ب· لمجد تنظّم أحزاب التحالف الرئاسي والمنظّمات الوطنية اليوم الخميس بفندق الرياضبالجزائر العاصمة ندوة حول تجريم الاستعمار في الجزائر تحت شعار "الثورة الجزائرية·· إرادة انتصار وفاء"، وهي النّدوة التي ينتظر أن تكون بمثابة فضاء مفتوح لتعرية مجازر الاستعمار· وأفاد مصدر مقرّب من التحالف الرئاسي بأن النّدوة التي تنظّم بمناسبة عيد النّصر المصادف ل 19مارس تمّ الاتّفاق على عقدها خلال اجتماع قادة أحزاب التحالف الرئاسي في شهر ديسمبر الماضي وهذا بغية التطرّق بإسهاب إلى مسألة "تجريم الاستعمار وتعرية ممارسات الاحتلال الفرنسي إبّان ثورة التحرير"· وسيشارك في النّدوة التي ستكون فضاء مفتوحا لتعرية المجازر والجرائم البشعة التي ارتكبها الاستعمار في الجزائر أكثر من 500 مندوب يمثّلون مختلف شرائح المجتمع إلى جانب شخصيات وطنية وتاريخية، وكذا منظّمات طلاّبية وشبابية· ويتضمّن جدول أعمال النّدوة كلمات رؤساء أحزاب التحالف (حزب جبهة التحرير الوطني والتجمّع الوطني الديمقراطي وحركة مجتمع السلم) والأمين العام للمنظّمة الوطنية المجاهدين، حيث سيتطرّقون فيها إلى تلك المرحلة وقضية تجريم الاستعمار· وقد اتّخذت اللّجنة المكلّفة بتظيم النّدوة - يضيف ذات المصدر - كلّ الإجراءات المادية والبشرية لإنجاح النّدوة التي تعدّ فرصة سانحة لتشريح مختلف مراحل الاستعمار وذلك من خلال اختيارها لعدّة محاضرات تتناول هذا الجانب بالتفصيل· وستركّز هذه المحاضرات التي ينشّطها عدد من الأساتذة المختصّين في التاريخ أساسا على الفترة الاستعمارية تحت عنوان "ممارسات وأساليب فرنسا في التعذيب إبّان الثورة" و"الأسلحة الكيماوية جريمة ضد الإنسانية"، وكذا محاضرة حول "نماذج من جرائم فرنسا في الجزائر إبّان القرن ال 19"· كما ستكون هذه المحاضرات متبوعة بنقاش عام يتدخّل فيه المشاركون لتوضيح بعض المفاهيم التي يكتنفها الغموض بخصوص الجدل القائم في مختلف الدول بشأن مسألة تجريم الاستعمار بكلّ أشكاله· ومن المقرّر أن تتوّج هذه النّدوة حسب نفس المصدر ببيان ختامي وبرنامج عمل وتوصيات تتضمّن مواقف أحزاب التحالف الرئاسي والمنظّمات الوطنية حول تجريم الاستعمار· وسيقام على هامش النّدوة معرضان للصور والوثائق بالتعاون مع الأرشيف الوطني والمتحف الوطني للمجاهد يبرزان الحقبة الاستعمارية والإبادة التي تعرّض لها الشعب الجزائري في تلك الفترة، وكذا مختلف النضالات والثورات التي خاضها الشعب الجزائر ضد قوّات الاحتلال من سنة 1830 إلى غاية انتزاع السيادة الوطنية عام 1962· وكان الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني السيّد عبد العزيز بلخادم قد صرّح في وقت سابق بأنه لا يوجد أيّ خلاف بين أحزاب التحالف الرئاسي حول تجريم الاستعمار، مشيرا في نفس السياق إلى أن النقاش بين أطراف التحالف الثلاث "لايزال مفتوحا حول الكيفية التي يتمّ بها هذا التجريم"، وأضاف أن "ما نريد الوصول إليه بهذا الخصوص هو تجريم الاستعمار كفعل وهذا بغض النّظر عن التداعيات القانونية التي تنجرّ عن ذلك"، مؤكّدا في هذا المجال أن ندوة 17 مارس تعدّ مناسبة لوضع برنامج وطني "استكمالا لطرحنا في تجريم الاستعمار وتعرية ممارسات الاحتلال الفرنسي إبّان ثورة التحرير"· ويجمع الملاحظون على أن ندوة الذاكرة ستكون فرصة للمشاركين للتطرّق بالتحليل والتعليق إلى جلّ القضايا المطروحة على الساحة السياسية في الوقت الرّاهن، سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية·