خبراء يقدمّون نصائح وإرشادات للأولياء عبر أخبار اليوم : هكذا نحوّل الهواتف الذكية إلى نعمة بين أيدي الأطفال * الأنترنت ليست مجرد حوت أزرق .. وهكذا ننفع بها أبناءنا * خبراء ينصحون: هذه التطبيقات قد تُفيد أبناءكم.. حمّلوها لهم.. شيخ بن خليفة ليس الحوت الأزرق وحده ما يتربص بأطفال الجزائر حين يُبحرون عبر تطبيقات وبرمجيات الهواتف الذكية واللوحات الرقمية فهناك غول الإجرام الإلكتروني .. وهناك الفيروسات الإلكترونية الخبيثة و الميكروبات غير الأخلاقية المختلفة .. لكن هل هذا كل شيء..؟ وهل علاقة الأطفال بالأنترنت والهواتف واللوحات الرقمية كلها سلبيات؟ ألا توجد جوانب إيجابية ما؟ وهل من برامج وبرمجيات وتطبيقات قد تفيد الصغار في حال تحميلها؟ وكيف يمكن للأولياء استغلال التكنولوجيا بطريقة إيجابية لتربية أبنائهم وتعليمهم؟.. حملت أخبار اليوم هذه التساؤلات التي يردّدها كثير من الأولياء وغيرهم إلى عدد من الأساتذة والخبراء والشيوخ فأجمعوا على أن الحديث عن علاقة الطفل بالأنترنت والتكنولوجيا بوجه عام ليس حديثا عن السلبيات فقط فالهواتف الذكية ليست شرا مطلقا مثلما أنها ليست بالخير المطلق وأن المسألة كلها تتوقف على كيفية استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة عند الكبار وكيفية توجيه ومراقبة الكبار للصغار عند استخدامها حتى لا يلتهمهم الحوت الأزرق وغيره من الحيتان المُبحرة في عوالم النت التي كثيرا ما تفترس من يمكنها افتراسهم وترفع راية الاستسلام حين تصطدم بمُبحرين آخرين لديهم الحصانة اللازمة .. صغاراً كانوا أم كباراً.. الخبير يونس فرّار: نعم للتعليم عن طريق اللعب.. فتح الخبير البارز في تكنولوجيات الإعلام والاتصال قلبه ل أخبار اليوم حيث تحدث بإسهاب عن علاقة الأطفال بالتكنولوجيا وكيفية الانتفاع مما توفره مشددا على أنه أصبح من غير الممكن إبعاد الصغار عن الأنترنت فمن يمنعه والده من الإبحار في عوالمها داخل المنزل يجد له مخرجا باستغلال مقاهي الأنترنت مثلا وقال أن علاقة الطفل بالتكنولوجيا والأنترنت أصبحت تبدأ في سن مبكرة جدا قد تكون منذ العام الأول أو الثاني وهو أمر يتوجب استغلاله بطريقة إيجابية ورأى أن أفضل طريقة هنا هي التعليم عن طريق اللعب حيث أن الأطفال الصغار يحبّون كثيرا الألعاب وهنا يأتي دور الأولياء الذين نصحهم بتحميل ألعاب تربوية تسمح للطفل حتى قبل مرحلة التمدرس بتعلم الحروف والأصوات وغيرها وأكد محدثنا ضرورة أن يلعب الأولياء دور الرقيب الموجّه الذي يضع معايير استخدام الهواتف الذكية واللوحات من خلال تنظيم أوقات ممارسة الألعاب وتحقيق التوازن النفسي والحركي باعتبار أن الصغار بحاجة إلى النوم والأكل والحركة أيضا ولا يمكن أن يقضوا كل وقتهم في ممارسة الألعاب الإلكترونية.. أما الأطفال في سنّ التمدرس فأشار الخبير قرّار إلى أن دور الأنترنت في حياتهم أصبح كبيرا للغاية حيث أنهم يقبلون بشدة على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي التي صارت جزءا من حياتهم يمكنهم الانتفاع بها من خلال التواصل مع زملائهم التلاميذ وأستاذهم وكذا رموزهم مثل إمام المسجد الذين تُسهل الأنترنت عملية الوصول إليهم مثلما تُسهّل عملية مراجعة الدروس التي أصبح جزء منها متوفرا على موقع اليوتوب ويلجأ كثير من المقبلين على امتحانات مصيرية مثل البكالوريا إليه ل إنقاذ ما يمكن إنقاذه وزيادة رصيدهم المعرفي والعلمي. يجب إثراء المحتوى الإلكتروني الوطني عدّد يونس فرّار بعض منافع و نعم الأنترنت والتكنولوجيا بالنسبة للتلاميذ فإضافة إلى تيسير سبل التواصل هناك تنمية المعارف الدراسية وإثراء الثقافة العامة والاطلاع على أمور نافعة والتعرف على مختلف مناطق القطر الوطني.. وذلك كله يتطلب حسب فرّار إنتاج المحتوى اللازم الذي يبقى بعيدا عن المستوى المأمول فحين يبحث التلميذ عن تفاصيل تخص بلده عبر الأنترنت يصطدم أحيانا ب فقر في المحتوى نتيجة ضعف الإنتاج الإلكتروني عندنا قياسا إلى ما هو عليه الحال في بلدان أخرى الأمر الذي من شأنه أن يضع أبناءنا أمام مخاطر محتويات ضارة على الأنترنت. ولم يغفل الخبير فرّار في حديثه مع أخبار اليوم عن الإشارة إلى أهمية متابعة ومراقبة الأولياء للنشاط الإلكتروني لأبنائهم حرصا على حمايتهم من المخاطر التي تتربّص بهم على الأنترنت مؤكدا أهمية الاستعانة ببرامج الرقابة الأبوية التي أثبتت فعاليتها وفتح قوسا هنا ليتأسف لغياب أي برنامج جزائري خالص للرقابة الأبوية رغم بعض الاجتهادات التي لم تكتمل حتى الآن داعيا السلطات إلى تشجيع وتحفيز المبادرات الرامية إلى إثراء المحتوى الإلكتروني الجزائري. الأستاذ عمّار عبد الرحمن: التكنولوجيا تُساهم في إبراز مواهب الأطفال أشار عمّار عبد الرحمن أستاذ الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر إلى أنّ الواقع المعيش قد فرض نفسه في مسألة علاقة الأطفال بكل ما هو إلكتروني فقد ولجنا الألفية الثالثة من باب الرقمنة حتى غدا الإنسان في حدّ ذاته مجرد رقم في معادلة افتراضية ليس إلا.. وأضاف عبد الرحمن في تصريح ل أخبار اليوم أنه بحكم التطور المذهل في مجال الإلكترونيات أصبح الطفل عرضة لذات التطور ولكن لا يمكن الجزم بسلبية علاقة الأطفال بالأجهزة الالكترونية المتداولة في الأسواق العالمية على غرار الهواتف واللوحات الرقمية فقد ساهمت هذه الأخيرة في إبراز عديد المواهب لدى الأطفال من خلال تعاملهم الإيجابي (طبعا) معها في التعليم بشكل خاص والإبداع بشكل عام.. ولا يعتقد محدثنا أنّ هذه العلاقة سلبية كما يسوّق لها بعض التقليديين الذين يخافون اقتحام عالم ما بعد الحداثة موضحا أنه حتى وإن كانت هناك بعض السلبيات على غرار سلب الأطفال لحياتهم في الواقع وتعلقه بالعالم الافتراضي لكن ذلك يمكن مجابهته بالمتابعة والتوجيه والمرافقة من طرف الأولياء بشكل خاص . وختم أستاذ الإعلام والاتصال تصريحه بالقول إنّ التعامل الإيجابي مع التكنولوجيات الحديثة سيمكّن حتما الأولياء من استغلالها في ما ينمّي القدرات العقلية لأبنائهم وهو ما سيزيد حتما من ذكائهم وإبداعهم في المجال التعليمي . الدكتور بشير مصيطفى: هناك تطبيقات مفيدة.. وهذه إيجابيات الإدمان على النت أفاد الدكتور بشير مصيطفى كاتب الدولة المكلف بالاستشراف في الحكومة سابقا أن السلوك الرقمي للأفراد يتبع الإشارات الأولى للثورة الصناعية الثالثة (الثورة الرقمية) حيث ستتطور العلاقة بين الإنسان والآلة بدل العلاقة بين الإنسان والإنسان في انتظار أن تتطور العلاقات الإنسانية نفسها إلى علاقات رقمية بين الآلات. وقال مصيطفى في تصريح ل أخبار اليوم أن هذه العلاقة الجديدة ستمس بصورة خاصة فئة الأطفال لسببين اثنين هما: * خلو الذاكرة من الإشارات السابقة أي التقليدية للعلاقات الإنسانية. * حب الاطّلاع والاكتشاف المرادف لدرجة الذكاء. وأضاف محدثنا أن هذا السلوك سيتحول في ظل غياب التوجيه التربوي للمدرسة والأسرة إلى شبه إدمان على الهواتف الرقمية (الهواتف الذكية) بدفع من النت (الإبحار) وكذلك (البلاي ستور) للألعاب. مما يفتح الباب أمام ظاهرة اجتماعية جديدة نسميها (الإدمان على النت) وهي ظاهرة تحمل الإيجابيات كما تحمل سلبيات. وبرأي مصيطفى فإن الإيجابيات هي مواكبة الرقمنة وتنمية الذكاء والتمكن من التطبيقات والابتكار. والسلبيات هي المحتويات الرقمية الرديئة والمسيئة للسلامة العقلية مثل الألعاب الخطرة إلى جانب تنمية التفكير الخطي (الروبوتيك) على حساب التفكير التحليلي لدى الطفل. وشدّد الدكتور مصيطفى على أن الأمر يتطلب استغلال الإيجابيات وتجنب السلبيات بما يلي: تشجيع التطبيقات الإيجابية والتربوية وتسويقها بدعم من الحكومات (دعم الأسعار) وإطلاق جوائز للتطبيقات المفيدة. تقييد سلوك الأطفال التلاميذ تجاه الآلة الرقمية ببرامج مدرسية وتربوية ورياضية وسياحية لملء الفراغ الذي غالبا ما يدفع هؤلاء الأطفال نحو الآلة. وعلى سبيل المثال يقول مصيطفى تأسست بتونس شركة ناشئة للشباب مختصة في إنتاج التطبيقات الرقمية التربوية والمفيدة كبديل عن الألعاب المسيئة وهي الآن قيد التوسع في تونس وخارجها. الأستاذ نصر الدين خالف: على المختصين إنتاج تطبيقات مفيدة لأطفال الجزائر قال الأستاذ نصر الدين خالف أن علاقة الأطفال بالهواتف واللوحات الرقمية ليست كلها سلبيات مؤكدا أنه كما يعلم الجميع أن كل وسيلة حديثة لها إيجابيات وسلبيات لكن المشكل هو تغليب جانب على آخر فمن الأحرى أن نوجه الأطفال إلى الإيجابيات مع ضرورة معالجة السلبيات إن وجدت ومن الإيجابيات الكثيرة ذكر محدثنا: سرعة التعلم التطوّر الفكري للأطفال وجود راحة للطفل وهو يتعامل مع هذه الأجهزة لأنها أجهزة صماء التطوّر الفكري للأطفال وتأسف الأستاذ نصر الدين خالف وهو خطيب مسجد عرفات بن عكنون في الجزائر العاصمة في تصريح ل أخبار اليوم لبُعدنا (الجزائر) كل البعد عن إنتاج التطبيقات للأطفال حتى وإن وجدت فهي قليلة فحبذا لو يلتفت التقنيون والمختصون وأصحاب الأموال لإنتاج تطبيقات مفيدة لهم ونصح بتحميل برامج مفيدة منها: القرآن الكريم الأدعية الكلمات المتقاطعة تعلم اللغات تعلم القواعد القواميس اللغوية الألعاب التربوية... برامج تنشيط الذاكرة.. أما كيف يمكن للأولياء استغلال التكنولوجيا بطريقة إيجابية لتربية أبنائهم وتعليمهم فذكر خالف: مراقبة دائما ما يشاهده الأطفال وباستمرار اختيار الألعاب المفيدة للأطفال تكون هذه الساعة خارج وقت الطعام تحديد ساعة واحدة في اليوم برمجة أنشطة بدنية للأطفال إبعاد هذه الأجهزة عن مكان نوم الأطفال قبل ساعة من موعد النوم. الشيخ أبو إسماعيل خليفة: أنصح بتحميل هذه التطبيقات.. أشار الشيخ أبو إسماعيل خليفة إلى أن الهواتف الذكية واللوحات الرقمية أصبحت وسيلة للمعرفة والترفيه بل وحققت ثورة عالمية عالية في وسائل الاتصال نظرا لصغر حجمها ولميزاتها المتعدّدة كاحتوائها على الألعاب والرسائل النصية والموسيقى والتصوير وما إلى ذلك مما جعلها حاجة مطلوبة لدى غالبية الناس ولدى الأطفال بشكل خاص . وذكر الشيخ خليفة في تصريح ل أخبار اليوم أن باحثين من جامعة آيوا الأمريكية قد أثبتوا بأن 90 بالمائة من الأطفال يستخدمون هذه الأجهزة الإلكترونية بدءا من عمر سنتين حيث يقول الدكتور فران والفيش fran walfish وهو طبيب نفسي للأطفال والأسرة في لوس انجلوس أن: هناك الكثير من الأطفال لديهم القدرة على استخدام اللوحات الرقمية وهم في سن الثانية وأطفال أصبحوا مدمنين على استخدامها في سن الثالثة والرابعة إلى أن يقول: إنه أمر مخيف مرهق . وأضاف محدثنا أنه حيث أنه لا أحد ضدّ استخدام هذه الوسائل التقنية (الآي باد الأيبود البلاك بيري وغيرها) فإن الكل مجمعون على تحديد الأوليات في الحياة الاجتماعية وأكبر أولوية هي بناء أسرة مستقرة مترابطة سعيدة ولكن هذا لا يتأتّى إلا بالاهتمام التربوي والحوار وإشاعة الحب.. وتحدث الشيخ أبو إسماعيل خليفة عن منافع وسلبيات الهواتف الذكية قائلا: إن الحاجة تشتدّ إلى أن نربي أنفسنا ومَن تحت أيدينا لحسن استعمال هذه الأجهزة الحديثة فهي سلاح ذو حدّين لها منافع ومضار. فمن منافعها إمداد الطفل بالمعلومات الوفيرة وتفتح مداركه وتوصله بالعالم من حوله وتجعله ملمّا بالأحداث فضلا على أنها تنمي مخيلته وتجعله قادرا على الاستماع وتحليل المعلومات ورغم هذه الفوائد وغيرها إلا أن لهذه الأجهزة مضارا وآثارا سليبة أورد محدثنا بعضها فيما يلي: تأثيرها السلبي على الذاكرة على المدى الطويل ومساهمتها في الإنطواء والكآبة والإدمان عليها قد يجعل بعض وظائف الدماغ خاملة وإلى الإجهاد العصبي والصداع والتشنج في عضلات العنق وغيرها بالإضافة إلى أن الدراسات أثبتت على أن المهارت الاجتماعية تضعف وتصاب بالتراجع وتزيد نسبة العدوانية الاجتماعية بشكل واضح كون الطفل يحاكي ويسقط المشاهد التي يراها على حياته. ولهذا ينصح الخبراء بمنع الأطفال دون سن العاشرة من الاستخدام المفرط وإشغالهم بما هو مفيد كالألعاب الرياضية والرسم والقراءة وتحديد أوقات لهم لاستعمال هذه الأجهزة بإشراف من الوالدين. كما يمكن وضع حساب موحد على الآي تيونز التطبيق المجاني التجاري أو غيره باسم أحد الوالدين حتى يكونا على دراية بما يتم تحويله. تطبيقات مفيدة.. ومن التطبيقات التي ينصح بتحميلها من أجل الأطفال ذكر الشيخ خليفة الآتي: - تطبيق المصحف المعلم جزء عم - تطبيق قصص الأطفال - تطبيق لتعليم البرمجة للأطفال - تطبيق قصص القرآن للأطفال - تطبيق صلاتي لتعليم الأطفال الصلاة - تطبيق روضة الأطفال.. حروفي.. كلماتي.. إلى غيرها من التطبيقات. وبما أن موقع اليوتيوب قد يحتوي على فيديوهات لا تناسب الأطفال فقد أنشأت شركة غوغل موقع خاص بالأطفال يمكن التحكم بمحتوياته ودائما كإجراء احترازي ضد الإدمان على الآباء استشارة المختصين بشأن مخاطر هذه الأجهزة. وأشار محدثنا وهو إمام بأحد مساجد سيدي بلعباس إلى أنه لابد من حين لآخر فتح جلسات حوارية بين الآباء والأبناء للحديث عما استفادوه من هذه الأجهزة واغتنام الفرصة لتوعيتهم بمخاطرها لأن كل شيء إذا تم استخدامه باعتدال فإنه لا يمكن أن تكون له مضاعفات سلبية وعلى الوالدين أن يكونا القدوة الحسنة وأن يحاولا قضاء أكثر وقت ممكن مع أبنائهم حتى لا يستبدلوا بهم الأنترنت مصدرا للمعلومات ويفقدوا الترابط الأسري معهم وبالتالي يصبحون صيدا سهلا لأصحاب الأفكار الهدامة والمبادئ المضللة.. وختم الشيخ خليفة حديثه مع أخبار اليوم قائلا: أرجو كل أب وكل أم استودعهم الله أمانة تربية أولادهم أن يتقوا اللّه فيهم فإنهم عنهم مسؤولون. وأسأل الله بمنّه وكرمه أن يحفظ المسلمين من كل شرّ وأن يوفقهم لكل خير.. الكرة في مرمى الأولياء.. تون.. توون.. تووون .. هكذا يستقبل محمد أمير .. صاحب السنتين فقط من عمره والده عندما يعود من العمل مساءً.. ولفظة تون هي كل ما يستطيع هذا الطفل الصغير جدا أن ينطقه حين يعبّر عن رغبته في الحصول على التيلفون .. الهاتف الذكي لوالده بهدف متابعة بعض الأناشيد والأغاني الموجهة للصغار على موقع اليوتوب .. ولا يتوقف صاحبنا عن ترديد كلمة توون حتى يحصل على مراده.. وحال كثير من صغار اليوم الذين يتنفسون التكنولوجيا.. لا يختلف كثيرا عن حال محمد أمير .. وما لا شك فيه أن إبعاد الأطفال بشكل تام ومطلق ونهائي عن التكنولوجيا والهواتف الذكية بات أمرا في غاية الصعوبة بل ربما كان مستحيلا في ظل تفشي الإدمان التكنولوجي حيث صار أطفالنا يتنفسون التكنولوجيا ويجدون ألف وسيلة وطريقة للتحايل على أوليائهم بهدف إرضاء رغباتهم التكنولوجية ولذلك تبدو محاولة إبعادهم وقطع صلتهم بالهواتف الذكية عملية غير مُجدية وبدلا من ذلك يمكن تسخير هذه التكنولوجيا لتنمية قدراتهم وتطوير مهاراتهم من غير إفراط يُحوّل النعمة إلى نقمة.. ولا تفريط يجعل الطفل يكبر وهو يشعر بأنه أقل مستوىً تكنولوجياً من أقرانه.. إنها المعادلة الصعبة التي ينبغي التعامل معها بالكفاءة اللازمة التي تجعل الهواتف الذكية واللوحات الرقمية وسائر الوسائل التكنولوجية أدوات للإصلاح والإبداع والنجاح في الدراسة والحياة ككل..