يجمع جل التقنيين وأهل الاختصاص أن مباراة أول أمس التي خسرها منتخبنا أمام المنتخب الإيرلندي، كشفت عن الكثير من النقاط، منها الإيجابية، كبروز لاعبين ممتازين، بينهم بودبوز وقديورة، أما النقاط السلبية فحدث ولا حرج، الأمر الذي يجعل حسب كل من تحدثنا إليه أن مهمة أشبال المدرب رابح سعدان ستكون في غاية الصعوبة في المونديال. مراد وردي: "لابد من استدراك عقم الهجوم قبل فوات الأوان" اعتبر المدرب مراد وردي هزيمة »الخضر« جد منطقية بالنظر إلى الوجه الشاحب الذي ظهر به أشبال رابح سعدان من الناحية الجماعية نتيجة نقص الانسجام بين الخطوط الثلاثة. وأضاف المدرب الأسبق للمنتخب الوطني لأقل من 17 سنة قائلا »صحيح كنا ننتظر أن يظهر زملاء زياني بمستوى أفضل أمام منتخب يطبق كرة حديثة، ولكن وبالرغم من ذلك كسبنا فرديات ذي مستوى عال جدا على غرار مصباح وبودبوز وقديورة والحارس مبولحي وبدرجة أقل اللاعب قديورة، الأمر الذي من شأنه يخدم تشكيلة »الخضر« ما بعد مونديال جنوب إفريقيا، لأن نقص خبرة غالبية اللاعبين في مثل هاته المواعيد العالمية يقلل كثيرا من حظوظنا لانتزاع تأشيرة العبور إلى الدور الثاني. وحسب وردي دائما فعقم الهجوم منذ مدة طويلة بعدم تسجيل أي هدف في أربع مباريات كاملة يتوجب على سعدان استدراك ذلك في أقرب الآجال، لأن ليس من السهل مواجهة منتخبات من العيار الثقيل بتشكيلة تعاني كثيرا من هذا الجانب، عكس الخط الخلفي الذي بالرغم من أنه ارتكب بعض الهفوات التي تسببت في تسجيل ثلاثة أهداف، إلا أنه ظهر بمستوى مقبول على العموم، في ظل غياب عدة لاعبين أساسيين بداعي الإصابة ويتعلق الأمر بالثنائي عنتر يحيى ومجيد بوقرة، وختم وردي بالقول »لابد أن نثق في هؤلاء الشبان لأننا كسبنا منتخبا سيكون له شأنا كبيرا في المواعيد التي تنتظرنا بعد المونديال. جمال مناد "مباراة إيرلندا معيار حقيقي للاعبين الجدد" حسب رأيي الشخصي فهذه المباراة الودية كانت بمثابة معيار حقيقي للوقوف على مؤهلات اللاعبين الجدد الذين بحق كانوا في المستوى في أول خرجة لهم مع المنتخب الوطني، وذلك بغض النظر إلى الهزيمة التي حقا كانت قاسية ولم تكن منتظرة بثلاثية نظيفة، لكنها ستجعل المدرب سعدان أمام الأمر الواقع لإعادة النظر في بعض الأمور من الناحية الفنية قبل ضبط التشكيلة الأساسية التي سيعتمد عليها في المواجهة الأولى أمام المنتخب السلوفيني، لأن النتيجة لا تهم في مثل هاته المواجهات التحضيرية، على أساس أن الهدف الرئيس هومعاينة اللاعبين ومدى استعدادهم من كافة الجوانب بعد تربص سويسرا. وقال اللاعب الدولي السابق مناد في ذات السياق »صحيح مباراة إيرلندا كشفت العديد من النقائص ولكن الظهور المشرف لغالبية اللاعبين الجدد يوحي بمؤشرات جد إيجابية على مستقبل »الخضر«، مما يتطلب على الجميع عدم سبق الأحداث وتعكير الأجواء داخل المجموعة، لاسيما وأن موعد كأس العالم على الأبواب. وبشأن عقم الهجوم منذ أربع مباريات قال مناد طبعا سعدان على دراية تامة بذلك والوحيد الذي يملك الخيارات المناسبة لحل هذا الإشكال الذي بات يؤرق »الخضر« بسبب نقص فعالية اللاعبين الذين يثق فيهم سعدان للوصول إلى الشباك أمام المنتخبات التي سنلعب ضدها في جنوب إفريقيا. ناصر مكيداش: "العبور إلى الدور الثاني صعب جدا" يرى اللاعب السابق لشباب بلوزداد ناصر مكيداش أنه من الصعب على المنتخب الوطني اقتطاع تأشيرة العبور إلى الدور الثاني على حساب منتخبات قوية مثل المنتخب الانجليزي والولايات المتحدةالأمريكية، مرجعا ذلك لنقص خبرة تشكيلة »الخضر« وهو ما تجلى في مباراة جمهورية إيرلندا، ولكن كما قال مكيداش لا بد من وضع الثقة في »محاربي الصحراء« لأنه وبغض النظر عن الهزيمة الثقلية التي مني بها بثلاثة أهداف دون رد فإن المواجهة الودية سمحت للناخب سعدان بأخذ نظرة شاملة عن اللاعبين الجدد قبل تحديد التشكيلة الأساسية التي يراهن عليها لتشريف الكرة الجزائرية والعربية في جنوب إفريقيا، مبديا مكيداش في تصريحه لقناة الجزيرة الرياضية إعجابه للمستوى المشرف الذي أبان عليه معظم اللاعبين الذين كان لهم شرف خوض أول مواجهة مع »الخضر« منهم على وجه الخصوص مصباح وبودبوز والحارس مبولحي، هذا الأخير حسب المعني جدير بالاعتماد عليه أساسيا في مباريات المونديال، عكس بعض اللاعبين القدماء الذين كان عليهم وضع حدا لمشوارهم الرياضي مع المنتخب الوطني في إشارة إلى اللاعب رفيق صايفي الذي كان ظلا لنفسه، حيث ظهر بمستوى متواضع جدا وكذا اللاعب جبور الذي حسب مكيداش مطالب ببذل المزيد من الجهد للاستفاقة من نومه العميق وحلّ عقم الهجوم الذي من شأنه أن يتسبب في تسجيل نتائج غير مرضية في المونديال. عبد الرحمن مهداوي "مشكلة المنتخب الوطني في نقص الانسجام" حسب المدرب الأسبق للمنتخب الوطني عبد الرحمان مهداوي، فنقص الانسجام بين الخطوط الثلاثة وراء الهزيمة الثقيلة التي تكبدها »الخضر« أمام المنتخب الإيرلندي، لأنه كما قال من الصعب الظهور بمستوى يليق بأحقية تأهلنا إلى المونديال بتشكيلة مدعمة بعدد كبير من اللاعبين الجدد في أول خرجة لهم مع المنتخب الوطني، ولكن حسب مهداوي دائما فالهدف من إجراء مباراة ودية أمام منتخب قوي هو اختبار اللاعبين وتقسيم مردود كل لاعب بعد تربص سويسرا ومن ثمة تحديد معالم التشكيلة الأساسية. وأضاف مهداوي في السياق ذاته قائلا: »أنا شخصيا جد متفائل بمستقبل المنتخب الوطني لأننا كسبنا فرديات في المستوى قادرة على رفع التحدي في جنوب إفريقيا وذلك رغم نقص الخبرة لهؤلاء اللاعبين الشبان على غرار بودبوز الذي سيكون له شأنا كبيرا في صفوف »الخضر«، كما هو الحال للاعب مصباح والحارس مبولحي، هذا الأخير يبقى مرشح بنسبة كبيرة ليكون أساسيا في أقرب المواعيد المقبلة بالنظر إلى المؤهلات العالية التي أبان عنها في الدقائق التي لعبها، مما يمكن القول إن الجزائر كسبت حارس مرمى ذي مستوى عال جدا. عبد الحميد كرمالي "علينا أن نثق في اللاعبين الجدد" بالرغم من أن صحته متدهورة جدا ولا تسمح له بالكلام كثيرا، إلا أن مهندس تتويج »الخضر« بكأس أمم إفريقيا لسنة 1990 المدرب عبد الحميد كرمالي، صرح لنا في اتصال هاتفي معه مباشرة بعد نهاية مواجهة إيرلندا بشأن مردود أشبال سعدان قائلا: »بطبيعة الحال الهزيمة بثلاثة أهداف لصفر لم تكن منتظرة من طرف كافة الجزائريين لأننا كنا نأمل أن يظهر المنتخب الوطني بمستوى أفضل، ولكن هذا لا يعني أننا لسنا في الطريق الصحيح بالعكس كسبنا منتخبا مدعما بلاعبين شبان يملكون مؤهلات عالية جدا تؤهلهم لتجاوز المراحل الصعبة وتشريف الكرة الجزائرية في أكبر المناسبات التي تنتظرنا. وحسب شيخ المدربين الجزائريين فتكوين منتخب قوي يتطلب الصبر والعمل المتواصل لأنه ليس من السهل بلوغ ذلك في وقت وجيز جدا، وعليه يجب التفكير من الآن في ما بعد مونديال جنوب إفريقيا، لأن كما قلت سالفا كسبنا لاعبين شبان في المستوى ولم نكسب منتخبا متكاملا بأتم معنى الكلمة. أنا شخصيا جد معجب باللاعبين الجدد الذين تم الاستنجاد بهم لأول مرة، وختم كرمالي قائلا: »لابد أن نثق في المنتخب الوطني والوقوف إلى جانب هؤلاء اللاعبين الشبان ومواصلة دعم سعدان لأن الذين يطالبون برحليه بمجرد أي خسارة لايفكرون في المصلحة العامة لكرتنا لأن من الضروري أن نكون واقعيين وعدم المطالبة بالمستحيل والاعتراف بصعوبة المأمورية في كأس العالم، ولكن لايعني أننا لسنا مؤهلين لافتكاك تأشيرة العبور إلى الدور الثاني بالعكس حظوظنا قائمة وذلك رغم قوة المنتخبات التي سنلعب ضدها. كمال جحمون "لسنا مستعدين لخوض مباريات المونديال" كنت أنتظر هذه الخسارة أمام المنتخب الإيرلندي، لأن المنتخب الوطني ليس مؤهلا من كافة الجوانب لمواجهة منتخبات من العيار الثقيل بسبب نقص الانسجام بين الخطوط الثلاثة لوجود عدد كبير من اللاعبين الجدد، الأمر الذي سهل كثيرا من مهمة المنتخب الإيرلندي، عكس ما كان عليه سابقا أثناء التحضيرات لمونديال المكسيك لسنة 1986 عندما كانت قوة المنتخب الوطني في المباريات الودية بتسجيل نتائج جد إيجابية أمام منتخبات قوية وفرق أوروبية كانت تضم آنذاك أحسن اللاعبين عالميا على غرار ريال مدريد. وأظن أن برمجة مباراة ودية ثانية أمام المنتخب الإماراتي قبل التنقل إلى جنوب إفريقيا قد يورط »الخضر« لأن المنافس يعد من المنتخبات المتواضعة مما يتوجب أخذ كافة الاحتياطات اللازمة لاستدراك النقائص الكثيرة التي كشفتها مباراة أول أمس أمام إيرلندا، سيما على مستوى الخط الأمامي الذي بات بمثابة نقطة ضعف المنتخب الوطني، لأنه بصراحة من العار أن يصوم الهجوم عن التهديف في أربعة مباريات كاملة مقابل تلقي الدفاع اثنتى عشر هدفا. ويرى المهاجم الأسبق »للخضر« كمال جحمون أن تكوين منتخب قوي يتطلب مواصلة العمل على نفس الوتيرة لمدة أطول لمواكبة ريتم منافسة بحجم كأس العالم، وختم جحمون قائلا: »بالرغم من الوجه الشاحب الذي ظهر به اللاعبون إلا أننا قادرون على رفع التحدي في جنوب إفريقيا وبلوغ الحلم الذي يراود كل الجزائريين وهو التأهل إلى الدور الثاني. عز الدين أيت جودي "مشكلة" الخضر" في الهجوم أظن أن مشكلة المنتخب الوطني تكمن في الهجوم، لأن نقص فعالية المهاجمين تجلى في مواجهة أول أمس أمام المنتخب الإيرلندي، الأمر الذي يتوجب استدراكه قبل فوات الأوان، عكس الخط الخلفي الذي بالرغم من غياب لاعبين أساسيين وهما عنتر يحيى ومجيد بوقرة، إلا أن ذلك لم يؤثر كثيرا، كما هو الحال لخط وسط الميدان الذي ظهر بمستوى مقبول على العموم، وذلك رغم قوة المنافس. والأكيد أن سعدان على دراية تامة ما يفعله من أجل تشريف الجزائر في جنوب إفريقيا