خطيب المسجد النبوي: من ثمار قبول رمضان وضع الأوزار ومحو السيئات قال إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة الشيخ عبدالباري بن عواض الثبيتي: إن المسلم يودع رمضان الذي كانت لياليه حلاوة ولنهاره طراوة ولنسماته نداوة. رحلت لياليه وبقي رونقها في النفوس وآثارها في القلوب. وأضاف فضيلته قائلاً: إذا تأمل المسلم معاني سورة الشرح التي تخاطب آياتها رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدها تصور أعظم ثمرة يخرج بها المسلم من شهر رمضان والمنهج الذي يجب أن يسير عليه بعد رمضان مستشهدا بقول الله تعالى: (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ)سورة الشرح. وبين أن معنى ألم نشرح لك صدرك: هو امتنان الله عز وجل علي نبيه بنعمة من أعظم النعم وهي نعمة انشراح الصدر التي هي من ثمار قبول رمضان وأي توفيق أعظم من أن يهب الله عبده صدرا منشرحا بعد أن ذاق حلاوة الايمان في رمضان ونورت معاني القرآن قلبه فمن باشر طيب شيء ولذته لم يكد يصبر له لأن النفس ذواقة تواقة. وقال فضيلته: شتان ما بين صدر منشرح يعيش الحياة في سرور وأمل وصدر منغلق حرجا تتقلب أيامه بين نكد وقلق. وأشار فضيلته إلى أن من ثمار قبول رمضان التي يكافئ الله تعالى بها الصالحين: وضع الأوزار ومحو السيئات والخطايا فالإنسان إذا تخفف من الذنوب كان أقرب إلى السعادة. فالذنوب والمعاصي ثقلها على الإنسان عظيم وقيدها على جوارحه متين تورثه الأسقام والأمراض ذلك أن سقم الجسد بالأوجاع وسقم القلوب بالذنوب مستشهدا بقول الله تعالى: (وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ). ولفت فضيلته إلى: أن من أثقل الأوزار علي عاتق الإنسان تلك الذنوب التي يؤذي بها الآخرين من غيبة ونميمة وكذب وظلم حيث شبه القرآن العظيم الأوزار بالأثقال التي تقسم الظهر قال تعالى: (الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ). وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي: أن الله سبحانه وتعالى رفع قدر النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - ورفع ذكره فلا يذكر الله جل وعلا إلا ذكر معه الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم مستشهدا بقول الله تعالى: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ).