تعهد رئيس جنوب أفريقيا الجديد سيريل رامافوسا بمحاربة الفساد في مؤسسات الدولة في أول خطاب له لأبناء شعبه بعد تعيينه في منصبه من قبل البرلمان. وقال إن الوقت حان لكي يضع شعب جنوب أفريقيا الخلافات وراء ظهره ويمضي قدما في انطلاقة جديدة وذلك في إشارة إلى الفترة الأخيرة من حكم سلفه جاكوب زوما الذي عُزل على خلفية تهم فساد. وجاء خطاب الرئيس الجديد مفعما بالتفاؤل بعد أسبوع من الأحداث المثيرة تكللت بانتخابه من قبل أعضاء حزبه في البرلمان عقب استقالة زوما الذي اتسمت فترة حكمه بفضائح الفساد. وقال رامافوسا في خطابه الذي قوبل بحماس شديد في البرلمان علينا أن نضع كل السلبيات التي أنهكت بلادنا وراء ظهورنا وذلك لأن فجرا جديدا أطل علينا... فجر جديد مستوحى من نيلسون مانديلا الذي يمثل ذاكرتنا الجمعية . واستطرد رامافوسا قائلا إن مهمتنا كأبناء لجنوب أفريقيا هي اغتنام هذه اللحظة من الأمل لحظة التجديد هذه للعمل سويا لضمان أنها ستحدث فرقا مهما في حياة شعبنا . وأشاد رامافوسا بجاكوب زوما -الرئيس الذي حل محله بعد أن أحاطت به الفضائح- لما قدمه من خدمة للأمة وهو ما أدى إلى انطلاق صيحات الاستهجان والاستنكار من صفوف الجمهور من أعضاء البرلمان. وكان سيريل رامافوسا قد أدى اليمين الدستورية رئيسا لجنوب أفريقيا بعد يوم واحد من إرغام جاكوب زوما على تقديم استقالته تحت ضغط من حزبه المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم. ويأمل الكثير من مواطني جنوب أفريقيا في أن يتمكن رامافوسا -الرجل النقابي الذي تحول لرجل أعمال- من تغيير أوضاع البلاد بعد سلسلة من فضائح الفساد التي أدت إلى تراجع شعبية الحزب الذي قاده من قبل الزعيم التاريخي نيلسون مانديلا. ومن بين الأمور التي يتهم بها زوما السماح لأسرة هندية ثرية ب السيطرة على الدولة من خلال العقود التجارية المربحة والتأثير على التعيينات الوزارية.