أفصح النّاطق الرّسمي للتجمّع الوطني الديمقراطي السيّد ميلود شرفي أمس السبت عن "رفض حزبه لفكرة المجلس التأسيسي التي تقترحها بعض التيّارات السياسية"، مشيرا إلى أن قَبول هذا الاقتراح (أي فكرة المجلس التأسيسي) "هو بمثابة إلغاء لكلّ ما قامت به الجزائر منذ الاستقلال"· وقال السيّد شرفي في كلمته الافتتاحية لندوة إطارات الحزب بولاية تيزي وزو إن تشكيلته السياسية "تدعّم كلّية كلّ إجراءات التغيير التي بادر بها رئيس الجمهورية لغرض تعزيز الممارسة الديمقراطية"، مفيدا بأن "درب تطوير البلاد محفوف بمراحل لا يمكن فصلها عن بعضها لأنها مشتركة في تحقيق نفس الهدف"· ودعا النّاطق الرّسمي باسم الأرندي مناضلي الحزب إلى "الحذر من المتلاعبين بالأحاسيس كي يتمكّنوا من التغلّب على كلّ محاولة لزعزعة البلاد ومؤسساتها خلال هذه الفترة من الاضطرابات التي تطبع المنطقة"، وقال في هذا الشأن إن "الوضع في الجزائر مغاير لما هو في بعض البلدان وليس من المنطقي المقارنة فيما بينها"، مع التأكيد على "رفضه لأيّ تدخّل خارجي في القضايا الداخلية للبلاد"، وأبرز في السياق ذاته أن "الجزائر محترمة لسيادة الشعوب ولها الحقّ في المعاملة بالمثل، سيّما وأنها لم تجد أحدا بجانبها خلال الأوقات الصعبة التي عاشتها في كفاحها ضد الإرهاب"، ليضيف أن "الجزائر ستنجح مرّة أخرى في إضفاء التغييرات المناسبة لوضعها"· وركّز السيّد شرفي في حديثه عن هذا التغيير المراد أن "الجزائر التي تملك مبادئها ومعالمها السياسية الخاصّة بها والمستوحاة من ثورة نوفمبر المجيدة لن تعجز عن إيجاد حلول لمشاكلها لأن لديها الوسائل الضرورية للتكفّل بمواطنيها"· أمّا عن مسيرة 12 فيفري الفارط بالجزائر العاصمة التي وصفها أصحابها ب "يوم القطيعة مع جدار الخوف"، فقد أكّد السيّد شرفي أن "الشعب الجزائري لم ينتظر أبدا شهر فيفري من عام 2011 للتغلّب على الخوف، بل فعلها ذات يوم من شهر نوفمبر 1954 حين قرّر الأخذ بزمام أموره"·