تتربع على عرش المناسبات والأفراح الأغنية الشاوية... تراث يعود لآلاف السنين يبحث عن تثمين تقترن الأغنية الشاوية التراثية لمنطقة الأوراس بآلتي القصبة و البندير المميزين لهذا الطابع الغنائي الأصيل فضلا عن إقتران هذا النوع من الأداء بقوة النص المغنى الذي لطالما أطرب مستمعيه وعشاقه وتزينت قصائده برسائل الحب والأمل ولمّ الشمل. خ.نسيمة /ق.م الأغنية الشاوية على مرّ الزمان كانت ولا تزال ذات رمزية خاصة بمنطقة الأوراس وبباقي ربوع الوطن وأن عميدي الأغنية الشاوية عيسى الجرموني وبقار حدة خير دليل على قامات صنعت مجد الأغنية الشاوية وعرفت بها في محافل على الصعيد الوطني وفي الخارج. فالجزائريون وإن أطربتهم الطبوع الموسيقية على إختلاف مشاربها إلا أن للأغنية الشاوية والصوت الشاوي قيمة خاصة في أفراحهم ومناسباتهم. وأكد في هذا السياق علي وهو ستيني إبن مدينة خنشلة أن لا غنى لهم عن الأغنية الشاوية القديمة خاصة و العصرية منها بصفة عامة في مناسباتهم نظير إيقاع آلتي القصبة و البندير اللذين يصنعان جوا خاصا ويدفعان المستمع للرقص دون أن يشعر لافتا الى أنه يكن حبا للأغنية الشاوية العصرية فيما لا يستغني عن الأغنية القديمة التي تطربه بكلماتها ذات المعنى القوي معبرا عن تعلقه بالأغنية الشاوية القديمة والجديدة بالمقولة الدارجة الجديد حبو والقديم لا تفرط فيه . من جهته إعتبر مهدي. ي من بلدية قايس إلى أن الأغنية الشاوية الفلكلورية التي تؤدى ب القصبة و البندير أطرب للأذن وأشد تعبيرا عن أصالة الشاوية مشيرا الى أنه بات يفتقد ذاك الأسلوب الغنائي الأصيل الذي قال بشأنه: إن مستمعيه يغرقون في معانيه والقصص التي يرويها مؤدي الأغنية الشاوية في شكل قصائد يزيدها جمال الصوت قوة ومعنى . نغمات شاوية بين التكرار والاندثار ويرى الفنان عبد الحميد بوزاهر إبن مدينة خنشلة وأحد رموز الأغنية الشاوية بالمنطقة أن الذين يؤدون الأغنية الشاوية المنتمون للجيل المعاصر -كما وصفهم- أصبحوا لا يؤمنون بأعمالهم التي ينتجونها مرجعا ذلك إلى عدة أسباب أهمها الثقافة الشاوية والأوراسية بصفة عامة و التي يرى أنها أصبحت جد ضعيفة لديهم وهو ما جعل من الأغنية الشاوية -حسبه- منقوصة الروح. كما أن من أسباب ضعف نص الأغنية الشاوية وفقا للفنان بوزاهر نقص الاجتهاد في كتابة النصوص الجادة مشيرا في هذا الصدد الى أن أغلب الأغاني المعاصرة تغيب فيها الأخلاق و الكلمات النظيفة بالإضافة -كما قال- إلى غياب رجال يدعمون الأغنية الشاوية من حيث الإنتاج والتسويق و التأليف لها. ومن بين ما تحدث عنه عبد الحميد بوزاهر ميزة الأغنية الشاوية التي تحتاج بشكل خاص إلى كتابة نص يتوافق و طبيعة الآلات الموسيقية الأصيلة التي تطبع هذا اللون الغنائي من قصبة و بندير والتي يكون النص فيها على شكل شعر حر مسجوع وموزون. ومن أبرز مميزات الأغنية الشاوية الأوراسية أنها تعالج مواضيع اجتماعية على شتى الأصعدة كقضايا الزواج مثلا والحب والطلاق وشهامة الرجل والمرأة الشاويين و الفروسية وغيرها من المواضيع التي ذكرها بوزاهر و الذي كتب في بعض منها على غرار أغنية حزينة أداها سنة 1982 وصارت آنذاك على لسان الصغير والكبير و التي عنونها ب طارت لحمامة يقول فيها: طارت الحمامة مصبوغة الجنحين.. خلاتلي ليتامى والقمري حزين إلى غير ذلك من مقاطع الأغنية والتي عالج فيها الفنان آنذاك موضوع طلاق الزوجين وذهاب الزوجة من بيت الزوجية و ترك الأبناء يعانون قهر الحياة وصعوبة العيش دون أحد الوالدين. الأغنية الشاوية تحتاج إلى إبداع يعتقد الأستاذ والباحث في التاريخ والتراث الأمازيغي محمد الصالح أونيسي أن الأغنية الشاوية تملك كل مقومات النجاح لكن الواقع غير ذلك وبالتالي مثلما أردف الباحث فهي تحتاج إلى كثير من الإرادة حتى تبرز أكثر في الساحة الفنية وتستعيد مكانتها التي كانت عليها. ويرى الأستاذ أونيسي في الأغنية الشاوية الأوراسية طابعا ذو جودة وقوة نص وكلمات . ويعيب ذات المتحدث بالمقابل على الأغنية الشاوية تساهل مؤديها في كتابة نصوصها وقصائدها المغناة فضلا عن انتقاده في معرض كلامه أداء الفنانين الجدد الذين يغيب الإبداع عن طموحاتهم الفنية إذ بدل أن يكتبوا للأغنية الشاوية فهم مكتفون فقط بإعادة الأغاني التراثية القديمة التي أبدع في تأليف نصوصها آنذاك عيسى الجرموني وبقار حدة ومن بعدهم الفنان قدور اليابوسي وعلي غيلاني والطاهر اليعقوبي والسعيد جريدي وغيرهم كثير إستنادا لذات الباحث. ويرى الأستاذ أونيسي في الأغنية الشاوية الأوراسية طابعا ذو جودة وقوة نص وكلمات. وينتقد بالمقابل تساهل مؤديها في كتابة نصوصها وقصائدها المغناة فضلا عن انتقاده في معرض كلامه آداء الفنانين الجدد الذين يغيب الابداع عن طموحاتهم الفنية إذ بدل أن يكتبوا للأغنية الشاوية فهم مكتفون فقط بإعادة الأغاني التراثية القديمة التي أبدع في تأليف نصوصها آنذاك عيسى الجرموني و بقار حدة ومن بعدهم الفنان قدور اليابوسي وعلي غيلاني والطاهر اليعقوبي والسعيد جريدي وغيرهم كثير . وأشار محمد الصالح أونيسي في سياق الحديث عن قوة النص و المعنى إلى انقسام المواويل (جمع موال وهو الشعر المؤدى في شكل أغنية) التي يشتهر بها هذا اللون الغنائي إلى أربعة أداها عمالقة الأغنية الشاوية في أغاني الدمامي عياشي صرويي أحمد آممي. وأضاف نفس المصدر أن هذه المواويل الأربعة بمثابة اختبار يمكن من خلالها معرفة من يصلح للغناء الشاوي إن استطاع تأديتها أو تأدية واحدة من هذه الأغاني الخالدة في سجل الأغنية الشاوية الأوراسية. وبرأي هذا الباحث فإن بعض الفنانين الجدد الذين استطاعوا -على حد قوله- أن يحافظوا على أصالة الأغنية الشاوية وإلتزامها رغم إستخدامهم لآلات موسيقية عصرية فيها. وذكر منهم كل من الفنان دجو من ولاية أم البواقي بالإضافة إلى كل من الفنانين عميروشي ديهيا و ميهوب المنحدرين من منطقة تكوت بولاية باتنة. أما عن مكمن الحل في رجوع قيمة الأغنية الشاوية إلى سابق عهدها فهو العناية بها من طرف المختصين خاصة من حيث الكتابة الجادة لنصوصها.