لعل الشمس التي أطلت علينا ولسعتنا اشعتها في الايام القليلة الماضية تنبئ بصيف حار، ورغم ان الوقت مبكر للحديث عن هذا الفصل، الا انه ليس كذلك عند بعض الفتيات اللائي لم يصدقن كما يقول المثل المصري، متى ارتفعت درجات الحرارة، ورحن يرتدين اللباس الخفيف أو"الفرفوري" لينافسن رابح ميسون على تقديم الاحوال الجوية، ويتنبأن بما سيكون عليه الطقس هذه الصائفة. مصطفى مهدي رغم اننا في بداية شهر أفريل، الا ان بعض الفتيات لم يتوانين عن ارتداء الالبسة الصيفية من الأقمصة الشفافة والفساتين القصيرة والسراويل الضيقة، واكثر من هذا وذاك تلك "الجبّات" الخفيفة التي تظهر مفاتن الفتاة كما لو كانت عارية، والتي الهمت حتى مغني الراي، فألفوا حولها اغاني فاضحة تصف ما وصل اليه بعض بناتنا، وهي ملابس ترتديها كثير من الفتيات اللائي لا يعرن اهتماما لا للشباب، ولا للاخلاق العامة، وكيف يفعلن وهن لا يحترمن حتى اسرهن؟ او يبدو انهن لا يعلمن ان تلك الالبسة هي ألبسة مثيرة، وليست من ديننا ولا ثقافتنا في شيء، ولكنها جلبها البعض من أعدائنا، من الخارج ومن الداخل، فبعدما كان الجدل قبل سنوات حول اتداء الحجاب من عدمه، هاهو اليوم يطرح حول ارتداء الملابس الفاضحة. لقد صار الصيف ملازماً لكثير من المظاهر السيئة والتي جعلت البعض يخشون قدومه، ومن تلك المظاهر ارتداء الفتيات لملابس شبه عارية، يقول لنا سمير، 26 سنة، انه وكلما قدم الصيف قوى صلته بالله، واكثر من الصلاة والصيام، ورغم ان الجو حار، والنهار طويل، ويشق فيه الصيام، الا ان تحمل ل ذلك، يقول، خير له من ان يخطئ ويقع فيما لا يرضي الله، وهو يرى الفتيات اللائي صرن فعلا "عجيبات" كما نبات احداهن بذلك قبل سنوات. هذا بالنسبة لشاب متدين، فكيف يكون الحال مع شباب فقدوا، او انتزع منهم الايمان قطرة قطرة حتى ليكادون يعتبرون السيئة حسنة من شدة ما اختلطت عليهم الامور، يقول لنا رفيق، انه يتمسك في نفسه سنة كاملة، ويشغل باله بالعمل، ولكنه خلال فصل الصيف لا يحتمل مظاهر الفتيات اللائي يثرنه، واللائي يدفعنه دفعا يقول الى ارتكاب الرذيلة، ويستدرك رفيق فيعترف بان الخطأ خطؤه، وانه كان بامكانه ان يحفظ نفسه، ولكن نفسه الضعيفة لم تعد تقوى على مثل تلك المظاهر الخليعة التي تصنعها بعض الفتيات في طرقاتنا. اما البنات فلهن رؤية اخرى، وهي ان كل شخص يمكن ان يعيش كما يريد، وان الذي يكون قادرا على التمسك بقيمه ومبادئه لا تزعزعه ملابس شفافة او قصيرة، وان حدث ذلك فهو ليس ضعيف الشخصية فقط، بل مريض نفسيا، هذا بالحرف ما قالته لنا مروى، التي ورغم انها اعترفت ان الملابس التي ترتديها مثيرة، وصارحتنا بنيتها في التوبة، الا انها مع ذلك نفت ان تكون سببا لفساد اخلاق الشباب، والذين، بحسب أطروحتها، هم من يجرون الفتيات الى الانحراف وليس العكس.