صلّوا بالناس التراويح في المسجد الحرام أطفال أئمة وعلماء في رمضان ! التاريخ الإسلامي مليء بالنماذج العظيمة على مدار الزمان خاصة لهؤلاء العلماء الذين برز نبوغهم وعلمهم منذ طفولتهم فكانوا أئمة للناس حتى قبل أن يصبحوا رجالًا بالغين. وفي هذا الموضوع نتناول عددًا من العلماء الذين أموا الناس في صلاة التراويح وهم لا يزالون صبيانًا وارتضاهم الناس أئمة لهم في الصلاة وقد ذكرت كتب التاريخ والسير والتراجم نماذج كثيرة لهؤلاء الصبيان الذين صاروا فيما بعد أئمة كبار وعلماء مؤثرين من علماء الإسلام. ابن حجر العسقلاني يلقبونه بأمير المؤمنين في الحديث وصاحب شرح صحيح البخاري وله من المصنفات المهمة الكثير صلى بالناس صلاة التراويح في مكة ولم يكمل 12 سنة وذلك سنة 785 هجريًا عندما حج الوصي عليه في هذا العام واستصحب ابن حجر معه فحجا وجاورا وصلّى ابن حجر العسقلاني بالناس التراويح في مكة بالمسجد الحرام. سراج الدين البلقيني كان من كبار علماء عصره ولد سنة 724 في مصر في بُلقينة قرب المحلة الكبرى بالناس حفظ القرآن وهو في السابعة من عمره واتجه لطلب العلم فحفظ ودرس كبار المتون في الفقه وغيرها وعندما بلغ العاشرة من عمرة أمَّ الناس في صلاة التراويح بعد أن أتم حفظ القرآن الكريم وأجاده. وبلغ الإمام سراج الدين البلقيني مكانة كبيرة وحصل الكثير من العلوم والفنون التي برع فيها وأصبح يدرسها بمهارة وكان البُلقيني يستفيد من مكانته لدى الملوك في التخفيف من الأعباء التي يطرحونها على العامة وإلغاء الضرائب والمكوس التي ما أنزل الله بها من سلطان وفي سنة 775 سعى لدى الملك الأشرف أن يبطل ضريبتين هما ضمان المغاني ومُكس القراريط وكانت له مكانة كبيرة لدى حكام عصره نظرًا لعلمه رغم أنه لم يكن له منصب رسمي في الدولة. برهان الدين الحلبي هو الإمام العلامة برهان الدين إبراهيم بن محمد الحلبي الذي كان يقلب ب سبط ابن العجمي توفي أبوه وهو صغير جدا واهتمَّت أمه بتربيته وتعليمه وانتقلت به من حلب إلى دمشق فحفظ بها بعض القرآن ثمَّ رجَعتْ به إلى حلب فنشأ بها وأدخلتْه مكتب الأيتام (الكُتَّاب) فأكمل به حفظه وصلَّى به على العادة التَّراويح في رمضان بخانقاة جدِّه كان رحمه الله رحالة في طلب الحديث وسماع الأسانيد فرحل وسمع في عدة بلدان منها بيت المقدس وحماة وحمص وبعلبك ودمشق والخليل ونابلس والرملة ومصر وشيوخه بالسماع قريب من المائتين غير مشائخه بالإجازة قال عنه ابن حجر بأنه أحق الناس بالرحلة إليه لعلو سنده حساً ومعني ومعرفته بالعلو فناً فناً توفي في 16 من شوال سنة إحدى وأربعين وثمانمائة بحلب وصلي عليه بين صلاتي الظهر والعصر في الجامع الكبير له العديد من المؤلفات منها مخطوط أو مطبوع. محمد بن الخواجا بير الكيلاني قدم مكَّة في سنة ثمان وثمانمائة وهو ابن ثلاث عشر سنة فحفظ بها القرآن وصلّى به التَّراويح في المسجد الحرام ويصفه علماء عصره بأنه كان كان عالمًا خيرًا خبيرًا بدنياه كثير التلاوة للقرآن الكريم مع ظُرف وحشمة في الجملة.