أعلنت مجلة "تايم" الأمريكية عن قائمة الشخصيات التى يتم التصويت عليها من قبل القراء لاختيار المائة شخصية الأكثر تأثيرا فى العالم، وحصل حتى الآن كل من بائع الخضر التونسي محمد البوعزيزى والمرشح المصري المحتمل للرئاسة محمد البرادعي ووائل غنيم المدير التنفيذى بشركة غوغل والناشط السياسي علي مراتب في هذه القائمة، فيما جاء ميدان التحرير ضمن أهم عشر ميادين حول العالم يتصدرها. وذكرت بوابة "الاهرام" الالكترونية ان هذه القائمة عادة ما تضم شخصيات بارزة فى مجالات متنوعة مثل السياسة والفن والرياضة والعمل العام والإعلام وغيرها من المجالات الأخرى ومن المقرر أن تغلق المجلة باب التصويت اليوم الخميس. وقد تضمنت قائمة هذا العام 204 شخصية وكان لافتا مجيء التونسي محمد البوعزيزى بائع الخضر الذي أضرم النار بجسده فى المرتبة السادسة عشر حيث صوت له حتى كتابة تلك السطور 14548 صوتا، وقد وصفته التايم بكونه الشرارة التى أشعلت ربيع الثورات العربية فى المنطقة مشيرة إلى ملابسات وفاته عندما تعرض للإذلال وسوء المعاملة من إحدى الشرطيات بمدينة سيدى بوزيد تبعها مصادرة عربة الخضر والفاكهة التى تعد مصدر رزقه الوحيد وباعتباره العائل الوحيد لوالدته واخوته السبعة وفى ظل ظروف معيشية صعبة لم يجد البوعزيزى أمامه سوى إشعال النار فى جسده يأساً واعتراضا أمام أحد المباني الحكومية فى مدينته لتشتعل المدينة بأكملها خلفه، وتصبح بؤرة وأيقونة الثورة التونسية التى اسقطت أولى نظم الحكم الاستبدادية فى العالم العربي ويفر الرئيس بن علي وتنتقل عدوى الثورة إلى باقي دول العالم العربي. وجاء الدكتور محمد البرادعى الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمرشح المحتمل للرئاسة فى المركز التاسع عشر بواقع 9556 صوتا وقد أشارت "التايم" فى حيثيات اختياره إلي أنه ساعد من خلال الفيس بوك وتويتر على التمرد على النظام الديكتاتورى فى مصر وهو الأمر الذى اكمله الشباب بإشعال فتيل الثورة التى وضعت حد لنظام مبارك القمعى،لافتة إلى أنه بالرغم من ضعف تأثير البرادعى بعد الثورة إلا أنه مازال جزءا أساسيا من المعارضة المصرية التى تواجه تحديا فى الوضع الراهن أمام حكم عسكري يقود مصر فى مرحلة انتقالية تسعى فيها كل القوى إلى مستقبل ديمقراطي. وفى المركز الثانى والعشرين، أتى وائل غنيم المدير التنفيذى بشركة غوغل والناشط السياسي حيث صوت له 9081. وأشارت "التايم" إلى أن غنيم قاد حركة احتجاجية عبر "فيس بوك" من خلال تأسيس صفحة احتجاجية ردا على مقتل الناشط خالد سعيد حيث اعتبرت الشرارة التى أشعلت الثورة التى بدأت من ميدان التحرير لتطالب بإسقاط مبارك ،مضيفة أن غنيم قد نجح من خلال مقابلة تليفزيونية أجراها بعد إطلاق سراحه من احتجاز دام 11 يوما فى الضغط على الوتر العاطفي لدى الناس الأمر الذى عزز من قوة حركة الاحتجاج ضد مبارك بشكل يصعب مقاومتها. وضمت القائمة شخصيات بارزة أخرى، حيث احتل مطرب البوب الكورى رين المركز الأول واحتلت سوزان بويل المركز الثالث، وأتى جوليان أسانج مؤسس موقع "ويكيليكس" فى المركز العاشر بينما احتل مارك زوكربيرج مؤسس موقع "فيس بوك" الشهير المركز ال23 بعد غنيم مباشرة. وأتت قناة "الجزيرة" فى المركز ال26 بينما احتلت ميشيل أوباما زوجة الرئيس الأمريكى باراك أوباما المركز ال25 لتتقدم بذلك على زوجها الذى احتل المركز ال46 واحتل ستيف جوبز المدير التنفيذى لشركة آبل والعقل المدبر خلف ابتكاراتها المركز 37، واتى الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين فى المركز ال68، وفى المركز ال75 أتت المذيعة الشهيرة أوبرا وينفرى واحتل الثنائي البريطانى الأمير ويليام وخطيبته كايت ميدليتون المركز المائة. ومن الشخصيات العربية الأخرى أتى القيادي اللبناني حسن نصر الله فى المركز ال 134 وفى المركز ال164 أتى فيصل عبد الرؤوف إمام مدينة نيويورك لجهوده فى مواجهة الإسلاموفوبيا فى الولاياتالمتحدةالأمريكية من خلال دعوته لإنشاء مركز إسلامى بالقرب من منطقة "غراوند زيرو" أو المنطقة صفر التى شهدت أنهيار برج التجارة العالمى فى أحداث الحادى عشر من سبتمبر. وفى السياق نفسه أتت قائمة أهم عشر ميادين حول العالم يتصدرها "ميدان التحرير" بالقاهرة لدوره البالغ فى الثورة المصرية حتى أصبح رمزا لها مما جعله يتصدر عناوين الصحف وغيرها من وسائل الإعلام حول العالم حيث كانت الأنظار متوجهة للميدان الذى شهد تدفق مئات الآلاف الداعين إلى الإصلاح الديمقراطى ومطالبين بإسقاط مبارك وهو ما نجحوا فى تحقيقه.