وجّه الاتحاد الوطني لعمّال التربية والتكوين من جديد نداء إلى رئيس الجمهورية باعتباره أعلى سلطة في البلاد، بضرورة التكفّل بالأساتذة المتعاقدين وإيجاد حلول سريعة تقضي بإدماجهم في مناصبهم التي شغلوها منذ سنوات أو مناصب أخرى تعادل شهادتهم الدراسية، وذلك بالنّظر إلى الواقع المرير الذي يكابده هؤلاء الذين لايزالون في إضراب مفتوح أمام مقّر الرئاسة منذ 10 أيّام مصرّين على مواجهة البرد والمخاطر اللّيلية والأمراض الصحّية إلى غاية منحهم ردّا رسميا ومكتوبا يقضي باستعادة حقوقهم· وحسب بيان "الإينباف"، والذي تحصّلت "أخبار اليوم" على نسخة منه، فإنه وإثر الزيارة الميدانية التي قادت أعضاء الاتحاد إلى المرادية لمعاينة حالة الأساتذة المتعاقدين فإن الوضعية المأساوية لهؤلاء تدعو إلى القلق وتستعطف ذوي القلوب الرّحيمة، وهو ما يستدعي تدخّل السلطات العمومية من أجل إيجاد حلّ لمعضلة هؤلاء الأساتذة التي يكابدونها منذ سنوات دون أن يحرّك ذلك الجهات الوصية بالرّغم من العطاء المهني الذي بذله هؤلاء لفائدة التلاميذ متحدّين كلّ الصّعاب في تأدية واجبهم في الجبال والمداشر باعتبار أن أغلب تلك الفئة توجّه إلى تلك المناطق النّائية، وغم السنوات التي ضيّعت من عمرهم في أداء مهنة التعليم في الوقت الذي اكتسب فيه البعض خبرة تفوق ال 12 سنة، غير أن ذلك لم يشفع بأن تتدخّل الجهات الوصية لتضع حدّا لمعاناتهم اليومية التي يكابدونها في شارع المرادية منذ أكثر من 10 أيّام قضوها في الشارع مجابهين برودة الطقس والأمراض والمبيت في العراء من أجل إسماع أصواتهم إلى أعلى سلطة في البلاد التي يناشدها الاتحاد الوطني لعمّال التربية والتكوين اتّخاذ قرار لصالح هؤلاء الأساتذة قبل تفاقم الأوضاع وتضاعف حدّة المشكل الذي كان من المفترض أنه تمّ القضاء عليه حسب "الإينباف" لو وضعته الوصاية في اهتماماتها وعملت بمقترح الاتحاد المتمثّل في احتساب الخبرة المهنية في المسابقات العديدة التي مرّت· هذا، ويدخل اليوم اعتصام الأساتذة المتعاقدين بالقرب من مقرّ وزارة التربية الوطنية، يومه الحادي عشر بعد إصرارهم على مواصلة الاعتصامات التي انطلقت الأسبوع المنصرم والمبيت في الشارع مع مواجهة البرد والأمطار والمخاطر إلى غاية استرجاع حقوقهم المهضومة، في الوقت الذي لاتزال فيه جموع وحشود كبيرة من تلك الفئة متواجدة بالقرب من مبنى الرئاسة منذ أيّام مصرّة على افتكاك حقوقها التي وصفت بالمسلوبة وذلك بطريقة أقلّ ما يقال عنها إنها حضارية وبعيدة كلّ البعد عن الأطروحات السياسة لما يخدم مطالب الأساتذة الذين لايزال إصرارهم قائما على انتزاع مطالبهم بالرغم من التطمينات التي قدّمت لهم من طرف مستشار برئاسة الجمهورية يوم الأربعاء الماضي من أجل دراسة القضية في مدّة أقصاها أسبوع، غير أن إصرار هؤلاء على مواصلة الاعتصام والمبيت في الشارع لايزال قائما طيلة الفترة الزمنية الممنوحة لهم حتى يتمّ الردّ على انشغالهم·