الهدى النبوى الوفاء بالعهد .. سنة نبوية مهجورة الوفاء بالعهود صفة أخلاقية وإنسانية لها شأن عظيم فهي صفة تكشف عن صدق صاحبها واستقامته كما من شأنها تقوية الثقة المتبادلة بين الأفراد وزيادة التعاون في المجتمع وتقوية الروابط فيه إن الوفاء بالعهد خلق نبوي وسلوك إسلامي فمن أساس سلوكيات الإسلام الالتزام بالعهود واحترامها ولا يكون تعاون الناس بين بعضهم قائماً إلا بالوفاء بالعهود والالتزام بها فنقض العهد يؤدي إلى تنافر قلوب الناس وبالتالي عدم قدرتهم على التعايش والتعاون فيما بينهم وقد وصف الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز من يفي بالعهد بأفضل الصفات قال تعالى: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ولكن الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ على حُبِّهِ ذَوِي القربى واليتامى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا _ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ _ أولئك الَّذِينَ صَدَقُوا _ وأولئك هُمُ الْمُتَّقُونَ}. وأن العهد قد يشجع الولاء على زيادة الرضا بالنفس حيث يتصرف معظم الناس بشكل جيد بغض النظر عن وجود مساءلة ولكن يحدث أحياناً في حال شعر الموظف بالأمن الوظيفيّ ألا يقوم بعمله على أحسن وجه أو أن يقصّر في عمله وعلى ذلك يمكن القول إنّ تحلّي الفرد بالولاء والوفاء يعدّ من الأمور التي تزيد نسبة الرضا الذاتي للنفس وبالتالي زيادة إنتاجية العمل أو حتى زيادة التفاهم الأسري في مرحلة الزواج. وأن عبادة الله عز وجل هي من أعلى العهود مكانة وأعظمها شأناً فقد خلق الله الإنسان وأنعم عليه بنعمه وأمره بعبادته وحده لا شريك له وترك عبادة الشيطان قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَاب وَحِكْمَة ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ _ قَالَ َأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ على ذلكم إِصْرِي _ قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ}. *ما هى الأمور التي تعين على العبد الوفاء بالعهد فيها؟ الإخلاص لله تعالى في جميع أمور الحياة فبدون عقد النية لله تعالى تفقد مختلف الأعمال قيمتها مهما كانت. يجب على المسلم أن يضع مخافة الله نصب عينيه إذ إنّ نكث العهد معصية وهو مُحرّم في الكتاب والسنة. فهم أحكام الإسلام ووعيها بشكل كامل فبالتالي يستطيع المسلم أن يفرّق بين الحق والباطل وبين الخطأ والصواب. الالتزام بشرع الله وعدم الانحراف عنه. مصاحبة الأخيار من الناس والذين يعينون بعضهم على الالتزام بشرع الله. اعتبار الرسول عليه الصلاة والسلام المثل الأعلى والاقتداء به. التوبة في حال الخطأ والوقوع في المعاصي. تجنب الركون إلى وساوس الشيطان والانصياع له.