يعد طالوت من أكثر الشخصيات التي أثرت في بني إسرائيل وفقًا لطلبهم من الله عز وجل ولكنهم فيما بعد اعترضوا عليه لانه لم ياتي لهم بالاموال وجاء رد الله عز وجل عليهم في كتابه العزيز بقوله: (قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة الآية: 247] أمّا جالوتُ فهو محاربٌ اقترن ذكره بذكر طالوت كما اشتهرَ بالمعركة بينه وبين نبيّ الله داود الذي سيتولّى ملك إسرائيل وسيكونُ له أثر كبير في التاريخ الإنسانيّ فيما بعد. وبدأتْ قصة طالوت وجالوت منذ تلك اللحظة التي طلبَ فيها بنو إسرائيل من نبيهم ملكاً لهم وبعد أن اختار الله تعالى طالوت ملكاً أخذ طالوت بتجهيز جيش قادر على مواجهة العماليق بقيادة جالوت والذي كانت له هيبةٌ كبيرة في نفوس الخلائق. ونظراً لمعرفة طالوت بأحوال بني إسرائيل فقد أخضعهم في الطريقِ إلى المعركة لعدّة اختبارات وقد كانت النتيجة النهائيّة لها تناقصُ أعداد المحاربين من جيشه واقتصار الجيش فقط على الفئة المخلصة. وعندما تلاقى الجمعان أخذ جنود طالوت يدعون الله تعالى بأن يُنزل عليهم الصبر وأن يُثبِّت أقدامهم وأن ينصرهم على أعدائهم فكان النصر حليفهم بإذن الله تعالى. وقد تضمّن جيش طالوت على الشاب داود -عليه السلام- الذي جعل الله تعالى نهاية جالوت على يديه الشريفتين. لم يعرض القرآن الكريم قصة طالوت وجالوت للتسلية بل لتثبيت قلوب المؤمنين في كلّ زمان ومكان ممّن قدّموا ولا يزالون يقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل الدفاع عن الحق والمظلومين فمهما كان الظالم متجبِّراً فإنه يكون كالريشة في مهبّ الريح أمام رياح الحق العاتية الصادرة للمؤمنين المخلصين المتوكلين على الله تعالى ناصرهم ومُؤيدهم.