تكاليفها الباهظة تلتهم ميزانية الأسر إقبال كبير على الدروس الخصوصية في أوائل العام الدراسي * مسّت حتى الطور الابتدائي رغم سهولة المنهج أصبح تدعيم الأبناء بالدروس الخصوصية حتمية لا مفر منها عبر الأسر الجزائرية وصارت أسعارها تلتهم جزءا كبيرا من ميزانية الأسر المتوسطة إلا أن حلم الأولياء بنجاح أبنائهم ألغى كل تلك الحسابات الى جانب عدم ثقتهم فيما يقدم في المدرسة العمومية التي تلفظ مئات الراسبين سنويا فغاية تسلح الأبناء بسلاح العلم دفع الأسر إلى الركض وراء مراكز التدعيم والدروس الخصوصية لإنقاد مشوار الأبناء. نسيمة خباجة بعد أن كانت تلك الدروس تقترن بفترة الامتحانات الفصلية ويشتد الإقبال عليها خلال الامتحانات المصيرية على غرار شهادة التعليم المنتوسط والبكالوريا أضحت تلك الدروس منذ بداية العام الدراسي أين يلهث الأولياء هنا وهناك لأجل الظفر بمعلم خصوصي أو مدرسة تدعيم للأبناء في مختلف المواد سواء العلمية أو الأدبية بعد تسجيل الضعف في الشعبتين معا. ولكن في نفس الوقت يشتكي الأولياء من غلاء تلك الدروس التي أصبحت تلتهم جزءا كبيرا من ميزانيتهم الأسرية خاصة وأنها تحولت الى تحصيل حاصل في أغلب الأسر ولم تعد تمس الطورين المتوسط والثانوي فقط بل انتشرت عدواها حتى في الطور الابتدائي. غلاءٌ فاحشٌ في الدروس الخصوصية عادة ما تلتهب بورصة الدروس الخصوصية لاسيما خلال بداية العام الدراسي حتى تحولت بعض المراكز الى الربح السهل والسريع من خلالها على حساب التلاميذ وأوليائهم بحيث وصل سعر المادة الواحدة الى 3000 دينار للشهر الواحد ومن يدرس ثلاثة مواد فهو ملزم بدفع 9000 دينار شهريا مما أنهك ميزانية الأسر وهو ما أوضحته السيدة سعيدة التي قالت انها تدرج جميع أبنائها في الدروس التدعيمية خاصة وأنها تتخوف كثيرا على مشوارهم الدراسي فإحدى بناتها مقبلة على اجتياز شهادة التعليم المتوسط واسرعت الى إدراجها في إحدى المدارس لكي تضمن نجاحها وهي تدعمها في المواد العلمية كالرياضيات والفيزياء الى جانب اللغات الجنبية ما يفرض عليها دفع 12 الف دينار جزائري كل شهر ولحسن الحظ أنها تعمل هي وزوجها ولولا ذلك لما استطاعت إدراجها في الدروس الخصوصية واشتكت الكثير من الأسر من اللهيب الذي اعلنته المدارس الخصوصية بحيث بعضها انتهز الإقبال الجنوني للأولياء وفرضوا تلك الأسعار الخيالية عليهم وراح البعض الى البحث عن تكلفة أقل في مراكز تدعيم أخرى. العدوى تزحف الى تلاميذ الطور الابتدائي يستغرب الكثيرون في السنوات الأخيرة من إدراج تلاميذ الطور الابتدائي في الدروس الخصوصية على الرغم من سهولة مناهجهم العلمية ويسرها بحيث تنحصر في تلك الأبجديات الأولى فيما يخص الحروف والسور القرآنية لكن رغم ذلك فاتكالية بعض الأسر على معلمي الدروس الخصوصية دفعتهم الى إدماج أبنائهم بها للتخلص من عناء مساعدتهم في المنزل بحكم عدم توفر الوقت وهو ما أوضحته السيدة سهام جامعية وأم لطفلين سألناها عن الدروس الخصوصية فقالت إنها على الرغم من مستواها العلمي إلا أنها ترسل ابنيها الدارسين بالطور الابتدائي في السنة الثالثة والرابعة على التوالي الى معلم خصوصي كل مساء وعن الدافع قالت إنها لا تمتلك الوقت لتدريس ابنيها وهي تفضل الأشغال المنزلية بعد عودتها من العمل وتدفع عنها عناء التدريس بإرسالهما الى معلمهما الخصوصي وعن السعر قالت أنهما يكلفاها 5000 دينار شهريا ولا يهمها الأمر وما يهمها هو إبعاد الضغط عنها وكذلك مشوار ابنيها دون شك خاصة وأنها تتفقد أدواتهما وتطلع بنظرة خاطفة على دروسهما. وهناك فئة اخرى من الأولياء من لا يستطيعون متابعة ابنائهم في المنزل كونهم لا يعرفون القراءة والكتابة الأمر الذي حتم عليهم إرسال ابنائهم الى مدرسة تدعيمية لأخذ الدروس الخصوصية والنجاح في مشوارهم الدراسي. فشل التلاميذ رغم تدعيمهم بالدروس بعض التجارب أثبتت فشل التلاميذ رغم تدعيمهم بالدروس الخصوصية ونجاح تلاميذ آخرين رغم اعتمادهم على ما يتلقوه في المدرسة فالدروس الخصوصية لا تعني بالضرورة تفوق التلاميذ مثلما تراه الأسر وهو ما كشفته احدى السيدات التي قالت انه في السنة الماضية كانت تدعم ابنها الذي اجتاز شهادة التعليم المتوسط بالدروس الخصوصية وصرفت الكثير على تلك الدروس التي استنزفت ميزانيتها إلا أنها تفاجأت برسوبه في آخر السنة وكانت الفاجعة أما في هذه السنة أقسمت بأغلظ الايمان أنها سوف لن تدعمه بدروس خصوصية واوصته بالاعتماد على نفسه خاصة وان الدروس التدعيمية في السنة الماضية كانت جد مكتظة ولم تمنحه الوقت حتى للراحة أو المذاكرة بالمنزل وكان يتأخر الى غاية الليل لاسيما في الفترة التي سبقت الامتحانات النهائية مما ادى الى إحباط معنوياته وتعب كثيرا وكانت النتيجة الرسوب الأمر الذي أبعد عنها فكرة الدروس نهائيا في هذه السنة.