذجا في تسوية الأزمات الأمنية سلميا دون أي تدخل أجنبي. ويرى المحلل الاقتصادي جمال لحلو أن ميثاق السلم والمصالحة الوطنية كان نعمة على الجزائريين من منطلق أن الأمن مرتبط ارتباطا وثيقا بالتنمية وبفضل هذا القانون تحرك النشاط الاقتصادي. ولعل أهم شهادة لثمار المصالحة تلك التي يقدمها المتضررون من مأساة العشرية السوداء الذين فقدوا أكثر من عزيز والذين لا يزالون يتذكرون تفاصيل أيامها الأليمة. ومن هؤلاء سكان مداشر ولاية البويرة ومختلف الولايات المتضررة الذين يثمنون ويقفون وقفة عرفان لرئيس الجمهورية على هذه المبادرة التي غيرت حياتهم بعد استتباب الأمن وعودة الحياة دون أن ينسوا تقديم النصح للجيل الجديد من أجل الحفاظ على هذه النعمة في ظل التوتر الأمني والإقليمي الذي تعيشه عديد الدول. إجراءات المصالحة مازالت سارية.. قال النائب العام لدى مجلس قضاء جيجل بوجمعة لطفي أن إجراءات المصالحة الوطنية لا تزال سارية حتى اليوم وكثير من الملفات قد تم تسويتها بالنسبة للأشخاص الذين عبروا عن رغبتهم في العودة إلى المجتمع مؤكدا أنه لا يوجد أي إشكال بالنسبة للتائبين في العودة إلى حياتهم العادية. وأضاف بوجمعة لطفي خلال استضافته هذا الخميس في برنامج ضيف الصباح بالقناة الإذاعية الأولى أن المصالحة الوطنية مشروع وطني متجدد فالإجراءات والقوانين التي وضعها المشرع الجزائري كانت استثنائية وبديلة هدفت إلى تعزيز السلم والأمن في البلاد مؤكدا أنها كانت بداية لصفحة جديدة التي أصبحت بفضلها الجزائر ناجحة على المستوى الوطني والدولي. وأشار لطفي إلى أن الجزائر اعتمدت مقاربة في مكافحة الإرهاب تقوم على مبدأ المكافحة القانونية والأمنية وتماشيا مع هذا نجد أسلوب سياسة المصالحة الوطنية والتي بدأت بالوئام المدني ومرافقة التائبين مع وضع الإطار القانوني والتنظيمي لهذه العملية مذكرا بأن دستور 2016 لأول مرة كرس مسألة المصالحة الوطنية كمبدأ دستوري والتي صارت يضرب بها المثل على المستوى الدولي وأصبح يقتدى بالتجربة الجزائرية والثناء عليها. وبخصوص ملف المفقودين قال بوجمعة لطفي إن المشرع الجزائري تطرق إليه بشجاعة ففي المصالحة الوطنية تم التكفل بالمسألة وتمت معالجتها وفق قاعدة قانونية فريدة من نوعها موضحا أنه في الكثير من الحالات من الذين قدموا ملفات المفقودين استفاد ذويهم من التعويضات القانونية. الاتحاد الوطني للزوايا يغذي وينمي ثقافة المصالحة الوطنية أكد رئيس الاتحاد الوطني للزوايا الجزائرية ورئيس الإتحاد العالمي للتصوف الدكتور محمود عمر شعلال يوم الخميس بمستغانم أن الاتحاد الوطني للزوايا الجزائرية لا يزال يغذي وينمي ثقافة المصالحة الوطنية . وأبرز الدكتور شعلال في كلمته خلال مراسم اختتام الدورة الدولية الأولى لتعليم القرآن بعنوان التربية بالمحكم في القرآن الكريم تحت شعار (كان خلقه صلّى اللّه عليه وسلم القرآن) أن الاتحاد الوطني للزوايا الجزائرية لا يزال يغذي وينمي ثقافة المصالحة الوطنية لكي لا يكون الصلح حدثا عابرا . وأشار إلى أن الزوايا لا تزال على وظيفتها التي أسست من أجلها وهي التربية وتعليم القرآن الكريم داعيا الشباب إلى حب الوطن إيمانا وسيرة وبناء صرح توحيد الأمة الإسلامية. كما تم بالمناسبة تكريم المرشد العام للاتحاد العالمي للتصوف الدكتور محمد الشحومي الإدريسي وبعض الضيوف من سلطنة عمان. وشارك في هذه الدورة الأولى التي أقيمت من 21 إلى 28 سبتمبر الجاري تحت رعاية رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة زهاء 100 شاب من مختلف ولايات الوطن وأساتذة ومشايخ وعلماء من داخل وخارج الوطن. وتناول المشاركون إشكالية المفاهيم التي تربط بين ثنائية التربية والقرآن الكريم مع إجراء مقاربة بين أصحاب علوم الدين وأصحاب العلوم التجريبية وفق المنظمين. وقد حددت ثلاثة محاور أساسية وهي التربية المدنية من خلال المحكم في القرآن الكريم و فاعلية القرآن المحكم في علم النفس الإسلامي و مزايا التربية الصحية بالمحكم في القرآن الكريم . ونظمت هذه الدورة التعليمية الدولية الأولى لتعليم القرآن بمبادرة من الإتحاد الوطني للزوايا الجزائرية بالتنسيق مع الإتحاد العالمي للتصوف. وستتواصل دورات تعليم القرآن الكريم وعلومه لفائدة الشباب على مدار سنة كاملة بولايات الجزائر وقسنطينة وغرداية وأدرار وبجاية. الإذاعة الجزائرية تنظم يوما مفتوحا بالمناسبة في واحدة من مبادراتها المتميّزة نظمت الإذاعة الجزائرية يوما مفتوحا عبر قناتها الإذاعية الأولى يوم الخميس حول المصالحة الوطنية والوئام المدني عبر أثيرها بمجموعة من البرامج المفتوحة حول السلم والمصالحة. كما شاركت كل القنوات الإذاعية الوطنية والموضوعاتية والإذاعات المحلية في هذا اليوم المفتوح من خلال برمجة عدة حصص خاصة وروبورتاجات وحوارات وعدة مداخلات ارتكزت في مجملها حول أبعاد المصالحة الوطنية.