نسفٌ وقصفٌ وحرقٌ للجثث.. غزّة تحت الإبادة والتوحّش الصهيوني تدخل حرب غزّة يومها ال438 وسط قصف عنيف يخلف عشرات الشهداء والجرحى يومياً حيث خلفت الحرب أكثر من 151 ألف شهيد وجريح فلسطينيين معظمهم أطفال ونساء وما يزيد على 11 ألف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين. ق.د/وكالات تطرق تقرير حقوقي إلى حجم الدمار الكبير الذي لحق بقطاع غزّة جراء الغارات العنيفة التي تنفذها قوات الاحتلال منذ أن بدأت الحرب ضد القطاع وأكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن تدمير الاحتلال لمدن وأحياء فلسطينية بأكملها في القطاع يعد تجسيدًا واضحًا ل جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال وأداة رئيسة لتنفيذها. وأشار في تقرير جديد إلى أن هذه الجريمة لم تقتصر على قتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتدمير حياة مليوني شخص بشكل تدريجي عبر القضاء على مقومات نجاتهم الأساسية فحسب بل امتدت لتشمل إبادة المدن الفلسطينية بالكامل بنسيجها المعماري والحضاري. لم تقتصر جرائم الاحتلال على قتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتدمير حياة مليوني شخص بشكل تدريجي عبر القضاء على مقومات نجاتهم الأساسية فحسب بل امتدت لتشمل إبادة المدن الفلسطينية بالكامل وأوضح أن ذلك التدمير اشتمل على تدمير للهوية الوطنية والثقافية للفلسطينيين واستئصال وجودهم من أراضيهم وفرض التهجير القسري الدائم عليهم ومنع عودتهم وتفكيك مجتمعاتهم وطمس ذاكرتهم الجمعيّة في محاولة منهجية للقضاء على وجودهم المادي والإنساني وتدمير ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم . وأشار إلى أن المعلومات التي وثقها فريقه الميداني إلى جانب البيانات التي حصل عليها من عائلات هجرت قسرًا من شمال قطاع غزّة أظهرت أن جيش الاحتلال ينتهج بشكل واسع منذ هجومه البري الثالث في المنطقة منذ 5 أكتوبر الماضي عمليات محو شامل وتدمير كامل للمنازل والأحياء السكنية والبنى التحتية لافتة إلى أنه يستخدم النسف من خلال روبوتات وبراميل مفخخة والقصف الجوي بالقنابل والصواريخ المدمرة وزراعة المتفجرات والنسف عن بعد والتجريف بالجرافات العسكرية والمدنية. وقال الأورومتوسطي إنه تابع مجموعة من مقاطع الفيديو والصور التي نشرها جنود صهاينة ومنصات إعلامية وأخضعها للتدقيق وتحقق فعلًا من حجم الدمار الهائل الذي ألحقه جيش الاحتلال بشمال قطاع غزّة إذ أظهرت مقاطع تصوير جوية ممتدة مخيم جباليا مدمرًا بالكامل حيث بات كل ما فيه عبارة عن أكوام من الركام وشوارع مدمرة بالكامل. وأوضح أن منهجية التدمير الشامل لأحياء وبلدات كاملة لم تقتصر على شمال قطاع غزّة بل طالت أغلب مناطق قطاع غزّة مبينًا أن المعطيات الأولية التي أمكن الحصول عليها من رفح جنوبي القطاع من خلال إفادات من سكان في المنطقة وصور للأقمار الصناعية ومقاطع فيديو نشرها جنود صهاينة تظهر أن المحافظة تم محوها بصورة شبه تامة إضافة إلى مسح الاحتلال أحياء مدينة خان يونس جنوبي القطاع بالكامل وكذلك العديد من المربعات السكنية في حيي الشجاعية والزيتون جنوب غزّة وشرقها وكذلك المنطقة الواقعة على امتداد محور نتساريم ما يجعل من شبه المستحيل عودة الفلسطينيين للعيش في تلك المناطق. *جثث الشهداء في الشوارع الى ذلك أظهرت مشاهد خاصة مرعبة نهش الكلاب الضالة في المناطق الشمالية من شمال قطاع غزّة لجثامين شهداء ملقاة في الطرقات وأخرى لم يتبق منها سوى جماجم. وتمنع قوات جيش الاحتلال طواقم الإسعاف من التحرك بشكل كامل لانتشال الشهداء منذ 50 يوما. وأفاد مصدر طبي بأن المئات من جثامين الشهداء بينهم نساء وأطفال ما زالوا في شوارع مخيم جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون. وقالت المصادر إنه كلما حاول الأهالي نقل جثامين الشهداء من تلك المناطق تستهدفهم الطائرات المسيرة بشكل مباشر مما قد يؤدي لسقوط شهداء آخرين. وأضاف بأن العشرات من المصابين ظلوا ينزفون لأيام طويلة حتى استشهادهم دون أن يتمكن أحد من إسعافهم في ظل الحصار. *كاتس يتعهد بالسيطرة على غزّة إلى ذلك توالت التصريحات والمواقف الداعية إلى مواصلة فرض السيطرة الأمنية على قطاع غزّة والتحرك عمليا لبناء مستوطنات في القطاع والسعي لاستصدار تشريع من الكنيست يسمح بذلك. وقال وزير دفاع الاحتلال يسرائيل كاتس إن الاحتلال سيواصل السيطرة الأمنية على قطاع غزّة بعد القضاء على حكم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقدراتها العسكرية تماما كما في الضفة الغربية . وأشار كاتس في تغريدة له على منصة إكس إلى أن الاحتلال لن يسمح لأي تنظم من جديد أن يهدد مواطني الاحتلال . *نحالا تتأهب على الصعيد نفسه تحدثت إذاعة جيش الاحتلال عن إطلاق حركة نحالا الاستيطانية حملة للاستيطان في غزّة. وقالت إن الحركة تعتزم إرسال كرفانات إلى قطاع غزّة الأسبوع المقبل. وتهدف الحركة إلى استيطان ما تبقى من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وغزّة من خلال الدعوة للاستيطان وإقامة البؤر الاستيطانية والمنشآت العامة وتنظيم المسيرات. *تشريع منتظر وتأتي هذه المواقف بعد تقديم عضو الكنيست عن الليكود أفيحاي بوارون مشروع قانون يهدف إلى السماح بحرية الحركة للصهاينة داخل قطاع غزّة بعد سنوات من حظر الدخول بموجب قانون فك الارتباط وذلك تمهيدا للاستيطان في القطاع . ويهدف القانون وفق نصه إلى محاكاة الإجراءات التي تم اتخاذها في شمال الضفة الغربية حيث ألغيت القيود على دخول الصهاينة وأعيد بناء مستوطنة حومش . ويرى أن إلغاء القيود على غزّة قد يفتح الباب أمام إنشاء تجمعات استيطانية جديدة داخل القطاع . وجاء في نص القانون أنه في صيف العام 2005 قررت حكومة الاحتلال طرد جميع سكانها اليهود من قطاع غزّة وشمال السامرة (شمالي الضفة) والانسحاب من المنطقة. وفي إطار هذا القرار سن الكنيست قانونا لتنفيذ فك الارتباط . كما أشار بوارون إلى أن القانون حظر دخول الصهاينة إلى هذه المناطق ووصف هذا الحظر بأنه يذكّر بفترات مظلمة في تاريخ الشعب اليهودي. أثناء الهولوكوست تم تعريف مناطق على أنها خالية من اليهود. في قوانين اعتبرها الشعب اليهودي معادية للسامية . وقال إن الدافع لاقتراحه هو هجوم 7 أكتوبر 2023 معتبرا أن الرد يجب أن يشمل إنهاء سيطرة حركة حماس على القطاع وإلغاء جميع القوانين التي تمنع دخول الصهاينة إلى غزّة. وذكر أنه يجب السماح بحرية الوجود والحركة الكاملة (لليهود) في قطاع غزّة كما هو الحال في جميع مناطق أرض الاحتلال وفق تعبيره وبالتالي يقترح اعتبار أن بنود قانون فك الارتباط التي تمنع دخول الصهاينة لن تنطبق على قطاع غزّة. ويأتي مشروع القانون الجديد لينضم إلى القانون الذي صادق عليه الكنيست في مارس الماضي لإلغاء خطة الانفصال عن 4 مستوطنات شمالي الضفة في إطار خطة فك الارتباط عن غزّة التي نفذتها حكومة الاحتلال في العام 2005. وشكل أعضاء الكنيست عن حزبي الليكود و الصهيونية الدينية بالشراكة مع قادة المستوطنين في الآونة الأخيرة مجموعة عمل برلمانية مدنية تهدف إلى إلغاء قانون فك الارتباط أحادي الجانب عن قطاع غزّة في مسعى لشرعنة إعادة الاستيطان في القطاع الفلسطيني.