لوقاية الأم والطفل من الأمراض المميتة دعوة لإرساء سياسة لدعم الرضاعة الطبيعية في أوساط العائلات ركز المشاركون في المؤتمر الدولي الثالث للجمعية الجزائرية للتغذية في مداخلاتهم مؤخرا بقسنطينة على أهمية إرساء سياسة مرافقة ودعم للرضاعة الطبيعية للوقاية من مختلف الأمراض . وأوضح الخبير في التغذية إسماعيل علي من جامعة الجزائر في أشغال اليوم الأخير من هذا المؤتمر بجامعة منتوري بقسنطينة أن دعم الرضاعة الطبيعية في أوساط العائلات والمجتمع وفي الوسط المهني سيساعد الرضيع ويحميه من مختلف أمراض النمو وتكون له فوائد أكيدة بالنسبة للصحة العمومية . خ.نسيمة /ق.م أبرز هذا الأخصائي بأن حليب الأم يستجيب لاحتياجات الرضيع منذ ولادته وله فوائد على صحته ونموه ملحا بالمناسبة على أهمية الرضاعة كذلك بالنسبة للأم كونها تسهم في مراقبة وزن الأم والوقاية من سرطان الثدي على الخصوص . من جهتها تطرقت البروفسور ماري جوزيف أميوت كارلان من جامعة مونتبولييه فرنسا إلى نموذج التغذية لسكان منطقة البحر الأبيض المتوسط الذي يرتكز بالخصوص على استهلاك زيت الزيتون ومزاياه في الوقاية من الأمراض التي تصيب شرايين القلب و السرطان والسكري. وثمنت كذلك النظام الغذائي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط الذي يتميز باستهلاك كبير للفواكه والخضر والأعشاب العطرية والحبوب مشيرة إلى أن هذا النظام الغذائي يساعد على التقليص من أخطار التناذر الأيضي. بدورها تحدثت رئيسة الجمعية الجزائرية للتغذية مليكة بوشناق إلى التحول الغذائي الذي يبتعد عن التغذية التقليدية في مجتمعات بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط على الرغم من أنها أشارت إلى أنه ما يزال في الجزائر استهلاك أطباق غذائية تقليدية . وقد شارك في المؤتمر الدولي الثالث حول التغذية بقاعة المحاضرات للمجمع الجامعي تيجاني هدام عشرات الجامعيين والمختصين في علم التغذية. وسيتوج هذا الملتقى العلمي بإصدار توصيات حسب ما أكده المنظمون. فوائد الرضاعة على الأم والطفل عرف منذ القدم ما للبن الأم من فوائد وخصائص وتبين أنه من أفيد الأغذية للطفل كما تبين أن غذاء كل أم يفيد رضيعها أكثر من أي لبن آخر لأي أم أخرى وليس هنالك أي شك بأن الرضاعة الطبيعية تعود بفوائد عظيمة على الأم والطفل بشكل كبير ومن هذه الفوائد على كل منهما ان الرضاعة تساعد الرحم في العودة إلى حجمه ووضعه الطبيعي بسرعة ويعود السبب في ذلك إلى أن امتصاص الثدي يعمل على إفراز هرمون من الغدة النخامية يدعى هذا الهرمون بالأوكسيتوسين والذي يؤدي بدوره إلى حدوث انقباض في الرحم وعودته إلى حالته الطبيعية. و إن عدم حدوث هذه العملية تصيب الرحم بسرعة بحمى النفاس والانتان تزيد الرضاعة من الارتباط العاطفي و النفسي بين الأم وطفلها ويعد هذا من أهم العوامل لا ستقرار الأم والطفل نفسيا كما انها تعطي الأم شعورا بالرضى عن النفس كونها تحافظ على صحة طفلها. الرضاعة تحمي من سرطان الثدي إن الرضاعة تخفف من احتمال إصابة الأم بسرطان الثدي فقد تبين أن المرضعات هنّ أقل تعرضاً لهذا المرض من باقي النساء. وكلما أكثرت المرأة من الرضاعة كان ذلك درعاً لحمايتها من سرطان الثدي. الإرضاع المتواصل من الثدي من العوامل الطبيعية لمنع الحمل لذا فهو وسيلة خالية من المضاعفات التي تصحب استعمال حبوب منع الحمل أو اللولب أو الحقن فأثناء الرضاعة لا تحصل الإباضة (التبويض) كما إن لبن الأم يحتوي على كمية كافية من السكر والبروتين تناسب الطفل تماما بينما البروتينات الموجودة في لبن الأبقار والأغنام والجواميس تكون عسرة الهضم على معدة الطفل لأنها صممت لتناسب أطفال تلك الحيوانات وليس أطفال البشر كما أن لبن الأم معقم ولا يحتوي على ميكروبات وهو بذلك يمنع الإصابة بالنزلات المعوية التي تصيب الأطفال الذين يرضعون عادة باستخدام الزجاجات وينمو الأطفال الذين يرضعون من أمهاتهم بشكل أكمل وأسرع من أولئك الأطفال الذين يتناولون الألبان المحضرة صناعياً الأطفال الذين يحظون برضاعة طبيعية يكونون في العادة أشد ذكاءً وأكثر إدراكا واستجابة للمحيط من حولهم. الرضاعة الاصطناعية تهدد بالوفاة تكثر حالات الوفيات المفاجئة غير معروفة السبب لدى الأطفال الذين يرضعون من الزجاجة وتدعى هذه الحالات ب (موت المهاد) بينما هو غير معروف تقريبا لدى الأطفال الذين ترضعهم أمهاتهم للأطفال الذين يرضعون من أمهاتهم نمو سليم وسريع بينما أولئك الذين يلتقمون الرضاعة تكثر بينهم العلل النفسية إن ضم الطفل لصدر الأم مداعبته وعملية الهزهزة التي تحدث أثناء الرضاعة أمر في غاية الأهمية وله تأثيره على الطفل وسلوكه في المستقبل وبدونها يصبح الطفل عدوانياً وعصبيا ولا يمكن ترويضه إلا بطريقة الهزهزة والضم للصدر.